أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤالٍ ورد من شخص حول كيفية وضوء من يعاني من خروج غازات بشكل مستمر ولا يستطيع التحكم فيه، وهل يؤثر ذلك على صحة الوضوء والصلاة.
كيفية وضوء من يعاني من خروج غازات بشكل مستمر
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الأربعاء، أن هذا السؤال يتعلق بما يُعرف في الفقه بمسألة "صاحب العذر" أو الثَّلَس، وهي الحالات التي يحدث فيها خروج الريح أو البول أو الدم بشكل متكرر خارج إرادة الإنسان ولا يقدر على منعه أو التحكم فيه.
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن الإنسان في حالته الطبيعية إذا خرج منه ما ينقض الوضوء فعليه أن يتطهر مرة أخرى قبل كل صلاة، سواء كانت فرضًا أو نافلة، أما إذا كان يعاني من خروج مستمر للغازات كما ورد في السؤال، فإن حكمه حكم صاحب العذر.
وبيّن أمين الفتوى في دار الإفتاء أن مَن به عذر يتوضأ مرة واحدة عند دخول وقت الصلاة، فيتوضأ لصلاة المغرب مثلًا، ويصلي بهذا الوضوء فرض المغرب وما شاء من السنن دون حرج. ثم إذا دخل وقت العشاء، يتوضأ مرة أخرى للعشاء ويصلي بوضوئه الفرض والسنن كذلك.
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن خروج الغازات أثناء الوضوء لا يُلتفت إليه، ويتم الوضوء بشكل طبيعي، وكذلك لو خرجت بعد الوضوء أثناء الذهاب للصلاة، أو حتى أثناء الصلاة نفسها، فإنه لا يعيد الوضوء ولا يقطع الصلاة وصلاته صحيحة بإجماع الفقهاء؛ لأنه في حكم صاحب العذر.
وأكد أمين الفتوى أن الشريعة راعت أحوال أصحاب الأعذار، وخففت عنهم، فلا تُكلفهم بما يشق عليهم، ولذلك فإن صلاة سعيد صحيحة تمامًا بإذن الله، ويكفيه الوضوء عند دخول وقت كل صلاة فقط.
دعاء الوضوء
وقد كشف العلماء صيغة دعاء الوضوء موضحين أنه يستحب أن يقول في أول الوضوء: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ويستحب للمتوضئ أن يقول في ابتداء وضوئه بعد التسمية: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".
روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من توضأ فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء".
كما روي في دعاء الوضوء بسنن الدارقطني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من توضأ ثم قال : «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله قبل أن يتكلم ، غفر له ما بين الوضوءين» إسناده ضعيف.



