قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أمين الفتوى: العلاقة مع الله دائرة متجددة لا تعرف النهاية

 العلاقة مع الله دائرة متجددة لا تعرف النهاية
العلاقة مع الله دائرة متجددة لا تعرف النهاية

أوضح الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الله سبحانه وتعالى جعل للعبد مساراً دائرياً في العلاقة معه، حيث يدخل الإنسان في حالة فريدة مع تحقق وعيه بالله، تجعل كل نهاية بداية جديدة، وكل وصول نقطة انطلاق أخرى، في دائرة روحية لا تعرف خط النهاية ولا تتوقف، بل تدعو الإنسان إلى الاستمرار في السعي مع الله في كل لحظة.

وقال الدكتور الورداني خلال لقاء تلفزيوني اليوم الأربعاء، إن الطواف حول الكعبة يمثل نموذجاً حياً لهذه الفلسفة، حيث يبدأ الطائف من الحجر الأسود وينتهي إليه مجدداً، في رسالة بأن النهايات من عند الله ليست نهايات حقيقية، بل بدايات جديدة تستدعي استمرار العبادة والذكر والتقرب إلى الله.

 وأكد أن مفهوم "الفرصة الأخيرة" الذي يتبناه البعض هو نتاج فكر التدين الكمي الذي يقيس العلاقة مع الله بالأرقام، وهو فهم قاسٍ لا يعبر عن روح الدين الحقيقية، لأن رحمة الله ومغفرته دائمة.

واستشهد أمين الفتوى بقول الله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله"، مؤكداً أن المغفرة والرحمة واسعتان، وأن الله لا يغلق باب الخير أمام من يبذل جهده، وأن كل نفس حية تملك فرصة جديدة للعودة والاستمرار في طاعة الله، بعيداً عن الخوف المفرط من الفشل أو العقاب.

وأضاف أن الفهم الصحيح للدين يعلمنا أننا أبناء البدايات، وأن النهايات منوطة بالله وحده، فجميع العبادات من قراءة وذكر تدور في دائرة مستمرة من التجدد، مستدلاً بما علمنا إياه الرسول صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله تعالى الدائم ولو قل". 

كما أشار إلى أدب ختم القرآن الذي يعقبه البدء بسورة الفاتحة ثم الانتقال إلى البقرة، ليعبر عن تكرار البدايات ودوام العمل الصالح.

ولفت الدكتور الورداني إلى أن هذا النهج يحمي الإنسان من اليأس والجمود، ويعينه على عيش الدين بروح متجددة حية، مؤكداً أن الدين متين ولا يتقنه إلا من تعمق فيه برفق وتدبر، فأسلوب العيش في الدائرة مع الله ينقي القلب ويجدد الروح ويقوي الصلة بالله، بعيداً عن التفكير المحدود الذي يحصر العلاقة مع الله في فرص أخيرة أو أرقام.

واختتم تأكيده على أن إدراك هذه الفلسفة يجعل الإنسان يدرك أن الحياة مع الله لا نهاية لها، وأن كل عمل صالح وكل ذكر وكل بداية جديدة تمثل فرصة للارتقاء الروحي، وأن السعي في طاعة الله هو دائرة مستمرة، تعلّمنا دوام الاستقامة والرجاء في رحمة الله، والابتعاد عن اليأس والخوف من النهاية.