مع حلول الساعة التاسعة مساء اليوم الاثنين، أُغلقت صناديق الاقتراع في الإسكندرية، مُعلنةً انتهاء اليوم الأول من السباق الانتخابي البرلماني 2025 في أجواء اتسمت بالحماسة والانضباط. المدينة الساحلية شهدت مشهداً ديمقراطياً ملهماً، حيث تدفق آلاف المواطنين إلى مقار الاقتراع لتسجيل موقف وطني يبعث على الأمل.
إقبال كثيف وطوابير تعبر عن الوعي
منذ ساعات الصباح الأولى، بدأت الصورة تتشكل بوضوح أمام اللجان الانتخابية. طوابير بشرية امتدت لعشرات الأمتار، حاملةً في طياتها رسالة واضحة.. صوتي مهم. لم يكن المشهد مجرد إجراء روتيني، بل تحول إلى ممارسة ديمقراطية حية، جسد فيها أبناء الإسكندرية وعياً لافتاً وحرصاً على المشاركة في صنع القرار.
شباب ونساء وكبار سن.. نسيج واحد في خارطة الاقتراع
تصدر الشباب المشهد بحضورهم اللافت والملئ بالحماس، مؤكدين أن المستقبل يبدأ بصوت اليوم. إلى جانبهم، وقفت المرأة المصرية شامخة، مشاركتها القوية دليلاً على دورها المحوري في بناء المجتمع. ولم يغب كبار السن عن هذا الموعد الوطني، حيث تحدى الكثيرون منهم مشقة الانتظار والزحام لأداء واجبهم، في مشهد إنساني يختزل قيمة الوطن في قلوب أبنائه.
عملية منظمة وأجواء مطمئنة
ساد النظام والهدوء جميع اللجان منذ لحظة الافتتاح وحتى الإغلاق. تمت العملية الانتخابية دون عوائق تذكر، وسط التزام كبير من الناخبين بتعليمات اللجان المشرفة، مما أسهم في انسيابيتها ونجاحها. وتشهد المحافظة هذا الاستحقاق الكبير من خلال 5 دوائر انتخابية، تضم 316 مقراً و558 لجنة فرعية، يستطيع خلالها أكثر من 4.4 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم.
مع انطلاق اليوم الثاني غداً الثلاثاء، تظل أبواب المشاركة مفتوحة أمام أبناء الإسكندرية لاستكمال مسيرة التصويت. المشهد الذي رسمته المدينة اليوم هو تأكيد على نضج الوعي المجتمعي، وأن إرادة الشعب، عندما تتحرك في ظل نظام ومسؤولية، تكون أقوى رسالة على طريق بناء مستقبل الوطن.