تسير شركة نيسان موتور نحو خطوة غير تقليدية تتمثل في تسويق بعض طرازاتها المنتجة في الولايات المتحدة داخل السوق اليابانية، في محاولة لموازنة عملياتها الإنتاجية عالميًا، وإبقاء مصانعها الأمريكية مشغولة بطاقة أعلى.
هذه الفكرة التي لا تزال قيد الدراسة، قد تمثل تحولًا مهمًا في طريقة إدارة نيسان لشبكة تصنيعها الدولية، خصوصًا مع التغيرات السياسية والاقتصادية بين واشنطن وطوكيو.
طرازات مورانو وباثفايندر في دائرة الضوء
كشف إييتشي أكاشي، كبير مسؤولي التكنولوجيا في نيسان، أن طرازي مورانو (Murano) وباثفايندر (Pathfinder) هما أبرز المرشحين للدخول إلى السوق اليابانية، مشيرًا إلى أنهما يتوافقان مع طبيعة الطرق اليابانية واحتياجات المستهلكين المحليين.
ويتم تصنيع كلا الطرازين حاليًا في مصنع نيسان بمدينة سميرنا بولاية تينيسي الأمريكية، وهو أحد أكبر مراكز إنتاج الشركة في أمريكا الشمالية.
رغم الحماس للفكرة، تواجه نيسان عدة عقبات تقنية وتنظيمية قبل تنفيذ هذه الخطة.
فبحسب موقع Auto News، تحتاج الشركة أولًا إلى دراسة جدوى شاملة لقياس الطلب على سيارات SUV كبيرة الحجم في اليابان، بالإضافة إلى مراعاة أسعار الصرف وتكاليف الحصول على شهادات السلامة اليابانية.
كما أن نظام القيادة في سيارة مورانو يمثل تحديًا آخر، إذ تُنتج حاليًا بمقود يسار فقط، بينما تتطلب السوق اليابانية نظام قيادة يمين.
أما Pathfinder فتبدو خيارًا أكثر واقعية كونها تُنتج بكلا النظامين أصلًا، مما يسهل عملية إدخالها إلى السوق.
يرى محللون أن توقيت هذه الخطوة ليس مصادفة، إذ تتزامن مع الجهود اليابانية لخفض التوترات التجارية مع واشنطن.
ففي يوليو الماضي، توصلت الحكومتان اليابانية والأمريكية إلى اتفاق على خفض الرسوم الجمركية على السيارات من 27.5% إلى 15%، ما يعد تقدمًا محدودًا لكنه مهم نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين.
تأتي هذه الخطوة المحتملة في إطار توجه نيسان نحو مرونة أكبر في توزيع إنتاجها عالميًا، مع البحث عن أسواق بديلة لضمان استقرار الطلب وتقليل تأثير الأزمات التجارية والسياسية على أعمالها.
ويرى الخبراء أن نجاح التجربة، إن تمت، قد يشجع شركات يابانية أخرى مثل تويوتا وهوندا على توسيع استيراد طرازات أمريكية المنشأ للسوق المحلي الياباني مستقبلاً.