قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كيف تتعامل مع جار السوء كما قال الشرع؟.. ما رأي العلماء

كيف تتعامل مع جار السوء كما قال الشرع؟
كيف تتعامل مع جار السوء كما قال الشرع؟

أشار الدكتور مصطفى عبد السلام، إمام وخطيب مسجد جامع عمرو بن العاص، إلى أن التعامل مع الجار السيء يمثل نوعاً من الابتلاءات التي يختبر الله بها عباده، مستدلاً بالدعاء النبوي "اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة".

وأوضح عبد السلام خلال لقاء تلفزيوني ، أن المنهج الإسلامي في مواجهة هذه الحالات يقوم على مبدأ الاعتزال دون إيذاء أو تجاوز، قائلاً: "الاختصار هو الحل.. السلام عليكم يا جاري، انت في حالك وأنا في حالي، دون فتح أبواب للنقاش أو الجدال أو النزاع".

وأكد أن المسلم إذا واجه جاراً يؤذيه برفع صوت الموسيقى أو إزعاج الأولاد أو التلصص على حركته، فعليه التحلي بالحكمة وتجنب الاستفزازات حتى لا يفتح باباً للشيطان.

وأضاف: "ماينفعش أدخل في خلافات بسبب الأولاد أو الزوجات، لأننا في الأول وفي الآخر جيران والباب في الباب، والعداوة إن تفاقمت ستجعل الحياة مستحيلة".

وشدد على أن الصبر على أذى الجار مع تجنب التصعيد هو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويُعد من أبواب الأجر، موضحاً أن الدين يحث على الإحسان للجار مهما كان، لكن دون الانخراط في نزاعات قد تؤدي إلى عواقب غير محمودة.

هل يجوز مقاطعة الجار السوء ؟

أكد الدكتور محمد قاسم المنسى، أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم، أن تجنب الجار السيئ ومقاطعته ليس هو الحل الأمثل في التعامل معه، وإنما الحل الحقيقي يكمن في السعي للتفاهم والتقارب معه، والصبر على أي أذى قد يصدر منه، مع الاستمرار في تقديم النصح له بشكل مباشر وغير مباشر.

وأوضح المنسى أن القرآن الكريم أعطى حقوق الجيران أهمية كبيرة، حيث وضعها في مرتبة مماثلة لحقوق الله تعالى وحقوق الوالدين والأقارب، مستشهداً بقوله تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا".

كما أشار إلى الاهتمام الكبير الذي أولته السنة النبوية بهذا الحق، مستدلاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". وبيّن أن المطلوب ليس مجرد معاملة الجار بل الإحسان إليه ومراعاة جميع شؤونه كما لو كان فرداً من الأسرة.

وحذر من أن اللجوء إلى المقاطعة قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة بسبب العناد والتمسك بالمواقف السلبية، مؤكداً أن الاستمرار في تقديم النصح للجار مع الصبر واستخدام الأساليب الهادئة واللطيفة التي تقبلها النفوس هو الأسلوب الأكثر فاعلية في تحقيق نتائج إيجابية وتغيير السلوكيات غير المرغوب فيها.