قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

شهادات حية.. الأسرى المبعدون يفضحون جرائم الاحتلال الممنهجة بحق السجناء الفلسطينيين

الأسرى يسلطون الضوء على معاناتهم داخل سجون الاحتلال
الأسرى يسلطون الضوء على معاناتهم داخل سجون الاحتلال

نظّمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، بالتعاون مع مندوبية فلسطين لدى الجامعة، ندوة موسّعة تناولت معاناة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وواقع الأسرى المحررين المبعدين، بمشاركة عدد من الأسرى المحررين المتواجدين في مصر، وبحضور وفود رسمية تمثل الدول العربية الأعضاء في الجامعة.

وجاءت الفعالية برعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وبمشاركة الأمين العام المساعد لشؤون الإعلام السفير أحمد خطابي، ومندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة السفير مهند العكلوك، إلى جانب عدد كبير من ممثلي المنظمات الدولية والحقوقية، وسفراء عرب وأجانب معتمدين بالقاهرة، ومديري الدوائر بالأمانة العامة، ومؤسسات المجتمع المدني، ونخبة من الشخصيات الاعتبارية المصرية والعربية من رجال القانون والأكاديميين والنواب والوزراء السابقين.

شهادات حية للأسرى المحررين

وتضمنت الندوة عدة جلسات من بينها شهادات حيّة قدّمها أسرى محررون وصلوا إلى مصر مؤخراً، حيث سلطوا الضوء على ما يتعرض له الأسرى داخل السجون من تعذيب وحشي وتجويع وإهمال طبي ممنهج، إضافة إلى ممارسات الاحتلال التي تستهدف كسر إرادة المعتقلين، مؤكدين أهمية تعزيز الدعم في مختلف المجالات.

وأكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير فائد مصطفى، التزام الأمانة العامة الثابت بقضية الأسرى الفلسطينيين ودعمهم حتى تحريرهم وإعادة إدماجهم في المجتمع الفلسطيني بكافة السبل السياسية والدبلوماسية والقانونية والإعلامية.

وشدد على أن الجامعة العربية تولي قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب اهتماماً بالغاً انطلاقاً من كونها جزءاً أصيلاً من القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن القرارات المتعاقبة لمجلس الجامعة كرّست أنّ قضية الأسرى هي قضية حق وعدالة تستمد شرعيتها من النضال المشروع للشعب الفلسطيني.

وأضاف السفير مصطفى، أن الجامعة تتابع يومياً قضايا الأسرى، وخاصة المضربين عن الطعام، مؤكداً أن ما يتعرضون له يمثّل "سرقة علنية لأعمار الأطفال والشباب" ويتطلب تحركاً عربياً ودولياً عاجلاً.

من جانبه، طالب مندوب فلسطين الدائم السفير مهند العكلوك اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الأممية والحقوقية كافة اتخاذ مواقف تتجاوز البيانات، والضغط الفوري على إسرائيل لوقف الانتهاكات داخل السجون، والكشف عن أماكن المختفين قسرياً، وضمان الحماية الدولية للأسرى ولا سيما الأطفال والنساء والمرضى، مؤكدا رفضه مشروع الإعدام الذي تروج له سلطات الاحتلال باعتباره مخالفة خطيرة للقانون الدولي.

وشدد العكلوك على ضرورة مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على خلفية الجرائم المرتكبة بحق الأسرى الفلسطينيين، باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وأوضح أن الرئيس محمود عباس يؤكد باستمرار أنه لا يمكن إبرام أي اتفاق سلام نهائي دون الإفراج الكامل عن جميع الأسرى الفلسطينيين الذين يصفهم بـ"مقاتلي الحرية"، مشيراً إلى أن ما يحدث داخل السجون هو "إعدام بطيء" بحق الأسرى، نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد الذي أدى إلى استشهاد عدد منهم خلال العامين الماضيين.

إعدام بطيء بحق الأسرى 

وأضاف مندوب فلسطين أن هذا اليوم يحمل رمزية خاصة بمشاركة أسرى محررين لأول مرة داخل مقر الجامعة العربية وعلى أرض مصر، التي وصفها بـ"بيت فلسطين الدائم وسندها القومي"، معرباً عن تقديره لجهود القاهرة في الإفراج عن أسرى ودعم حقوقهم في المحافل الدولية.

وفي كلمته، دعا وزير الأسرى السابق هشام عبدالرازق إلى تبني استراتيجية عربية شاملة لإسناد الأسرى، مؤكداً أن التحديات التي تواجه الحركة الأسيرة ازدادت في عهد الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، ما يستدعي خطة عمل حقيقية بمشاركة الجميع.

وقدّم الأسرى المحررون أحمد سليم ونادر صدقة شهادات مفصلة حول واقع الأسرى قبل وبعد السابع من أكتوبر، وكيف فرضت إدارة السجون عقوبات قاسية منذ الساعات الأولى للعدوان على غزة.

ورووا ما يتعرض له الأسرى من تجويع متعمّد وانعكاساته الصحية الخطيرة، وصولاً إلى القتل داخل السجون، وعمليات تعذيب قاسية، وحملات تفتيش متواصلة، وإغلاق الأقسام لساعات طويلة، وفرض غرامات وعقوبات جماعية تهدف إلى إنهاكهم نفسياً ومعنوياً، مشيدا بالدور المصري الريادي في دعم الأسرى في مختلف المحافل.

