انتشر خلال الساعات الماضية مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لرجل يسير في أحد الشوارع حاملاً زوجته بين ذراعيه وهي فاقدة الوعي، في مشهد أثار صدمة المارة وتساؤلات المتابعين حول حقيقة ما جرى. وبين تضارب الروايات وارتفاع نبرة الاتهامات حول هذه الواقعة قبل أن تتدخل الجهات الرسمية لكشف الحقيقة.
لحظة انتشار الفيديو.. مشهد أربك المواطنين
بدأت القصة عندما ظهر رجل في الفيديو يحمل زوجته بطريقة أثارت الذعر، بينما كان يردد بصوت عالٍ:
"أنا عبدالعزيز من مصر… صوروا زي ما أنتم عايزين، إحنا كده شاهدين على جريمة."
هذه الكلمات أثارت خوف كل من شاهد المقطع، خاصة وأن نبرة صوته بدت وكأنه يعترف أو يشير إلى وقوع جريمة خطيرة، ما دفع كثيرين للاعتقاد بأن الأمر يتجاوز مجرد خلاف عابر.
شاب يتدخل ويدافع عن الزوج
وبينما كان الرجل يسير بزوجته، ظهر شاب إلى جواره يتحدث بانفعال، قائلاً للمارة:
"زوجته وهو حر فيها… مالك إنت؟ متدخلش في حاجة متخصكش!"
هذا الموقف أثار موجة غضب واسعة على مواقع التواصل، إذ اعتبره البعض تبريرًا واضحًا للعنف الأسري، وتعزيزًا لفكرة أن الاعتداء على الزوجة "حق" للزوج، مما زاد من حدة الجدل المثار حول الفيديو.
عودة فيديو قديم وإعادة إشعال الغضب
لاحقًا، تبيّن أن الفيديو ليس جديدًا كما ظن الكثيرون، بل يعود إلى نحو ثلاث سنوات، وقد تم إعادة نشره مجددًا دون الإشارة لتاريخه، ما فاقم حالة الارتباك وأدى إلى انتشار شائعات بأن الرجل "قـتـل" زوجته.
السوشيال ميديا تشعل الشكوك
تداول الفيديو على نطاق واسع دفع البعض إلى نشر روايات تفيد بأن الزوج ارتكب جريمة، مستندين إلى طريقة كلامه التي بدت غريبة، وسلوكه المضطرب أثناء سيره في الشارع، مما دفع الشرطة من ثلاث سنوات للتدخل والتحقيق في ملابسات الواقعة.
تدخل أمني سريع لكشف الحقيقة
بعد انتشار المقطع ثلاث سنوات، تحركت الأجهزة الأمنية لتحديد هوية الزوج وزوجته، وتم استدعاؤهما للتحقيق. وبحسب بيان وزارة الداخلية، فقد تبيّن أن ما حدث لم يكن جريمة قتل، بل خلاف زوجي تطور إلى شجار، وخلاله فقدت الزوجة الوعي، فقام زوجها بحملها والنزول بها إلى الشارع في محاولة لطلب المساعدة.
كما أكدت الزوجة بنفسها صحة رواية الزوج، ونفت تمامًا تعرضها لأي أذى أدى إلى وفاتها كما روج البعض.
درس جديد في خطورة تداول المقاطع دون تحقق
تعكس هذه الواقعة حجم تأثير السوشيال ميديا، وكيف يمكن لمقطع قديم أو لجملة عابرة أن تتحول إلى قضية كبرى. وبينما انتهى الأمر إلى مجرد خلاف زوجي، إلا أن الضجة التي أُثيرت حول الفيديو تذكر بأهمية التحقق من المعلومات قبل تداولها، وأهمية عدم التدخل الخاطئ الذي قد يفاقم المشكلات ويحرّف الحقيقة.