كشفت وثيقة تم تداولها بين الأطراف المعنية بالأزمة في غزة، عن اتفاق متكامل لوقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ فور إقراره رسميًا، ويتضمن مجموعة من الإجراءات الإنسانية والأمنية المتزامنة.
وبحسب الوثيقة، فإن وقف إطلاق النار يبدأ فور الموافقة عليه، مع فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية على الفور، وبدء تنفيذ بنود اتفاق 19 يناير 2025 المتعلق بالوضع الإنساني في القطاع.
وتشمل الخطوات المتتابعة للاتفاق انسحابًا تدريجيًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي من محيط قطاع غزة، بالتزامن مع تقديم حركة حماس معلومات مفصلة عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها.
وتلزم الوثيقة حماس بتسليم جميع الأسرى الأحياء خلال 72 ساعة من بدء التنفيذ، إضافة إلى تسليم رفات القتلى الإسرائيليين خلال المدة نفسها، فيما تُلزم إسرائيل بتقديم قوائم كاملة ومعلومات دقيقة عن الأسرى الفلسطينيين في الفترة ذاتها، عبر آلية مشتركة لتبادل المعلومات يشرف عليها الوسطاء والصليب الأحمر الدولي.
كما تنص الوثيقة على إيفاد وفد مصري إلى سجن عوفر للتحقق من أسماء الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم.
وفي الجانب الإنساني، تنص الوثيقة على إدخال ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يوميًا تشمل المواد الغذائية والطبية والإغاثية، إضافة إلى 50 شاحنة وقود وغاز، بما يضمن 4200 شاحنة أسبوعيًا على الأقل.
وتتولى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية مهمة استلام المساعدات وتوزيعها داخل القطاع، مع ضمان حرية حركة الشاحنات من الشمال إلى الجنوب عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين.
وتمنح الوثيقة الأولوية لإدخال الأغذية والمستلزمات الطبية ومواد الإيواء، إلى جانب إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي وترميم المستشفيات والمخابز والطرق.
كما تنص على تشغيل معبر رفح في الاتجاهين وفق اتفاق يناير 2025، وإعادة تشغيل محطة توليد الكهرباء في غزة عبر آلية لتزويدها بالوقود، إضافة إلى إقامة مخيمات جديدة للنازحين وتوفير احتياجاتهم الأساسية، وإدخال معدات إزالة الركام وفق خطة عمل محددة.
وتتضمن الوثيقة أيضًا تشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل وحماس، لمتابعة التنفيذ والإشراف على الالتزامات المتبادلة.

وفي ما يخص عملية تبادل الأسرى، تؤكد الوثيقة على تسليم الأسرى دون أي مظاهر احتفالية أو إعلامية، على أن تتم العملية بين يوم الأحد والسادسة صباحًا من يوم الاثنين، بحضور الصليب الأحمر الدولي.
كما ينص الاتفاق على مشاركة وفد مصري في زيارة ميدانية إلى سجني عوفر وكتسيعوت للتحقق من أسماء الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، بالتوازي مع تنسيق حماس مع الصليب الأحمر في غزة لاستكمال إجراءات التسليم.