قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

اليوم العالمي للغة العربية… احتفاء بلغة الضاد ودورها في التنوع الثقافي

اليوم العالمي للغة العربية
اليوم العالمي للغة العربية

يحتفي العالم اليوم /الخميس/ باليوم العالمي للغة العربية " لغة الضاد" ، تقديرا لمكانتها بوصفها إحدى الركائز الأساسية للتنوع الثقافي الإنساني، وإحدى أكثر لغات العالم انتشارا ، إذ يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص ، بما يعكس ثقلها الحضاري ودورها المحوري في التواصل بين الثقافات، ويأتي هذا الاحتفال استنادا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 (د- 28) الصادر في 18 ديسمبر 1973 ، بإدراج العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل بالأمم المتحدة. 


وسميت اللغة العربية بـ "لغة الضاد" لكونها اللغة الوحيدة التي تضم حرف "الضاد"، بالإضافة إلى أن العرب هم أفصح من نطق هذا الحرف ، المعروف بصعوبته لدى غير الناطقين بالعربية ؛ إذ يعجز بعضهم عن إيجاد صوت بديل له في لغاتهم.


ويقام اليوم العالمي للغة العربية لعام 2025 تحت شعار "مسارات مبتكرة للغة العربية: سياسات وممارسات من أجل مستقبل لغوي أكثر شمولا" ، مسلطا الضوء على أهمية الابتكار والشمول في رسم مستقبل أكثر حيوية للغة ، وتركز الفعالية التي تنظمها اليونسكو بمقرها في باريس يوم 18 ديسمبر 2025 على دور التعليم والتكنولوجيا والإعلام والسياسات العامة في تعزيز حضور اللغة العربية وإتاحتها للمجتمعات متعددة اللغات ومحدودة الموارد، وذلك في إطار برنامج إدارة التحولات الاجتماعية لليونسكو.


وبحسب الأمم المتحدة ، يتوزع متحدثو العربية بين الدول العربية والعديد من المناطق المجاورة مثل تركيا وتشاد ومالي السنغال وإرتيريا، وتمثل العربية أهمية خاصة لدى المسلمين كونها لغة القرآن الكريم، ولا تؤدى الصلاة وغيرها من العبادات في الإسلام إلا بإتقان بعض مفرداتها، كما تعد لغة شعائرية رئيسية لبعض الكنائس المسيحية في المنطقة العربية ، وقد كتب بها كثير من الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.


كما أسهمت العربية عبر التاريخ في إنتاج المعارف ونشرها، ونقل العلوم والمعارف الفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة ، وأتاحت بناء جسور الحوار بين الثقافات عبر المسارات البرية والبحرية لطريق الحرير الممتد من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.


وتحتفل الدول العربية والمنظمات الثقافية والتعليمية في جميع أنحاء العالم بهذا اليوم من خلال فعاليات متنوعة، تشمل المحاضرات والمناقشات وورش العمل والمعارض الثقافية والمسابقات اللغوية ، بهدف تعزيز الوعي بجمالية اللغة العربية وترسيخ الانتماء الثقافي واللغوي لدى الأفراد والمجتمعات.


وعلى الصعيد المحلي ، أطلقت وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج مبادرة " اتكلم عربي" في ديسمبر 2020 تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، بهدف ربط أبناء المصريين بالخارج بوطنهم وتعليم اللغة العربية ، وتعد من أهم المبادرات القومية التي تستهدف المهارات اللغوية للمصريين بالخارج من خلال الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة ، إضافة إلى إعداد دليل تعليمي لأولياء الأمور ، والتعريف بالمناسبات الوطنية ،والحفاظ على الهوية والتراث والعادات والتقاليد والقيم المصرية ، مستهدفة الفئات العمرية من 3 إلى 18 عاما .


وفي هذا الإطار ، أطلقت الوزارة تطبيق "اتكلم عربي" الإلكتروني بالتعاون مع دار نهضة مصر للنشر، تحت شعار "اتكلم عربي وعيشها مصري"، بهدف الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية المصرية لدى الأطفال المصريين المقيمين بالخارج ، ويضم التطبيق خريطة مصر، ويعد أول تطبيق متخصص في تعليم اللغة العربية، إلى جانب أنشطة وألعاب تفاعلية وتنافسية .


وفي عام 2024.. وضمن المبادرة الرئاسية «اتكلم عربي»، أطلقت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بودكاست "معلومة في حدوتة"، لتعريف الأجيال الناشئة في الخارج بتاريخ حضارتهم العريقة وما تتضمنه من أعياد ومناسبات وطنية.


وفي سياق متصل ،أصدر مجمع اللغة العربية بالقاهرة طبعة محدثة من المعجم الوسيط، بعد عمل استمر لأكثر من 17 عاما بمشاركة نخبة من أعضاء المجمع وخبرائه وباحثيه ومحرريه ، ليزيد على طبعته السابقة بنحو 500 صفحة، إلى جانب زيادة حجم الورق عن القطع السابق، وتضم إجازات المجمع في الألفاظ والأساليب، وإضافة المصطلحات العلمية الحديثة التي اعتمدها، فضلا عن مراجعة دقيقة لمنهج المعجم وتصويب ما اعترى الطبعات السابقة من أخطاء.


ويمثل اليوم العالمي للغة العربية محطة سنوية يجدد فيها العالم تقديره لهذه اللغة العريقة، لغة التراث والفكر والإبداع ، ومع اتساع المبادرات الدولية والمحلية وتكامل دور التعليم والتكنولوجيا والبحث اللغوي، تمضي العربية بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقا وشمولا يواكب تاريخها العريق ودورها الثقافي والإنساني.