قال جمال رائف، المحلل السياسي، إن اتفاق الغاز المبرم بين مصر وإسرائيل يقوم بالأساس على اعتبارات اقتصادية دقيقة تحقق فائدة مباشرة للاقتصاد المصري، مؤكدًا أن القاهرة لا تُبرم أي اتفاق إلا إذا كان العائد منه واضحًا ومضمونًا، وهو ما ينطبق على هذه الصفقة التي أثبتت جدواها من جميع الجوانب.
الأطراف داخل إسرائيل
وخلال مداخلة هاتفية ببرنامج «حديث القاهرة» مع الإعلامية هند الضاوي على قناة «القاهرة والناس»، أوضح رائف أن بعض الأطراف داخل إسرائيل، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حاولوا تصوير الصفقة باعتبارها أداة يمكن استخدامها للضغط السياسي على مصر، إلا أن هذا الطرح لا يعكس حقيقة الموقف، مشددًا على أن الدولة المصرية تعاملت مع الاتفاق بمنطق المصالح الاقتصادية فقط دون أي اعتبارات سياسية.
خطوط حمراء وثوابت وطنية
وأشار رائف إلى أن مصر تمتلك خطوطًا حمراء وثوابت وطنية لا يمكن تجاوزها تحت أي ظرف، وأن صانع القرار المصري يضع حماية هذه الثوابت في مقدمة أولوياته، بعيدًا عن أي مساومات أو ضغوط خارجية.
التعاون في مجال الطاقة
وأضاف أن التعاون في مجال الطاقة بين مصر وإسرائيل ليس جديدًا، بل يعود إلى سنوات طويلة، ويتم في إطار واضح وشفاف من خلال شركات مصرية وأمريكية، لافتًا إلى أن الصفقة الحالية، وفق الحسابات الاقتصادية، تمثل مكسبًا كبيرًا لمصر، حيث جرى الاستحواذ عليها بتكلفة تقل عن نصف قيمتها الحقيقية.
تحقيق مكاسب إضافية
واختتم رائف تصريحاته بالتأكيد على أن ما يروج له نتنياهو بشأن تحقيق مكاسب إضافية لا يتجاوز كونه دعاية سياسية داخلية، موضحًا أن الكفة الاقتصادية في هذه الصفقة تميل بوضوح لصالح مصر، التي خرجت منها بمكاسب استراتيجية تعزز موقعها في قطاع الطاقة.

