أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، أمس الخميس، أن خطر اندلاع حرب جديدة بين لبنان وإسرائيل تراجع بشكل ملحوظ، مرجعًا ذلك إلى الجهود الدبلوماسية القائمة وآلية خفض التصعيد المعتمدة، وذلك رغم استمرار الضربات الإسرائيلية في مناطق متفرقة من الأراضي اللبنانية.
وقال عون، خلال زيارة قام بها إلى بكركي في وسط لبنان بمناسبة أعياد الميلاد، نقلتها وكالة أنباء الصين،شينخوا، إن “شبح الحرب قد انقضى”، مشيرًا إلى أن المفاوضات والاتصالات الدولية ساهمت في احتواء التحذيرات الإسرائيلية من احتمال تجدد الأعمال العسكرية بعد مطلع العام الجديد.
وشدد الرئيس اللبناني، في الوقت نفسه، على أن الوضع الأمني في جنوب لبنان لا يزال هشًا وقابلًا للتدهور، لافتًا إلى أن الدولة اللبنانية تحافظ على قنوات تواصل مفتوحة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول العربية، بالتوازي مع التنسيق المستمر مع اللجنة المكلفة بالإشراف على آلية منع التصعيد وتثبيت الاستقرار على الحدود الجنوبية.
مباحثات إيجابية
وأوضح عون أن المباحثات الجارية تتسم أحيانًا بتعقيدات ومطالب مرتفعة السقف، إلا أنها، بحسب تعبيره، تتجه تدريجيًا نحو “نتائج إيجابية”، مؤكدًا التزام لبنان بتفادي أي مواجهة جديدة والعمل على تعزيز مؤسسات الدولة وبسط الأمن في مختلف المناطق اللبنانية.
ويأتي هذا التصريح في ظل وقف إطلاق نار مدعوم من الولايات المتحدة دخل حيز التنفيذ في نوفمبر 2024، أنهى أكثر من عام من المواجهات بين إسرائيل وحزب الله على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي امتدت تداعياتها إلى الجبهة اللبنانية.
نزع سلاح حزب الله
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض أن يبدأ نزع سلاح حزب الله في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، باعتبارها الأكثر حساسية من الناحية الأمنية بالنسبة لإسرائيل. وفي هذا السياق، كلفت السلطات اللبنانية، بقيادة الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، الجيش اللبناني، بدعم أمريكي، بوضع خطة تضمن حصر السلاح بيد الدولة بحلول نهاية العام.
وكان رئيس الحكومة نواف سلام قد أعلن، قبل أيام، أن لبنان بات قريبًا من استكمال عملية نزع سلاح حزب الله جنوب الليطاني، في خطوة تهدف إلى تنفيذ الالتزامات الأمنية الواردة في اتفاق التهدئة.
في المقابل، يواصل حزب الله رفضه الصريح لخطة نزع سلاحه، حيث دان أمينه العام نعيم قاسم مرارًا توجه الحكومة اللبنانية، مؤكدًا تمسك الحزب بسلاحه واعتباره “جزءًا من معادلة الردع”.