قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بالصور.."سلعوة الكلب".. تثير الرعب في المقطم.. والأهالي: الكلاب المهجنة قتلت طفلا وعقرت العشرات


الأهالى: "أطفالنا بتموت.. ارحمونا .. والحكومة مبتسألش فينا"
الجهات المسئولة : " قتل الكلاب محرم دوليا"
الطب البيطري : السم الذى نستخدمه للتعامل مع الكلاب المهجنة تسبب فى وفاة طبيبين
طالب أهالي المقطم، الحكومة بإيجاد حل لمشكلة "الكلاب المهجنة" التي تشبه "السلعوة" بعد تعرض أبنائهم للعقر في الفترة الأخيرة بصفة متكررة.
اشتكى العديد من الاهالي من تعرض أطفال فى عمر الزهور للعقر بما تسبب لهم في عاهات مستديمة او بتر في الساق او القدم بسبب تقاعس الحكومة والداخليه ومديرية الطب البيطري عن حماية ارواحهم.
روت حمدية فاروق قصة ابنها مع الكلب المهجن الشبيه بالسلعوه وهى تبكى قائله " خرجت من البيت اجيب ابنى من درس القرآن واحنا ماشيين مرة واحدة هجم علينا كلب "هبش" ابنى وقام بعقره من فخذه وفرم رجليه قدام عينى ، وثلاثة كلاب اخري حاصرونى و مقدرتش اتحرك وانقذ ابنى وبعد ذلك اخذت ابنى واسرعت الى اقرب مستشفى ومع الاسف رفضت المستشفى تستقبل حالة ابنى .. " كابوس الكلاب المهجنة " جعل شوارع المقطم خاوية من المارة بعد أن تكررت حوادث " نهش وعقر الأطفال " من كلاب مجهولة المصدر فى الفترة الأخيرة، واصبح الصمت يعم مساكن البحر الأحمر بمنطقة المقطم خوفا من الكائن الغريب .
"صدي البلد " تحدث مع امرأة تجرى في الشارع ممسكة بالسكين وهي تبكى بحرقة قائله" الكلاب هنا مش عادى دى كلاب تشبه السلعوه ووصفت شكل الكلاب "عريضة وذيلها قصير" والكلاب لا تهرب بمجرد تخويفها الا بالآلات الحادة او السلاح.
وقصت علينا حكاية الطفل الذي مات ضحية الكلب قائلة:" الطفل اسمه أحمد حمدى ويبلغ من العمر 10 سنوات وجدناه مقتولا فى الجبل وساقاه مقطوعتان.
وأشارت إلى أن الظاهرة أصبحت مرعبه لأهالى "حى المقطم" ، خاصة بعد حالة الطفلة التى تهتكت فروة رأسها وتركتها الكلاب في حالة سيئة".
وأكملت "عبير" قائلة: إحنا عايشين هنا من 15 سنة فى حضن الجبل، عمرنا ما شفنا الكلاب دى، حوالين الجبل. كان فيه نقطة حراسة وأسلاك شائكة، بس بعد الثورة شالوا السلك وطلعت علينا الكلاب تاكل فينا".. "دى مش أول حالة فى المنطقة، ملك بنتى سادس طفلة يحدث لها العقر من الكلاب اللى إحنا مش عارفين هى نوعها إيه".
وعن تفاصيل الحادث تحكى "عبير" قصة طفلتها التى سرقتها الكلاب من بين جيرانها فى الشارع وهى تلعب مع اصحابها والتى لم تتوقف صرخاتها عندما عقرها الكلب الغريب فى ظهرها وسحلها الى الجبل، وعندما شاهدت المنظر ركضت على البيت واخذت السكين وضربت الكلب حتى يترك ابنتي ملك ، و توجهت بها بعد الحادثة بجسد مشوه إلى مستشفى المنيرة الذى رفض استقبالها بالرغم من خطورة الحالة ، و"جرينا بيها على المستشفيات وعملت محضر فى القسم ، عشان يلحقونا من الكلاب اللى بتاكل عيالنا، ومفيش حاجة حصلت".
