أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن تعمل مع شركائها الإقليميين والدوليين من أجل إنهاء الحرب الدائرة في السودان عبر تأمين وقف دائم لإطلاق النار وتهيئة الظروف لتحقيق سلام شامل، مشددة على ضرورة وقف كل أشكال الدعم الخارجي الذي يسهم في تأجيج الصراع ويطيل أمده.
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية، أوضحت الخارجية أن الولايات المتحدة تركّز حالياً على تنسيق الجهود مع عدد من الدول، بينها مصر والسعودية والإمارات، بهدف الدفع نحو هدنة إنسانية عاجلة تسمح بإيصال المساعدات إلى المتضررين وفتح ممرات آمنة للمدنيين، تمهيداً لانتقال تدريجي إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في عموم السودان.
وشددت واشنطن على أن “لا حلّ عسكرياً قابلاً للحياة في السودان”، داعية الأطراف الإقليمية إلى الامتناع عن تزويد أي طرف من أطراف النزاع بالسلاح أو التمويل، مؤكدة أن استمرار تدفق الدعم الخارجي يُعدّ من أبرز العوامل التي تُعمّق الأزمة وتُفاقم معاناة الشعب السوداني.
كما أشار بيان مشترك صدر عن “الرباعية” المعنية بالملف السوداني — والتي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات — إلى أن الجهود الحالية تتركز على تثبيت الهدنة، وتهيئة بيئة تفاوضية تمهد لعملية سياسية شاملة تقودها الأطراف المدنية السودانية، على أن تضمن وحدة الدولة واستعادة مؤسساتها الشرعية.
ونقلت وكالة "رويترز" و"فويس أوف أميركا" عن مسؤولين في الخارجية الأميركية قولهم إن واشنطن تعمل “بشكل وثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتنسيق المبادرات الإنسانية والسياسية”، مع التركيز على منع “الجهات السلبية” من تزويد المقاتلين بالسلاح أو الطائرات المسيّرة التي ساهمت في تصاعد العنف خلال الأشهر الأخيرة.
وأضافت المصادر أن الإدارة الأميركية ترى أن التوصل إلى سلام دائم في السودان يتطلب معالجة الأسباب الجذرية للنزاع، وإطلاق عملية حوار وطني شاملة بمشاركة المدنيين والأحزاب السياسية والمجتمع المدني، وصولاً إلى اتفاق يفضي إلى حكم مدني مستقر وإنهاء دوامة العنف التي أنهكت البلاد منذ اندلاع القتال في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.
واختتمت الخارجية الأميركية تأكيدها أن واشنطن ستواصل التنسيق مع المجتمع الدولي “لضمان وقف إطلاق النار الدائم، وتوسيع المساعدات الإنسانية، وتهيئة طريق واضح نحو السلام الدائم”، مشددة على أن إنهاء التدخلات الخارجية هو المدخل الحقيقي لاستعادة السودان أمنه واستقراره.

