أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الإنسان إذا أشكو حزنه وهمومه إلى الله، فإنه يشكو إلى الواسع، متيحًا لنفسه بداية جديدة مع الله، موضحًا أن التحدث مع الله ينقّي القلب ويعيد الحياة إلى الروح ويحيي النفس من جديد، فكل بداية مع الله فرصة للاستمداد من رحمته والعيش بوسع قلب جديد.
وأشار أمين الفتوى، خلال لقاء تلفزيوني، اليوم الأربعاء، إلى أن معنى البدايات يتجلّى في خمس قيم أساسية: وسع الرؤية، الحلاوة في الإحساس، التجدد الدائم، اليقين بالبقاء في حضرة الله، ورؤية الحقيقة.
كلما أدرك الإنسان هذه المعاني، ازداد رزقه جمالًا وعمقًا في فهم الأمور، وفهم أن الوسع ليس بما تملك، بل بما ترى، وأن الله يمنحك سرًا وجمالًا لا يراه غيرك.
وأوضح الدكتور الورداني كيفية استثمار البدايات عمليًا، مشددًا على أن كل شهر يمكن أن يُخصص لمعنى محدد نعيشه ونحققه، فمثلاً في شهر يناير يجب أن يكون معناها "الأحلام الكبيرة"، فالمؤمن بالله واليوم الآخر يحلم أحلامًا كبيرة، ليس لما يملك، بل لأنه عبد الكبير لله، ويحلم بأن يصحح قلبه، ويُزيل سوء المعاملة بينه وبين الناس، ويعيش بوسع الله ويستثمر نعمه مع عائلته.
كما شدّد أمين الفتوى على أهمية الفرح الأسبوعي، معتبراً كل أسبوع عيدًا، وداعيًا لخلق فرحة داخل الأسرة، سواء بالإنجازات أو النعم اليومية، ومشددًا على أن مشاركة الأسرة في الحلم والفرحة تجعل تحقيق الأهداف أقرب وأسهل، ويزيد من تواصل الإنسان مع الله.
وأضاف أن لكل يوم قيمة خاصة، ويجب أن يُعاش كأنه حياة كاملة، وأن يشعر الإنسان بنعمة الله في الطعام والشراب، مستشهداً بسيرة سيدنا أبو بكر رضي الله عنه حين كان يقدّر كل لقمة من الطعام ويشكر الله عليها، موضحًا أن الاستشعار اليومي للنعم يزرع في القلب شعور الامتنان والوعي بفضل الله.
وأكد الدكتور الورداني على أن العلاقات بين الناس يجب أن تُعامل كبدايات جديدة، بعيدًا عن الوصمات والأفكار السيئة، فبهذا ينفتح القلب وتزيد السعة الداخلية، ويصبح الإنسان قادرًا على تقدير نعم الله في الآخرين ومعاملتهم، بما يعكس جوهر الدين الحنيف الذي يجمع بين العبادة والبهجة، ويعلمنا الاستمرار في البدايات مع الله دومًا.



