تعيد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الثلاثاء ، الموافق الحادي عشر من شهر بابه القبطي ، بذكرى نياحة القديسة بيلاجية التائبة، التي ولدت في مدينة أنطاكية من أبوين وثنيين، وكانت في بداية حياتها بعيدة عن الإيمان، تعيش في حياة الخطية والفجور، وقد جمعت من ذلك أموالًا كثيرة.
القديسة بيلاجية التائبة
وقال كتاب السنكسار الكنسي الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين، إنه في أحد الأيام التقت هذه القديسة بالأسقف القديس نونيوس، أسقف الرها، الذي وعظها بكلام مؤثر عن التوبة والخلاص، فآمنت على يديه بالسيد المسيح، واعترفت بكل ما اقترفته من خطايا، فقام بتعميدها ومناولتها من الأسرار المقدسة.
وتابع السنكسار: ومنذ ذلك الوقت تغيرت حياتها تماما، وسلكت طريق التوبة والنسك، وأتعبت جسدها بالصوم والصلاة، ثم لبست زي الرجال وذهبت إلى أورشليم، حيث قابلت القديس ألكسندروس بطريرك أورشليم، الذي أرسلها إلى أحد الأديرة القريبة، فعاشت فيه نحو أربعين سنة باسم الراهب "بيلاجيوس".
وواصل السنكسار: قضت السنوات الأخيرة من حياتها في الوحدة داخل مغارة تصلي وتتعبد في خفاء، إلى أن تنيحت بسلام، ولم يُكتشف أنها كانت امرأة إلا بعد نياحتها، فدُفنت بإكرام عظيم.
كتاب السنكسار الكنسي
جدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.