أمريكا تطالب بمعاقبة مسئولي المجازر بحق المسلمين في افريقيا الوسطى

قالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سامنتا باور التي وصلت امس الخميس الى بانجي للتعبير عن تضامن بلادها مع ضحايا المجازر التي خلفت اكثر من الف قتيل في الاسبوعين الاخيرين من المسلمين، ان المسئولين عن الفظاعات الطائفية في جمهورية افريقيا الوسطى "يجب ان يحسابوا".
واوضحت اثر زيارة مفاجأة لبضع ساعات للعاصمة بانجي "ان المسئولين عن الفظاعات يجب ان يحاسبوا. وهذا امر بالغ الاهمية لمنع موجات عنف اخرى في المستقبل".
واضافت ان الرئيس الامريكي باراك اوباما "طلب مني القدوم الى جمهورية افريقيا الوسطى كي نظهر للاهالي ان اميركا تهتم بما يجري هنا، وان الولايات المتحدة واعية بالالام التي عانوها في الاسابيع الاخيرة".
وتمثل زيارة باور رمزا قويا خصوصا بعد انتقادات للولايات المتحدة باللامبالاة اثر مجازر 1994 في رواندا.
والسفيرة سامنتا باور التي وصلت الى بانغي صباح الخميس هي ارفع مسؤول اميركي يزور جمهورية افريقيا الوسطى التي تسودها الفوضى منذ اشهر.
ورافقتها في الزيارة مساعدة وزير الخارجية لافريقيا ليندا توماس-غرينفيلد.
وزارت المسئولتان اكبر مشفى في بانغي والكاتدرائية التي يقطنها آلاف المرحلين ومسجدا في المدينة. وتباحثتا خصوصا مع القيادات الدينية للبلاد من المسلمين والكاثوليك والبرتستانت ثم مع الرئيس ميشال دجوتوديا ورئيس الوزراء نيكولا تيانغاي.
كما التقتا قائد القوات الفرنسية وقائد القوة الافريقية.
من جانبه، استنكر الدكتور شوقي علام – مفتي الجمهورية – ما قامت به ميليشيات مسلحة من اعتداءات على المسلمين في أفريقيا الوسطي، مما أسفر عن مقتل آلاف من المسلمين على مدار يومين.
ودعا مفتي الجمهورية إلى فتح تحقيق فوري في هذه الجرائم العنصرية، مطالبًا الخارجية المصرية بتقصي الحقائق حول مقتل المسلمين هناك.
وأكد فضيلة المفتي أن عمليات القتل والترويع لا تخدم التعايش بين أبناء الوطن الواحد، بل تزيد من الفرقة والاقتتال والفتنة التي تهدم الأوطان.
ودعا مفتي الجمهورية الحكومة هناك باتخاذ كافة السبل لحماية مواطنيها من اعتداءات المتطرفين والتي تعد تطورًا خطيرًا مناهضًا للقيم الإنسانية والحريات والتنوع الثقافي والتسامح واحترام حقوق الإنسان، التي تحمل أهمية كبيرة للهدوء المجتمعي والسلام، كما أنها تعمق مشاعر الكراهية والتمييز بين المسلمين وغيرهم.
كما طالب مفتي الجمهورية منظمات حقوق الإنسان والهيئات الدولية لإعلان رفضها لهذا الفعل العنصري العدواني في افريقيا الوسطى، والتدخل السريع لإنهاء هذه المجازر اليومية التي تثير النعرات الطائفية وتعمق الكراهية وتأجج الصراع بين أبناء البلد الواحد، فضلاً عن أنها تهدم الجهود التي تبذل لتعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب.