تدرس وزارة الخزانة الأمريكية خطة لإصدار عملات معدنية جديدة من فئة الدولار الواحد تحمل صورة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك ضمن استعدادات الحكومة للاحتفال بالذكرى السنوية الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة الأمريكية عام 2026، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية.
ووفقاً لما نقلته شبكة "فوكس بيزنس"، فإن وزارة الخزانة تدرس عدة تصاميم مقترحة للعملة الجديدة، من بينها تصميم مبدئي يُظهر ترامب أمام العلم الأمريكي رافعاً قبضته في مشهد رمزي يعكس ما يصفه أنصاره بـ"قوة الإرادة الوطنية".
ويشبه التصميم المقترح إلى حد كبير الصورة الشهيرة لترامب خلال محاولة اغتياله في ولاية بنسلفانيا العام الماضي، عندما أُصيب في أذنه أثناء مغادرته المسرح برفقة عناصر من جهاز الخدمة السرية.
وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية في تصريحات للشبكة: "على الرغم من التحديات السياسية وإغلاق الحكومة بالقوة من قبل اليسار المتطرف، تظل الحقائق واضحة — فبقيادة الرئيس دونالد ترامب التاريخية تدخل أمتنا الذكرى الـ250 لتأسيسها أقوى وأكثر ازدهاراً من أي وقت مضى".
ولم تكشف الوزارة بعد عن التصميم النهائي أو موعد طرح العملة في الأسواق، لكنها أكدت أن الخطة ما زالت قيد الدراسة ضمن مشروع الاحتفال باليوبيل الأمريكي.

وتمنح القوانين الأمريكية وزارة الخزانة الصلاحية القانونية لإصدار عملات تذكارية في المناسبات الوطنية الكبرى، وقد جرى استخدام هذا الامتياز مراراً لتخليد أحداث وشخصيات تاريخية.
وكانت آخر عملتين تذكاريتين صدرتا في عام 2024 هما عملتا “هارييت توبمان” و“الجيل الأعظم”، حيث بيع منهما ما يقرب من 57 ألفاً و80 ألف عملة على التوالي.
ووفق بيانات دار سك العملة الأمريكية، تُعد عملة “تمثال الحرية” التي أُطلقت عام 1986 الأكثر مبيعاً في تاريخ العملات التذكارية الأمريكية، إذ تجاوزت مبيعاتها 15.5 مليون قطعة.
كما شهدت برامج العملات الخاصة بدورتي الألعاب الأولمبية في أتلانتا عام 1996 مبيعات تجاوزت 2.4 مليون قطعة نقدية، بينما كانت عملة نصف الدولار التي أُصدرت عام 1982 بمناسبة مرور 250 عاماً على ميلاد جورج واشنطن من أكثر العملات نجاحاً، إذ بيع منها أكثر من 7 ملايين قطعة.
ويرى محللون اقتصاديون أن إدراج صورة ترامب على عملة تذكارية قد يُحدث تفاعلاً استثنائياً في السوق، نظراً للشعبية الواسعة التي لا يزال يحظى بها بين مؤيديه، فضلاً عن اهتمام هواة جمع العملات التذكارية بكل ما يرتبط بالرؤساء الأمريكيين.
كما يتوقع بعض الخبراء أن يسهم هذا الإصدار، إذا تم اعتماده رسمياً، في تنشيط سوق العملات التذكارية الذي شهد تراجعاً طفيفاً خلال السنوات الأخيرة.
ويرى مراقبون أن الخطوة — في حال تنفيذها — ستُعد سابقة في التاريخ الأمريكي الحديث، إذ لم تُصدر الخزانة من قبل عملة تذكارية تحمل صورة رئيس سابق لا يزال فاعلاً في الحياة السياسية، مما قد يفتح باباً جديداً للنقاش حول العلاقة بين الرمزية الوطنية والسياسة المعاصرة في الولايات المتحدة.
