رحل عن عالمنا اليوم الثلاثاء العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، تاركا وراءه أثرا كبيرا في نفوس متابعيه الذين يحبون الاستماع إلى علمه وأسلوب تفسيره وخاصة في القضايا المتعلقة بعلم الحديث الشريف، ومن أبرز ما قدمه الراحل عن فضل ومكانة النبي صلى الله عليه وسلم هو شرحه لمعنى المقام المحمود.
أجمل كلمات للدكتور أحمد عمر هاشم عن فضل النبي
وفي مقطع تلفزيوني سابق للدكتور أحمد عمر هاشم، تحدث فيه عن الشفاعة العظمى ومقام النبي صلى الله عليه سلم يوم القيامة، مشيرا إلى أن شفاعة النبي يوم القيامة هي المقام الذي وعد الله تعالى به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المقام المحمود الذي نردده في دعائنا عقب الأذان خمس مرات يومياً.
وأضاف الدكتور أحمد عمر هاشم أنه بعد أن نسمع صوت المؤذن يدوّي في الأفق: الله أكبر الله أكبر، فنقول مثل ما يقول، فإذا انتهى من الأذان قلنا: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آتِ محمداً الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، في كلمات مؤثرة واصفا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: "مقام الشفاعة العظمى يا صاحب الحوض .. كم للناس من أملٍ في وِرْدِه، يوم تسقي منه كل ظمآن .. لواؤك الحمد يوم الدين ترفعه، يا سعد من تلقاه بالدَّعْم .. أنت الشفيع لنا في يوم شدتنا، تقوم وحدك وكل الرسل لم تقبْهَا نفسي.. فيقول كل نبي من تهيبها: نفسي نفسي، فتسجد للرحمن أمتي وتقول: أنت لها، فيدعو خالقنا: اشفع تُشفّع، فيشفع الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم في الخلق جميعاً، وتلك هي الشفاعة العظمى".
نشأة الدكتور أحمد عمر هاشم
وُلد فضيلة العلامة المُحدّث الدكتور أحمد عمر هاشم في السادس من فبراير لعام 1941م، في قرية بني عامر بمركز الزقازيق، محافظة الشرقية، ونشأ في عائلة كريمة ينتهي نسبها إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما.
وتربى في الساحة الهاشمية بمحل ميلاده، والتي كانت ومازالت تحمل اسم عائلته، حيث التقى فيها بالعلماء والصالحين المُصلِحين، وحضر حلقاتها القرآنية والعلمية منذ نعمومة أظفاره.
مسيرة الدكتور أحمد عمر هاشم العلمية
وبدأ الدكتور أحمد عمر هاشم مسيرته العلمية بحفظ وتجويد القرآن الكريم في العاشرة من عمره، ودرس الابتدائية بالأزهر الشريف، واستمر في دراسته الأزهرية إلى أن تخرج في كلية أصول الدين عام 1961م.
حصل على الإجازة العالمية عام 1967م، وعُيِّن معيدًا بقسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين، ثم حصل منه على الماجستير عام 1969م، ثم على الدكتوراة في التخصص ذاته.
عمل الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذًا للحديث وعلومه عام 1983م، إلى أن عُين عميدًا لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987م، ثم شغل فضيلته منصب رئيس جامعة الأزهر الشريف عام 1995م، ثم عضوية هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
كما شغل فضيلته عضوية مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ورئاسة لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون المصري، وعضوية مجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، واتحاد الكتاب، والمجلس الأعلى للصحافة، والمجلس الأعلى للثقافة، والمجلس الأعلى للجامعات، ورئاسة المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين العالمية.
ولفضيلته مشاركات نيابية رصينة وموفقة في البرلمان المصري بغرفتيه، ومشاركات في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والعالمية في دول كثيرة منها: (السودان - المملكة العربية السعودية - الجزائر - المغرب - ماليزيا - باكستان - الإمارات العربية المتحدة - الكويت - الأردن - العراق - ألمانيا - الولايات المتحدة الأمريكية - بلجيكا - إيطاليا - فرنسا .. وغيرها).
أبزر مؤلفات الدكتور أحمد عمر هاشم
وللعلامة الجليل مكانة حديثية مرموقة في أنحاء العالم كافة، ومؤلفات متميزة في علم الحديث وغيره من فروع العلوم الإسلامية، منها: (الإسلام وبناء الشخصية - من هدي السنة النبوية - الشفاعة في ضوء الكتاب والسنة والرد على منكريها - الإسلام والشباب - قصص السنة - القرآن وليلة القدر - التضامن في مواجهة التحديات).
وله موسوعة معاصرة فى علم الحديث، تعد أول موسوعة لشرح الأحاديث الصحيحة، وترتيبها ترتيبًا موضوعيًّا، وتبويبها تبويبًا فقهيًّا.
وكذلك برع فضيلته في فنِّ الخطابة، حيث ظهر نبوغه وطلاقة لسانه منذ صغره؛ فقد خطب أول خطبة جمعة له وهو في الحادية عشرة من عمره في شهر رمضان الكريم، كما برع في نظم القصائد؛ سيما في مدائح سيد الخلق ﷺ وله ديوان شعري تحت عنوان: نسمات إيمانية.
حصل العلامة المحدث د. أحمد عمر هاشم على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1992م، وتقلد وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
كما كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية عام 2022م تقديرًا لمسيرته العلمية والدعوية الرائدة، ومكانته العلمية في مصر والعالم أجمع.
وفاة أحمد عمر هاشم
وفي يوم 7 أكتوبر 2025م، الموافق 15 ربيع الآخر 1447هـ، انتقل هذا العالم الجليل إلى جوار ربه، وصليت عليه صلاة الجنازة في الجامع الأزهر الشريف.
وشيَّعَ جنازته جماهيرٌ غفيرة على رأسها فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقيادات الأزهر الشريف، وعلماء وقيادات مصرية وعربية وإسلامية، وطلاب ومحبون من شتى البلدان.