في تطور درامي هز أروقة نادي ليفربول خلال الساعات الأخيرة، يعيش النجم المصري محمد صلاح واحدة من أكثر الفترات توترا في مسيرته، بعدما تحولت الخلافات المكتومة إلى أزمة علنية ألقت بظلالها على مستقبله داخل "أنفيلد".
أزمة تتصاعد بعد دكة ليدز
بدأت شرارة الأزمة عقب لقاء ليدز يونايتد، الذي انتهى بتعادل مثير (3-3) ضمن الجولة الـ15 من الدوري الإنجليزي.
للمباراة الثالثة توالياً، جلس صلاح على دكة البدلاء دون أن يشارك، رغم جاهزيته الفنية، وهو ما أثار استياءه ودفعه لإطلاق تصريحات غاضبة تجاه مدربه الهولندي آرني سلوت.
هذه التصريحات تبعتها خطوة مفاجئة من إدارة النادي، تمثلت في استبعاد صلاح من قائمة مواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا، وهي خطوة وُصفت داخل الصحافة الإنجليزية بأنها "عقابية".
الملك المحبوب من الجماهير
لطالما رددت جماهير ليفربول في "أنفيلد" أغنيتها الشهيرة: “مو صلاح.. ملك مصر” لكن الأيام الأخيرة حملت تحولا كبيرا عقب الأزمة الأخيرة.
وكشفت صحيفة ذا صن البريطانية أن الـ48 ساعة الماضية شهدت تحركات مكثفة بين صلاح ووكيل أعماله رامي عباس، الذي يتواجد حالياً في دبي، وسط محادثات مباشرة مع إدارة ليفربول لبحث مستقبل اللاعب.
توتر قديم يتفجر الآن
ووفقاً لما ذكرته الصحيفة، فإن التوتر بين صلاح ومدربه سلوت ليس وليد اللحظة فقد بدأت الشرارة منذ مطلع الموسم بعد رحيل داروين نونيز ولويس دياز، حيث انتقد صلاح القرار معتبراً أنه لم يراع الجيل الذي قاد ليفربول لاستعادة لقب البريميرليغ.
ورغم أن اللاعب شارك في التدريبات بقوة الاثنين الماضي، فإن قرار استبعاده من رحلة إيطاليا جاء ليؤكد أن الأزمة أكبر مما بدا على السطح.
سلوت يكشف ما دار خلف الكواليس
في المؤتمر الصحفي قبل مواجهة إنتر ميلان، خرج آرني سلوت ليكشف تفاصيل الساعات العصيبة قائلاً عن تصريحات صلاح:"لا أستطيع تحديد ما كان يقصده. تواصلنا مرة واحدة فقط، حين أخبرته بأنه لن يسافر مع الفريق."
عن طبيعة العلاقة:
"لم أشعر قط أن علاقتي معه انهارت. كان محترماً بعد المباراة، ثم ظهرت التصريحات فجأة."
عن قرار الاستبعاد قال:
"تفاجأت من تصريحاته. لكن استبعاد اللاعب بسبب عدم مشاركته ليس بالأمر الجديد."
وعن مستقبل صلاح أوضح سلوت :
"هل سيلعب معنا مرة أخرى؟ أؤمن دائماً بأن هناك فرصة للعودة."
تصريحات المدرب عكست مزيجاً من الهدوء الحذر، والتأكيد على أن الباب لم يُغلق تماماً أمام عودة صلاح، وإن كانت الأجواء مشتعلة.
صيف سعودي أم بقاء مضطرب؟
تزامناً مع تفجر الأزمة، تصاعدت التقارير حول انتقال صلاح في يناير المقبل، وعلى رأس الوجهات المحتملة الدوري السعودي، وتحديداً ناديي الهلال والاتحاد، اللذين أبديا اهتماماً سابقاً بضمه.
ومع استمرار التوتر بينه وبين إدارة ليفربول، تبدو الساعات المقبلة حاسمة وربما تحمل مفاجآت مدوية بشأن مستقبل أحد أهم نجوم النادي في العقد الأخير.




