البابا تواضروس: "الصوم ليس فقط الامتناع عن الأكل وإنما ضبط كل كبيرة وصغيرة من الكلام"

قرأ البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إصحاح 58 من سفر اشعياء النبى الذى يتحدث عن الصوم.
وهنأ الحضور ببدء الصوم الكبير يوم الاثنين القادم، وقال "البعض يطلق علي هذه الفترة "موسم التوبة" ولكن التوبة فى كل وقت، لكنها فترة متضمنة اسبوع الآلام ولا يعادلها فترة فى السنة كلها وتحتاج منا استعداد ذهنى وقلبى وجسدى هى فترة مهمة لأن يكون الإنسان يكون فيها صادقا مع نفسه، لأن كثيرا ما يبقى الانسان غير واضح مع نفسه وكأنه يرتدى قناع، يتكلم به مع الناس، وتأتى فترة الصوم ليدخل الانسان الى اعماقه ويكشفها جيداً".
وتابع البابا، أثناء إلقاء عظته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ""الرياء" اخطر ما يواجه الانسان فى طريقه مع الرب، او ما نسميه "شكلية العبادة" ويكون الانسان من الخارج ممارساته جيدة، ولكن من الداخل ليس لها اثر، فهو خطية تتسلل الى نفوس المتعبدين".
وأوضح "أن "المعرفة العقلانية" هى احدى مظاهر "الرياء" فهناك من يفتخر بذاته وبما حصله من معارف وبنقول عليه فى المجتمع "ابو العريف"، ولكن تظل معرفته حبيسة العقل وليست فى القلب ولافى الكيان".
وأشار الى أن الانسان اليوم يكون صائم لكن الحركة كثيرة، والكلام كثير، والأجهزة الحديثة أمامه كثيرة، وقال: فمن باب اولى نصوم عن الكلام مثلما نصوم عن الطعام، فهذا الصوم لابد وان تختار الصمت وتضبط كل كبيرة وصغيرة من كلامك.
وتابع "اجتهد ان تكون فترة الصوم مغايرة تماماً، ويكون جلوسك وانشغالك بالله والسما والحياة الروحية سينعكس على حياتك وحياة اسرتك".