وبدوره، تحدث الأسير المحرر محمد الطوس الذي قضى 40 عاماً في سجون الاحتلال، مؤكداً أن الأوضاع داخل المعتقلات تدهورت إلى الأسوأ من حيث الاكتظاظ ونوعية الغذاء وشح المقتنيات وقلة النظافة.

وأشار إلى أن "كل دقيقة داخل السجن باتت تعادل عاماً كاملاً من العذاب"، محذراً من أن الاحتلال يسعى إلى استمرار سياساته العنصرية ضد المعتقلين، مشدد على ضرورة تعزيز البعد المعنوي للأسرى وذويهم.

وأكد الطوس، أن الفعالية اليوم تأتي لدعم حقوق الأسرى والأسيرات والأشبال الذين يتعرضون لـ"أبشع أنواع التعذيب"، في ظل دعم واضح من وزيري حرب الاحتلال سموتريتش وبن غفير، مطالبا الدول العربية باحتضان الأسرى لضمان توفير حياة كريمة لهم.

أما الأسير محمد نايفة فأكد أن السجون الإسرائيلية تشهد تشديداً استثنائياً في العقوبات، بدءاً من تقليص الطعام ومنع إدخال الملابس، وحرمان المرضى من العلاج، مشيراً إلى كارثة إنسانية تهدد الأسرى المرضى جراء الإهمال الطبي وتردّي التغذية وسوء المياه ومنع التواصل مع العائلات.

استهداف للأحياء والأموات 

وأوضح الأسير رمزي عبيد أن سياسة الاحتلال تقوم على "معادلة مدروسة" تهدف إلى تجريد الأسرى من احتياجاتهم اليومية لإبقاء الضغط المستمر عليهم، في مخالفة واضحة لاتفاقيات جنيف وقواعد القانون الدولي الإنساني.

وكشف عبيد أن عدد المعتقلين ارتفع من نحو 4 آلاف قبل السابع من أكتوبر إلى 10 آلاف معتقل بعده، معظمهم موقوفون وإداريون، إضافة إلى 3 آلاف أسير من غزة، دون احتساب المحتجزين في المعسكرات  كما بلغ عدد الأطفال الأسرى أكثر من 350 طفلاً، وارتفع عدد المعتقلين الإداريين إلى 3368، فضلاً عن استشهاد 81 أسيراً منذ بدء الحرب ممن تم التعرف على هوياتهم، في ظل استمرار سياسة الإخفاء القسري.

وأكد الأسير ماجد المصري، أن الاحتلال خلق عمداً خلال العامين الماضيين بيئة مرضية داخل السجون عبر الاكتظاظ والإهمال الطبي، داعياً إلى توحيد المسارات للدفاع عن المعتقلين.

وتحدث الأسير عمار الزبن عن أشكال التعذيب التي يتعرض لها الأسرى، مؤكداً أن إسرائيل هي "الدولة الوحيدة التي شرعنت التعذيب بقوانين انتخابية"، في محاولة لكسر إرادة الأسرى التي تعكس حالة النضال الفلسطيني.

بدوره، شدد الأسير رائد عبدالجليل على أن القيادة الفلسطينية تعتبر قضية الأسرى قضية مركزية، مشيراً إلى خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة، الذي أكد فيه أنه لا سلام ولا استقرار دون الإفراج الكامل عن الأسرى.

وقال الأسير نهاد صبيح أن كل قضية "شهيد أسير" تكشف سياسات الاحتلال التي تستهدف الفلسطينيين أحياءً وأمواتاً، بما في ذلك احتجاز الجثامين وسرقة الأعضاء ومنع العائلات من دفن أبنائها.

ودعا الأسير منصور شريم المجتمع الدولي إلى معاقبة إسرائيل على جرائمها بحق الأسرى، مؤكداً أن ما يتعرضون له منذ السابع من أكتوبر ليس مفاجئاً، بل امتداد لنهج الاحتلال، مطالبا بتشكيل لجنة عربية دولية لكشف الانتهاكات بحق الأسرى المبعدين.

كما دعا الأسير كميل أبو حنيش إلى تكثيف جهود الإعلام وتوثيق كل شهادات المعتقلين ورفع تقارير رسمية إلى الهيئات الدولية، بما فيها الصليب الأحمر ومجلس حقوق الإنسان والمقررين الخاصين بالأمم المتحدة، للمطالبة بفتح تحقيق فوري وعلني في الانتهاكات.

وتخللت الندوة عروضاً لوثائقي حول الأسرى، ونقاشات تفاعلية أكدت أهمية دعم الأسرى باعتبارهم جزءاً من الحالة النضالية الفلسطينية. كما شدد المشاركون على الدور المركزي للجامعة العربية في دعم الأسرى وقضاياهم وحقوقهم، مؤكدين أن قضية الأسرى حاضرة دوماً على أجندة الجامعة وفعالياتها.

واختتم المشاركون بالتشديد على مكانة منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مؤكدين أن الحرب التي تشنها حكومة الاحتلال لن تكسر إرادة الشعب، وأن الأسرى سينتصرون على السياسات الفاشية كما فعلوا في محطات سابقة، مجددين رفضهم لقانون الإعدام الذي تسعى إسرائيل إلى فرضه.