تناول الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان حوار الأجيال من برنامج لعلهم يفقهون المذاع على قناة dmc اليوم الأربعاء، توضيحًا مفصلًا لأنواع الكفر التي يجب على المسلمين إدراكها وفهمها للتمييز بين المعتقدات الباطلة وكيفية التعامل معها في ضوء تعاليم الإسلام.
وبدأ الجندي حديثه بالإشارة إلى أن الكفر ينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، موضحًا أن النوع الأول هو كفر الإنكار، وفيه ينكر الإنسان وجود الله سبحانه وتعالى بشكل كامل، فيصبح منكرًا للخالق ولا يعترف بإله أصلًا، وهو حال الملحد الذي يجحد وجود الرب عز وجل.
أما النوع الثاني فهو كفر الشرك، حيث يقر الإنسان بوجود الله ولكنه يجعل له شريكًا في الخلق أو العبادة، مثل من يزعم أن لله ولدًا أو زوجة أو ندًا، فيقع في الشرك لأنه لم يفرد الله سبحانه وتعالى بالعبادة.
وانتقل الجندي للحديث عن النوع الثالث وهو كفر العناد، موضحًا أنه يتمثل في اعتراف الإنسان بوجود الله مع رفضه الامتثال لأمره رغم إدراكه للحق، قائلًا إن هذا النوع مثّله إبليس الذي لم ينكر وجود الله ولم يشرك به، لكنه امتنع عن السجود تكبرًا واستعلاءً.
وأوضح أن هذا اللون من الكفر يعبر عن تمرد وعناد شديدين رغم المعرفة واليقين.
وضرب الشيخ مثالًا لذلك بصاحب الجنتين في سورة الكهف، مبينًا أنه كان يقول ربي اعترافًا منه بوجود الله، ولكنه في الوقت نفسه أشرك حين نسب الفضل إلى نفسه وكرر أنا، معتبرًا أنه السبب فيما ناله من نعم، فكان بذلك شريكًا لنفسه مع الله في النعمة، وهو ما عدّه الشيخ من أخطر صور الشرك الخفي الذي قد يقع فيه كثير من الناس دون أن يشعروا.
واختتم الجندي حديثه محذرًا من خطورة نسبة الفضل للنفس، مؤكدًا أن النعم كلها من الله وحده، وأن استحضار هذا المعنى يورث الإنسان بركة في حياته ويمنع عنه الغرور والبطر، داعيًا الجميع إلى ضرورة شكر الله على نعمه وعدم إرجاعها لجهد الإنسان وحده.
