قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

في سماء أمريكا.. طيار يفجّر جدلًا واسعًا بعد ادعائه مواجهة كائنات فضائية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في لحظة خاطفة، وبينما كان طيار يقود طائرة خاصة في رحلة روتينية فوق سماء الولايات المتحدة، تحولت الأجواء الهادئة إلى مشهد مثير للدهشة والارتباك. ما رآه الطيار على ارتفاع آلاف الأقدام لم يكن طائرة أخرى، ولا طائراً محلّقاً، بل جسماً غريباً أثار تساؤلات واسعة وأعاد إلى الواجهة الجدل القديم المتجدد حول الأجسام الطائرة المجهولة، وحدود ما نعرفه عن سماء الأرض.

مشهد غير مألوف فوق رود آيلاند

الطيار، الذي كان يحلّق فوق ولاية رود آيلاند الأميركية، فوجئ بظهور أسطوانة فضية صغيرة بالقرب من جناح طائرته. الجسم بدا وكأنه ثابت في مكانه، ثم راح يتحرك بمحاذاة الطائرة على مسافة قريبة، في مشهد وصفه الطيار لاحقاً بـ«المذهل».

وعلى الفور، تواصل الطيار مع مراقبة الحركة الجوية، ناقلاً دهشته وقلقه مما يشاهده. التسجيل الصوتي، الذي انتشر لاحقاً عبر مقطع فيديو نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، التقط لحظة التوتر تلك، حين قال الطيار: «يبدو أنه ثابت في مكانه»، بينما كان الجسم الغامض يطفو بجانب الطائرة.

حوار متوتر مع برج المراقبة

مراقبة الحركة الجوية أكدت للطيار عدم ورود أي بلاغات عن أجسام أخرى في المنطقة، واقترحت أن يكون ما شاهده طائرة مسيّرة أو بالوناً. إلا أن الطيار لم يقتنع بهذه التفسيرات، مشدداً على أنه لم يلاحظ أي ملحقات أو أجنحة أو ملامح مألوفة، وأن الجسم بدا مختلفاً عن أي شيء صادفه سابقاً خلال رحلاته الجوية.

وأضاف الطيار أنه كان يحافظ على ارتفاع يقارب 3500 قدم، بينما ظل الجسم قريباً من جناح الطائرة قبل أن يختفي فجأة عن الأنظار، تاركاً وراءه مزيداً من الأسئلة.

طائرة صغيرة.. وتجربة أكبر من حجمها

الطائرة التي كان يقودها الطيار من طراز “بايبر PA-32RT-300T”، وهي طائرة صغيرة تتسع لخمسة ركاب فقط. ورغم بساطة الرحلة، فإن التجربة بدت أكبر من مجرد حادثة عابرة.

وما زاد من غرابة الموقف، تدخل طيارين آخرين عبر اللاسلكي، حيث علّق أحدهم قائلاً: «أريد أن أصدقه»، في حين مازح مراقبو الحركة الجوية الطيار بقولهم: «حظاً موفقاً مع الكائنات الفضائية».

غياب التقارير الرسمية

حتى الآن، لم تصدر إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية أو المجلس الوطني لسلامة النقل أي تقرير رسمي حول الحادثة. ويعد هذا الأمر شائعاً في حالات الظواهر الجوية غير المفسرة، خصوصاً عندما لا تشكل خطراً مباشراً على سلامة الطيران.

لكن غياب التقارير الرسمية لم يمنع انتشار القصة، خاصة مع تداول المقطع المصوّر الذي وثّق الحوار، ما فتح الباب أمام تفسيرات وتحليلات متعددة.

خبراء يرجحون تفسيرات أكثر واقعية

مع انتشار الفيديو، سارع عدد من الخبراء إلى تقديم تفسيرات بديلة. الكاتب والمحقق العلمي ميك ويست رجّح أن يكون الجسم بالون أرصاد جوية، معتبراً هذا السيناريو الأقرب للمنطق.

كما ذهب بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى افتراض أن الجسم ربما يكون جزءاً من اختبار عسكري لتكنولوجيا جديدة، وهو احتمال يتكرر كثيراً في مثل هذه الحوادث.

بالونات الأرصاد.. خدعة بصرية محتملة

من جانبه، قدّم أنتوني دورمان، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “Electronic Caregiver”، تفسيراً أكثر تفصيلاً، مشيراً إلى أن بالونات الأرصاد الجوية غالباً ما تُطلق ليلاً، وتحمل حمولات أسطوانية الشكل.

وأوضح دورمان أن هذه البالونات مصنوعة من مواد شفافة تعكس أضواء المدن أو تلتقط ضوء الشمس في طبقات الجو العليا، ما يجعل من الصعب تحديد ارتفاعها الحقيقي أو حركتها بدقة. وأضاف أن بعضها قد يبدو وكأنه يحوم في الهواء أو يرتفع ببطء، وأحياناً بسرعة تصل إلى 1000 قدم في الدقيقة.

كما أشار إلى أن عدداً كبيراً من هذه البالونات يُطلق من ولاية ماساتشوستس المجاورة، إضافة إلى تجارب هواة يطلقون أجهزة صغيرة قد لا تسير دائماً وفق المسار المخطط لها.

حوادث سابقة تعيد الجدل

هذه الواقعة ليست معزولة، إذ تأتي بعد أشهر من كشف طيار مقاتل أميركي مخضرم عن حادثة مشابهة. الرائد المتقاعد رايان بودينهايمر، الذي خدم 13 عاماً في سلاح الجو الأميركي، تحدث في مقطع فيديو على “يوتيوب” عن واحدة من أغرب تجاربه أثناء قيادته لطائرات إف-15 وإف-16.

بودينهايمر روى أنه واجه جسماً طائراً مجهولاً مستطيلاً الشكل، ظهر فجأة أثناء مهمة تدريبية فوق جنوب وايومنغ، وبدا وكأنه في مسار تصادمي مع طائرته.

مركبة تتحدى قوانين الطيران

وصف الطيار المخضرم الجسم بأنه كان بطول يتراوح بين 30 و50 قدماً، ويتوهج حول حوافه البيضاء، دون أي أثر بخاري أو إشارة رادارية. وقال إن الجسم كان يحلق بسرعة تقارب 400 عقدة، وهو ما اعتبره تحدياً صريحاً لكل قوانين الطيران التي تعلمها خلال خدمته العسكرية.

بين روايات الطيارين، وتفسيرات الخبراء، وغياب البيانات الرسمية، يبقى الغموض سيد الموقف. فهل ما يحدث مجرد ظواهر جوية يساء تفسيرها؟ أم أن السماء ما زالت تخفي أسراراً لم تُكشف بعد؟
حتى تتضح الصورة، ستظل مثل هذه الحوادث مادة خصبة للجدل، تذكّرنا بأن الإنسان، رغم تقدمه العلمي، ما زال يقف أحياناً مذهولاً أمام المجهول.