قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نور محمد يكتب: تقسيم السعودية هدف الأمير الصغير القادم


أن محاولات قطرية مستمرة ودائمة لتقسيم السعودية لا تهدأ ويبذل النظام القطر كل الجهد وهو بالطبع وسيط أمريكي يتلقى التكليفات وفق أجندة اسياده وقد أكد لنا ذلك البيان الذي ألقاه وزارة الداخلية المصرية اللواء محمد إبراهيم في مؤتمر صحفي، عن إلقاء القبض على بعض رؤساء وعدد من عناصر بعض الكيانات والخلايا الارهابية التي نفذت عمليات قتل وحرق في الأونة الأخيرة، وفجر عملية كبرى سعت جماعة الإخوان الإرهابية وعناصرها في الداخل والخارج إلى تنفيذها، تتمثل في سرقة ومحاولة تهريب وبيع وثائق وملفات تضم أسرارا عسكرية تمس الأمن القومي المصري إلى عناصر مسئولة في الأجهزة القطرية عبر عاملين في قناة الجزيرة مباشر مصر مقابل مليون ونصف دولار.
وعلى الرغم من أن الوزير لم يتهم الأجهزة القطرية، لكن ترديد اسم قطر وقناة الجزيرة مباشر عدة مرات باعتبار عناصر منها لعبت دور الوساطة، وأن القناة وفقا للوزير أذاعت صورة وثيقة من الوثائق، فإن ذلك يؤشر إلى أن أجهزة الدولة القطرية التي يدعم نظامها جماعة الإخوان ومخططاتها الإرهابية، تسعى إلى اختراق الأمن القومي المصري ومن ثم يسهل عليها استهدافه عبر عمليات نوعية خاصة سواء بتجنيد المزيد من العناصر وبث الفتن والشائعات أو التخطيط من خلالها لعمليات تقوم بها العناصر التكفيرية والارهابية التي تدعمها.
المعلومات والأسماء والاعترافات حول عملية وثائق وملفات الأمن القومي المصري، طبقا لرواية الوزير إبراهيم تم سرقتها من خزائن حديدية في القصر الرئاسي قبيل عزل الحاكم الإخواني محمد مرسي في 30 يونيو 2013، وسارقها هو أمين الصيرفي سكرتير الرئيس الإخواني المعزول، وسعي الجماعة الإخوانية إلى تسليمها إلى الأجهزة القطرية التي تلقفتها، لا يؤشر فقط إلى تآمر النظام القطري مع الجماعة الإخوانية وتنظيمها الدولي المتمركزة عناصره في الدوحة برعاية أمير قطر الشيخ حمد بن تميم آل ثاني، ولكن يؤشر أيضا إلى أن النظام القطري ربما ربما تحول من نظام يحكم شعبا ويدير ويحفظ وطنا وينتمي إلى أمة عربية وإسلامية، إلى نظام يدير مكتب وكالة لاستخبارات أجهزة المخابرات الغربية والأميركية، هذه الأجهزة الأخيرة التي تعمل ولن تتوقف عن العمل ضد أمن واستقرار دول المنطقة من الخليج للمحيط، وأظن أن هذا أمر معلوم للجميع، وإذا كان هناك نظام حكم في المنطقة يوهم نفسه بمقولات المصالح والعلاقات والتعاون مع الغرب وأميركا دون أن يحمي نفسه ويحتفظ بأسراره الأمنية فهو ليس نظاما وإنما أضحوكة.
لقد كنا إلى وقت قريب نقول أن الدولة الإسرائيلية وموسادها شوكة الغرب وأميركا في حلق الأمة العربية وخنجر في ظهورها يهدد الأمن القومي لمختلف دولها، فقد استبدل الغرب وأميركا إسرائيل وموسادها تخفيفا عنها واستبعادا لها من أي عداء ولتفريغها لمواجهة أي اعتداء عليها ولخططها المستقبلية في الاستيلاء على المزيد من الأراضي العربية، بالنظام القطري الذي يبدو أنه قبل بالدور إرضاء وترضية وتأمينا لاستمراره بالحكم وتجاوز انتهاكاته لحقوق الإنسان، فها هو يشكل بابا خلفيا للمؤامرات الأميركية والغربية على حد سواء، وهو الأمر الذي استغل في الضغط على دول الخليج ومصر، فصار النظام القطري يشكل تهديدا أمنيا لجيرانه بتدخلاته في شئونها الداخلية، وها هو يمد أذرعته عبر جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها الدولي وحلفائها من التكفيريين إلى مصر وسوريا والعراق وغدا إلى السودان والأردن وهلم جرا.
لقد كنا نأمل أن تتخذ القمة العربية التي عقدت بالكويت أخيرا موقفا من النظام القطري يرده إلى جادة الصواب أو على الأقل يدعوه إلى التراجع عن أعماله التآمرية العدوانية تجاه دول الجوار ومصر، والاعتراف بالخطأ، لكن للأسف لم يجرؤ أحد من الرؤساء والملوك والشيوخ الحضور بالقمة الحديث في الأمر أو التعليق على كلمة رأس النظام الشيخ تميم بن حمد التي بدا فيها واثقا من نفسه فخورا بما يأتيه نظامه وما يمارسه من تأييد علني للجماعات الارهابية، مؤكدا على استمراره ونظامه تقديم الدعم والسند لها، محملا الأنظمة العربية ما يجري في بلدانها كونها عاجزة عن حمايتها أو استيعاب الفصائل المناهضة لها.
على أية حال يبدو أن الرؤساء والملوك والشيوخ لم يشأوا توسيع دائرة الخلافات وتصعيد الأمور وإعطاء الفرصة لكل من هب ودب أن يجد مادة ثرية للسخرية و"التمسخر" على ما آلت إليه الأمور بين أشقاء الأمة الواحدة، لكن هذا لا يمنع من اتخاذ كافة إجراءات وتدابير صارمة تعزل هذا النظام وتضعه في موضعه ومكانته ومقامه الذي يليق به، وذلك دون اعتبار للضغوط الأميركية والغربية أو لحيادية بعض الدول العربية من باب تقدير العلاقات الأخوية أو ما شابه، ذلك أن عدم وجود أي رد فعل عقب سحب كل من السعودية والامارات والبحرين لسفرائها سيترتب عليه وقد ترتب ـ بالفعل ـ إصرارا من هذا النظام على المضي قدما في نهجه التآمري.
إن القضية ليست مصر وحدها كما يظن البعض أو يختصرها، ولكن قضية المنطقة العربية بكامل دولها، فالعناصر الارهابية والتكفيرية التي يدعمها ويساندها النظام القطري ويبذل الغالي والنفيس من أجل مواصلتها لعملياتها الارهابية والتخريبية