امتد الانتهاك الإسرائيلي للقوانين الدولية من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى منطقة القرن الإفريقي؛ بإعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة الاعتراف بإقليم أرض الصومال الانفصالي، في سابقة وصفت بالخطيرة، واستوجبت تنديدا واستنكارا من جانب عدد من الدول، على رأسها الصومال ومصر وتركيا وجيبوتي.
إسرائيل تعترف بأرض الصومال
أصبحت إسرائيل أول دولة تعترف بأرض الصومال كدولة ذات سيادة، حيث أعلن وزير الخارجية بحكومة الاحتلال، جدعون ساعر، أن إسرائيل وصوماليلاند وقّعتا اتفاقية لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة، تشمل افتتاح سفارات وتعيين سفراء.
وتسيطر أرض الصومال على الطرف الشمالي الغربي من الصومال، حيث تُدير دولة بـ"حكم الأمر الواقع"، ويحدها جيبوتي من الشمال الغربي، وإثيوبيا من الغرب والجنوب.
وأعلن مكتب نتنياهو، أن الإعلان يتماشى مع روح اتفاقيات أبراهام، وهي سلسلة من اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، وُقعت عام 2020.
وأدانت مصر والصومال وجيبوتي وتركيا، الخطوة الإسرائيلية، وقالوا في بيان: "إن هذه المبادرة الإسرائيلية- التي تتماشى مع سياستها التوسعية وسعيها الحثيث لمنع الاعتراف بدولة فلسطينية- تُعد تدخلاً سافرًا في الشؤون الداخلية للصومال".
مصر ترفض تهجير الشعب الفلسطيني
أكد وزراء الخارجية للدول الأربعة على الرفض التام وإدانة اعتراف اسرائيل باقليم أرض الصومال، مشددين على الدعم الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية، والرفض الكامل لأي إجراءات أحادية من شأنها المساس بالسيادة الصومالية، أو تقويض أسس الاستقرار في البلاد.
كما شددوا على دعم مؤسسات الدولة الصومالية الشرعية، ورفض أي محاولات لفرض كيانات موازية تتعارض مع وحدتها.
أرض الصومال جزء لا يتجزأ من الصومال
وأعلنت خارجية الصومال رفضها الهجوم المتعمد على سيادته؛ من خلال اعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال، مؤكدة العزم على اتخاذ كل التدابير الدبلوماسية والسياسية للدفاع عن سيادته ووحدة أراضيه.
وأشار الصومال إلى أن إقليم أرض الصومال جزء لا يتجزأ من أراضيه ولا يمكن فصله أو التصرف فيه.
الجامعة العربية: الاعتراف بأرض الصومال انتهاك للقانون الدولي
في السياق نفسه، أدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات، الخطوة الإسرائيلية بخصوص الاعتراف بإقليم “صوماليلاند” كدولة مستقلة، مؤكدا رفض تلك الخطوة بشكل كامل باعتبارها انتهاكًا صريحًا لقواعد القانون الدولي، وتعديًا سافرًا على مبدأ وحدة الأراضي وسيادة الدول، الذي يُعد ركنًا أساسيًا في ميثاق الأمم المتحدة والعلاقات الدولية.
واعتبر أبو الغيط، أن تلك الخطوة من جانب قوة احتلال تمارس يوميًا انتهاكات جسيمة بحق الشعب الفلسطيني ودول الجوار الفلسطيني، وتتجاهل قرارات الشرعية الدولية؛ هي بمثابة اعتداء إسرائيلي على سيادة دولة عربية وإفريقية، بهدف العمل مع أطراف ثالثة لتقويض استقرار المنطقة، بعيدًا عن أي التزام بالقواعد المنظمة للاعتراف بالدول وفق القانون الدولي.
مجلس التعاون الخليجي: انتهاك لسيادة الصومال
وأدان مجلس التعاون الخليجي، قرار نتنياهو، بالاعتراف بإقليم أرض الصومال كدولة ذات سيادة، مؤكدا أن هذا الأمر يهدد استقرار منطقة القرن الإفريقي.
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، عن إدانته واستنكاره الشديدين لإعلان قوات الاحتلال الإسرائيلية الاعتراف بما يسمى بإقليم أرض الصومال.
وأكد أمين مجلس التعاون الخليجي، في بيان له، أن هذا الإجراء يعد تجاوزًا خطيرًا لمبادئ القانون الدولي، وانتهاكًا صريحًا لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية ووحدة أراضيها، مشيرا إلى أن هذا الاعتراف يمثل سابقة خطيرة من شأنها تقويض ركائز الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، وفتح الباب أمام مزيد من التوترات والنزاعات.
السعودية تدعم سيادة الصومال
أعلنت السعودية في بيان لوزارة الخارجية، دعمها الكامل لسيادة الصومال بعد قرار دولة الاحتلال الإسرائيلي، بالاعتراف بإقليم أرض الصومال دولة ذات سيادة.
وأعربت الخارجية السعودية عن تأكيد المملكة لدعمها الكامل لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة ووحدة وسلامة أراضيها، وتعبر عن رفضها لإعلان الاعتراف المتبادل بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإقليم أرض الصومال، باعتباره يكرس إجراءات أحادية أنفصالية تخالف القانون الدولي.
وأكدت الخارجية السعودية، في بيان لها، رفض المملكة لأي محاولات لفرض كيانات موازية تتعارض مع وحدة الصومال؛ لتؤكد دعمها لمؤسسات الدولة الصومالية الشرعية، وحرصها على الحفاظ على استقرار الصومال وشعبه الشقيق.
تركيا: قرار نتنياهو يزعزع الاستقرار العالمي
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كيتشيلي، أن إعلان إسرائيل اعترافها باستقلال إقليم أرض الصومال؛ يعد مثالًا آخر على الإجراءات غير القانونية التي تتخذها حكومة نتنياهو بهدف زعزعة الاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أن هذه الخطوة من جانب إسرائيل، التي لا تزال سياساتها التوسعية قائمة ولا تدخر جهدًا في سبيل منع الاعتراف بدولة فلسطين، تدخلًا صريحًا في الشؤون الداخلية للصومال.
رسالة حاسمة من الاتحاد الإفريقي
وفي رسالة حاسمة أعلن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف، اليوم الجمعة، رفض أي اعتراف بصوماليلاند، وجدد تأكيد التزام الاتحاد الأفريقي الراسخ بوحدة الصومال وسيادته.
وأكد رئيس المفوضية موقف الاتحاد الإفريقي الثابت والمستمر، والمستند إلى المبادئ المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، ولا سيما احترام عدم رسوخ الحدود الموروثة عند الاستقلال، كما أكده قرار منظمة الوحدة الإفريقية لعام 1964.





