قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ما هي العلاقة الخفية بين الوجبات السريعة وقلة النوم عند الأطفال.. تفاصيل

الوجبات السريعة وقلة النوم عند الأطفال
الوجبات السريعة وقلة النوم عند الأطفال

الأطفال الذين ينامون أقل ويستهلكون المزيد من الأطعمة غير الصحية معرضون لخطر البلوغ المبكر، حيث تعمل الهرمونات المضطربة والنظام الغذائي السيئ على تسريع النمو البدني، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى خيارات نمط حياة واعية.

كان البلوغ المبكر يُعتبر نادرًا في الحالات الطبية، ولكنه أصبح الآن أكثر شيوعًا، وقد يكون نمط الحياة هو السبب الخفي، في العديد من الدراسات العالمية التي أُجريت، لاحظ الخبراء نمطًا ملحوظًا: الأطفال الذين يقل اهتمامهم بالنوم ويميلون أكثر للوجبات السريعة يدخلون سن البلوغ مبكرًا مقارنةً بأجيالهم السابقة.

يكمن جوهر هذه الظاهرة في تفاعل بيولوجي قوي، قلة النوم تُعطّل دورات الهرمونات الطبيعية في الجسم، ويؤثر هذا بشكل خاص على الميلاتونين، الذي يلعب دورًا هامًا في تنظيم الهرمونات التناسلية مثل الإستروجين والتستوستيرون. عندما ينام الأطفال متأخرين أو لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، قد يتغير هذا التوازن الهرموني، مما يُنذر الجسم ببدء البلوغ قبل الموعد المتوقع.

أضف إلى ذلك النظام الغذائي الحديث الغني بالأطعمة المصنعة والسكريات والدهون، وستحصل على ما يُطلق عليه الباحثون "مشكلة مزدوجة". فبالإضافة إلى السعرات الحرارية الفارغة، تُسهم الوجبات السريعة في زيادة الوزن والالتهابات المزمنة ومقاومة الأنسولين، وكل هذه العوامل مجتمعةً قد تُؤدي إلى تسريع التغيرات الهرمونية. في الواقع، وجدت دراسة صينية حديثة أن الأطفال الذين يتناولون كميات أكبر من الوجبات السريعة يوميًا وينامون أقل من ثماني ساعات في الليلة كانوا أكثر عرضة بشكل ملحوظ لظهور علامات البلوغ المبكرة.

ليس هذا فحسب، فقد تلعب المُحليات والسكر المُضاف دورًا في كل هذا. ربطت أحدث الأبحاث المُقدمة في مؤتمر جمعية الغدد الصماء لعام ٢٠٢٥ بين الإفراط في استهلاك السكرالوز والأسبارتام وغيرهما من المُحليات والبلوغ المُبكر لدى الأطفال المُهيئين وراثيًا. وبالمثل، رُبط الإفراط في تناول الوجبات السريعة بزيادة مستويات هرمون اللبتين، وهو هرمون يُنظم الشهية ويُؤثر أيضًا على توقيت البلوغ.

أكد الخبراء على ضرورة زيادة الوعي واتخاذ إجراءات بسيطة تُحدث فرقًا كبيرًا، ينبغي على الآباء ومقدمي الرعاية الأولية ضمان مواعيد نوم منتظمة، والحد من التعرض للشاشات في وقت متأخر من الليل، وإعادة إدخال الأطعمة الكاملة إلى النظام الغذائي، مثل الفواكه والخضراوات والوجبات الغنية بالألياف.

يؤثر البلوغ المبكر على النمو البدني للطفل، ويحمل معه عواقب عاطفية ونفسية طويلة الأمد. من خلال الاهتمام بالعلاقة بين النوم والغذاء والهرمونات، يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية مساعدة الأطفال على النمو بوتيرة طبيعية، لا بوتيرة الوجبات السريعة والحياة السريعة.

المصدر: timesnownews