كشف المدرب البرتغالي روي فيتوريا، المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر ولنادي النصر السعودي، عن تفاصيل تجربته التدريبية في المملكة، مؤكدًا أن انتقاله إلى الدوري السعودي كان نقطة تحول حاسمة في مسيرته الاحترافية، فتحت أمامه أبوابًا جديدة على مستوى التدريب والاحترافية الشخصية.
من البرتغال إلى السعودية.. محطة غير متوقعة
في تصريحات نقلتها صحيفة "أبولا" البرتغالية، عبّر فيتوريا عن دهشته من الانتقال المفاجئ خارج بلاده، حيث قال: "كانت مسيرتي كلها في البرتغال، وأنا بطبعي أحب البقاء في وطني. لم أتخيل قط أنني سأرحل عنه. وفجأة وجدت نفسي في بلد لم أتوقع أن يكون وجهتي المقبلة".
وأكّد المدرب البرتغالي أنه ممتن لتلك التجربة، قائلًا: "أحمد الله أنني ذهبت إلى السعودية، ليس فقط من الناحية المادية، بل لأنها فتحت العالم لي. نحن نظن أننا نعرف العالم، لكننا لا نعرفه حقًا، وتجربة سياقات وثقافات مختلفة تُنمّي شخصيتي واحترافيتي".
تجربة النصر.. انطلاقة جديدة خارج البرتغال
انتقل فيتوريا إلى تدريب النصر في يناير 2019، بعد أيام قليلة من رحيله عن بنفيكا البرتغالي، حيث قضى معه أربع سنوات ناجحة حقق خلالها 6 ألقاب، أبرزها الدوري البرتغالي مرتين.
وكان النصر أول نادٍ يدربه فيتوريا خارج بلاده، بعد مسيرة دامت 17 عامًا داخل البرتغال، شملت أندية مثل باكوس فيريرا وفيتوريا جيماريش.
استهل فيتوريا مشواره مع "العالمي" بثلاثة انتصارات كبيرة على التوالي، حيث فاز على الأنصار 5-0 في كأس خادم الحرمين الشريفين، ثم اكتسح الفيحاء 6-0، وتغلب على أحد 4-0 في الدوري.
ورغم خروجه من دوري أبطال آسيا أمام السد القطري، وخسارته من الاتحاد في نصف نهائي كأس الملك، فإن فيتوريا نجح في قيادة النصر للتتويج بلقب الدوري السعودي للمحترفين، متفوقًا على الهلال بفارق نقطة واحدة، بعد صراع استمر حتى الجولة الأخيرة.
موسم صعب ورحيل مؤلم
في الموسم الثاني، واجه فيتوريا تحديات صعبة؛ إذ خسر لقب الدوري لصالح الهلال بفارق 8 نقاط، كما سقط أمامه أيضًا في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين. وزادت الضغوط عقب الخروج من نصف نهائي دوري أبطال آسيا أمام بيرسيبوليس الإيراني بركلات الترجيح.
ومع بداية موسم 2020-2021، تعرض النصر لسلسلة من النتائج السلبية، أدت إلى إقالة فيتوريا في ديسمبر 2020.
ما بعد النصر.. خطوات جديدة نحو العالمية
بعد رحيله عن النصر، انتقل فيتوريا إلى تدريب سبارتاك موسكو الروسي في مايو 2021، لكنه غادر بعد سبعة أشهر فقط. ثم تولى قيادة منتخب مصر في يوليو 2022، وقاده للتأهل إلى كأس أمم أفريقيا 2023، لكنه أُقيل بعد الخروج من دور الـ16 على يد الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح.
وفي أكتوبر 2024، عاد إلى أوروبا من خلال تدريب باناثينايكوس اليوناني، قبل أن ينفصل عنه في سبتمبر 2025.
محمد صلاح.. أكثر من مجرد نجم
خلال حديثه، تطرق فيتوريا إلى تجربته مع منتخب مصر، مشيدًا بنجم الفريق محمد صلاح، قائد الفراعنة ولاعب ليفربول، حيث قال: "محمد صلاح شخصية مختلفة، ليس فقط لما يعنيه في كرة القدم، بل بسبب فكره وانضباطه. لطالما قال لي: (الجميع يريد أن يكون مثلي، لكن لا أحد يريد أن يفعل ما فعلته)".
وأضاف: "أعرف جيدًا ما مرّ به من تحديات منذ مغادرته مصر، وكيف نجح في تجاوز كل شيء ليصل لما هو عليه الآن. إنه ليس فقط لاعبًا متميزًا، بل إنسانا رائعا ويدرك تمامًا دوره في كل لحظة".
وختم حديثه عن صلاح بقوله: "علاقتنا كانت ممتازة، وقد اتخذ قرارًا حاسمًا كقائد للفريق، لا يمكنني الكشف عنه، لكنه يُظهر مدى شخصيته. كان يقود بالمثال، والجميع كان يتبعه. تحسّنا كثيرًا بفضله".