قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كان يكرره كل ليلة.. عالم بـ الأوقاف يوضح معنى الجُبن في دعاء النبي

الدكتور محمود الأبيدي
الدكتور محمود الأبيدي

أكد الدكتور محمود الأبيدي، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن معنى الجبن في السنة النبوية لا يقتصر على الجبن في ميدان الحرب فقط، بل هو معنى واسع يشمل الجبن في اتخاذ القرار، والجبن في تحمل المسؤولية، والجبن في مواجهة النفس قبل مواجهة الآخرين، موضحًا أن استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من الجبن كانت استعاذة شاملة لكل صور الضعف التي تعوق الإنسان عن التقدم والقيام بدوره في الحياة.

ما معنى الجبن في السنة النبوية؟

وأوضح الدكتور محمود الأبيدي أحد علماء وزارة الأوقاف، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الإثنين، أن من أخطر صور الجبن أن يكون الإنسان جبانًا داخل أسرته، فلا يحسن التربية بالمعنى الحقيقي للقوة والشجاعة، أو أن يكون الإنسان جبانًا مع نفسه، غير قادر على اتخاذ خطوة للأمام، ولا يستطيع أن يحسم قرارًا يخص مستقبله أو واقعه، بسبب الخوف والتردد، مشيرًا إلى أن هناك أيضًا جبنًا في إدارة المال، حيث يخشى بعض الناس أي خطوة بدعوى أن “رأس المال جبان”، مع أن التجارة في حقيقتها قائمة على المبادرة المحسوبة لا على الخوف الدائم.

وأشار الدكتور محمود الأبيدي إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يستعيذ بالله من الجبن والبخل، كان يعلم الأمة أن القوة الحقيقية لا تُستمد من النفس، وإنما من الله سبحانه وتعالى، القوي العزيز القهار، فالعبد يحتاج أن يكون قويًا، لكن يستمد قوته من ربه، لا من ذاته، مؤكدًا أن هذه الاستعاذات النبوية لو جعلها الإنسان من أذكار الصباح والمساء، وتأمل معانيها، لأدرك أنها تصنع عقلية مختلفة تدفع الإنسان إلى الأمام.

وبيّن الدكتور محمود الأبيدي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرر هذا الدعاء في كل يوم وليلة: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال»، موضحًا أن هذه الجمل الأربع تمثل منظومة متكاملة لبناء إنسان قوي، فإذا وقاه الله من الهم والحزن، ومن العجز والكسل، ومن الجبن والبخل، ومن غلبة الدين وقهر الرجال، أصبح صاحب عقلية فارقة، قادرة على النجاح والتقدم، بل والإبداع، والتخطيط ليكون خليفة لله في الأرض.

وعاد الدكتور محمود الأبيدي للتأكيد على أن تجاوز الجبن والتحلي بالشجاعة في اتخاذ القرار لا يكون إلا باليقين والثقة في أن الله سبحانه وتعالى مع العبد، وأن التوكل الحقيقي هو الجمع بين الأخذ بالأسباب وحسن الظن بالله، لأن الجبن في حقيقته يعكس ضعف الثقة بالله، أما الشجاعة فهي أن تأخذ بالأسباب، وتتوكل على الله، وتمضي في الطريق دون خوف.

ونبّه الدكتور محمود الأبيدي إلى خطأ شائع عند بعض الناس، وهو الخلط بين الشجاعة الحقيقية والاعتماد على النفس فقط، مؤكدًا أن الاستعاذة معناها الخروج من الحول والقوة الشخصية، والالتجاء إلى حول الله وقوته، فالعبد لا يقدم على قرار في بيته أو أسرته أو عمله إلا بعد الأخذ بالأسباب والتوكل على الله، موضحًا أن المقدمات الصحيحة التي تبدأ بالاستعانة بالله تؤدي إلى توالٍ سليم، ومن ثم نتائج رائعة، مستشهدًا بالقاعدة الإيمانية: من كان مع الله كان الله معه، وإذا كان الله معك فلا عليك بمن عليك ولا بمن خالفك.