قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

داعية يحذر من القنوط واليأس من كبائر الذنوب ويكشف طريقة علاجها

القنوط واليأس
القنوط واليأس

قال الشيخ مصطفى ثابت، الداعية الإسلامي، إن علماء الإسلام اعتبروا القنوط أو اليأس من كبائر الذنوب، لأنه يقلل من مقام الألوهية ويكذب صفات الله سبحانه وتعالى، كما وردت على لسان الأنبياء والرسل بأن الله غفار الذنوب وأرحم الراحمين.

وأوضح في لقاء تلفزيوني اليوم الأربعاء، أن أحد أسباب اليأس هو عدم تعلق القلب بالحق سبحانه وتعالى، إذ يظن الإنسان أن ما يدخله الجنة أو يمنعه من النار هو عمله وحده، ولكن المؤمن يدرك أن توفيق الله هو السبب الحقيقي لكل عمل صالح.

وأشار الشيخ مصطفى إلى أن من أسباب القنوط أيضاً قلة الصبر، فعندما يدعو الإنسان الله بحاجته وتأخر الاستجابة، قد يصاب قلبه باليأس ويبدأ في الاعتراض على القضاء والقدر، مؤكداً قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم وما لم يستعجل»، حيث فسّر الصحابة الاستعجال بأنه الشعور بأن الدعاء لم يُستجب رغم تكراره.

وأضاف الشيخ مصطفى مثالاً عملياً من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، عندما دخل المسجد ووجد أحد الأنصار، أبو إمامة، مهموماً بالديون، فوجه له النبي كلمات الاستعاذة التي أزلت همه وقضت دَينه، موضحاً أن الحديث يبيّن صفات القوة الإيمانية للمؤمن، كما يشير إلى صفات الشخصية السلبية مثل الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وغلبة الدين، وما تمثله من موانع للسعادة والطموح والكرامة والمبادرة.

وأوضح الداعية أن علاج اليأس يتمثل في معرفة أسماء الله وصفاته، وفهمها حق المعرفة، مشيراً إلى قوله تعالى في سورة الزمر: «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنه يغفر الذنوب جميعاً»، مؤكداً أن الله يبيّن في هذه الآية رحمته لكل من تمادى في المعصية والظلم، ويدعوهم للتوبة والرجوع إليه قبل فوات الأوان.

وأضاف أن القنوط يتلاشى حين يعلم الإنسان أن الله لا يحده شيء في مغفرته، كما جاء في الحديث القدسي: «يا ابن آدم، ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، ولو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك»، موضحاً أن المغفرة تشمل جميع الذنوب مهما عظمت.

وأكد الشيخ مصطفى على أن الاستمرار في الطاعة والتعلق بالله، والصبر على البلاء، والتضرع إليه بالعبادات والأذكار، كلها وسائل لمنع القنوط واليأس، وتحقيق الطمأنينة النفسية، وبناء شخصية مؤمنة قوية قادرة على مواجهة صعوبات الحياة.