أكد الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني، مدير تحرير مجلة أكتوبر، أن التحركات الأمريكية الأخيرة في المنطقة، وزيارة مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب — كوشنر وستيف ويتكوف — إلى تل أبيب، تأتي في إطار “محاولة لتمرير المرحلة التالية من المخطط الأمريكي–الإسرائيلي في غزة”، مشيرًا إلى أن تلك الزيارات لا تعبر عن نوايا سلام حقيقية بقدر ما هي مناورات سياسية تهدف إلى تهدئة الأجواء وامتصاص الغضب الدولي.
وقال الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني، مدير تحرير مجلة أكتوبر، خلال مداخلته ببرنامج “المشهد” على قناة النيل الإخبارية، إن الإدارة الأمريكية الحالية “تسعى للحفاظ على ما تم إنجازه وتوقيعه في شرم الشيخ”، والعمل على تنفيذ مراحل الاتفاق الخاصة بغزة على نحو تدريجي، موضحًا أن المرحلتين الثانية والثالثة ستكونان الأكثر صعوبة نظرًا لمحاولات إسرائيل المستمرة خرق الهدنة وافتعال مبررات أمنية لعملياتها العسكرية.
وأضاف عبد الغني، أن الولايات المتحدة تراهن على عامل الوقت لتهدئة الزخم الدولي المؤيد للحقوق الفلسطينية ولحل الدولتين، موضحًا أن كوشنر وويتكوف “يمثلان رأس الحربة في تنفيذ المخطط الأمريكي–الصهيوني تجاه فلسطين”، وأن واشنطن “لن تتخلى عن أحلامها في السيطرة على غزة وإعادة تشكيل المشهد الفلسطيني بما يخدم مصالح إسرائيل”.
وأشار الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني، مدير تحرير مجلة أكتوبر، إلى أن إسرائيل “تعمل على إعداد ميليشيات موالية لها داخل القطاع”، بهدف إثارة صراعات داخلية تُضعف حركة حماس وتستنزف قوتها دون تدخل مباشر من تل أبيب، مؤكدًا أن الرهان الأمريكي والإسرائيلي هو تفجير الصراع من الداخل عبر خلق حالة من الفوضى والاقتتال الداخلي.
وشدد، على أن خطة تدويل إدارة قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار تعد “خطوة خطيرة” تشبه من وجهة نظره “الانتداب البريطاني على فلسطين قبل إعلان الكيان الإسرائيلي”، مؤكدًا أن مصر تقف ضد هذا الطرح وتتصدى لأي محاولة لفرض وصاية دولية على القطاع.
واختتم الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني، مدير تحرير مجلة أكتوبر، تصريحاته بالقول إن “التحركات الأمريكية الحالية ما هي إلا محاولة لإعادة ترتيب الأوراق وتبريد المشهد إعلاميًا وسياسيًا”، مشيرًا إلى أن واشنطن تحاول “ضبط إيقاع الحكومة الإسرائيلية المتطرفة حتى لا تُفسد ما يُطبخ في المطابخ الأمريكية–الإسرائيلية الصهيونية تجاه مستقبل غزة والقضية الفلسطينية”.