قال أستاذ القانون، الدكتور محمد مهران، إن فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك حدثًا مفصليًا في التاريخ السياسي الأمريكي المعاصر، ليس فقط لكونه أول مسلم يتولى هذا المنصب، بل لأنه يمثل تحولًا في البنية الانتخابية لمدينة تُعدّ مركز الثقل المالي والإعلامي في الولايات المتحدة.
وأضاف في تصريحات لـ “صدى البلد”، أنه من الزاوية القانونية، يعكس هذا الفوز مدى قدرة النظام الديمقراطي الأمريكي على استيعاب التنوع الثقافي والديني، وهو ما يُعيد التأكيد على أن مبادئ الدستور الأمريكي لا تقتصر على الحريات الفردية، بل تمتد لتكفل المساواة في التمثيل السياسي بصرف النظر عن الانتماء العرقي أو الديني.
كما يُبرز هذا الحدث تصاعد الدور السياسي للأقليات، وخاصة الجاليات المسلمة والآسيوية والأفريقية، التي وجدت في ممداني نموذجًا يمثل طموحاتها ويعبّر عن قضاياها من داخل المؤسسات وليس من خارجها.
ويكشف نجاح ممداني أيضًا عن خللٍ بنيوي في العلاقة بين رأس المال والسياسة داخل المدن الكبرى، إذ أثبتت تجربته أن الخطاب القائم على العدالة الاجتماعية ومحاربة الفجوة الاقتصادية أصبح أكثر قبولًا من الخطابات التقليدية المرتبطة بالنخب المالية.