لا تختلف قصة الطفل "عبد الرحمن" ثلاث سنوات، عن قصة "ملك" فقد نهشته الكلاب ويقول والده "محمود جابر" : حملت بقايا جسده للمستشفي بعد أن أصيب بجرح غائر فى الرأس وتورم فى العين اليسرى وكسر فى مناطق متفرقة بالجسد، "جريت بيه على كل المستشفيات ومفيش مستشفى رضى يقبله غير مستشفي "الدمرداش"، إحنا عايشين فى رعب من ساعة ما الحادثة حصلت، وكل يوم بتحصل حالة جديدة ومفيش حد بيلحقنا"..

فرج صابر يروي لنا قصه الكلاب التى نهشت ابنه أمام عينه قائلا " ابنى خرج للشارع ليشتري بعض المستلزمات المنزليه وأثناء عودته هجم عليه كائن غريب واكل جسده وعضه من رقبته وظل يصرخ واهالى المنطقة أنقذوه .. الطفل "ياسر" بعيون مغمورة بالدموع قال: "انا الكلب عضنى جامد "حوالى 12 كلبا طلعوا على وأنا مروح من المدرسة .. كنت بضربهم .. بس هما كانوا بيعضونى جامد فى جسمى كله"، وامي أخذتنى للمستشفى ولحد دلوقتى بتعالج .. وبحلم بالسلعوه .
آثار الجروح ما زالت موجودة في فروة رأس "ياسر" مما اثر على حالته النفسية واصبح لا يذهب إلى المدرسة، ورغم مرور فترة من الحادث ، فإن الأم كانت تعانى كل ليلة .. قائله "ياسر" الذى يبلغ 11 عاما يستيقظ مفزوعا من النوم" و يضيف "ياسر" والدموع تنهمر من عينيه "حاسس إن الكلاب مش هتسيبنى فى حالى".
وبعد حالات الافتراس المتكرر من الكلاب الضالة لأهالي منطقة الزلزال بحى المقطم خرجت حملة " أنا من المقطم" لإنقاذ الموقف، وهى الحملة التى انطلقت للعمل فى المنطقة منذ عدة أشهر وتحولت فى فترة قصيرة إلى جبهة دفاع عن أهالى المقطم، خاصة بعد ظاهرة الكلاب المهجنة التى افترست 20 طفلاً فى أعمار مختلفة فى مدة لم تتجاوز الشهرين.
يقول "محمد رمضان " أحد مؤسسى حملة "أنا من المقطم" متحدثا "لصدي البلد": تحركنا بعد حالة "احمد حمدى" الذى توفى بعد الاعتداء عليه من الكلاب، وطالبنا الحى بحل المشكلة التى لم ينتبه لها المسئولون ولم نتلق رداً من رئاسة الحى التى اكتفت بتوجيهنا إلى مصلحة الطب البيطرى والتى رفضت بدورها النزول معنا فى بداية الأمر، حتى زادت حالات الافتراس، وأقرت المصلحة أن الكلاب هى نوعية مهجنة من الكلاب ولم تعطنا أوراقاً رسمية أو تقارير خاصة بالظاهرة ".
ويضيف "على الشافعى " احد مؤسس حملة " انا من المقطم " ، ان رئاسة الحى طالبت الطب البيطرى للحصول على تصريحات من وزارة الداخلية لقتل الكلاب التى تفتك يومياً بطفل جديد، وتثير الرعب فى حى المقطم، ".. ويكمل "الشافعى "ان الغريب فى الأمر هو موقف منظمة الرفق بالحيوان التى تصدت لعملية تطهير المنطقة من الكلاب المفترسة، بحجة أن قتلها محرم دولياً، وهو الأمر الذى أثار سخط الأهالى وطالبوا وزير الزراعة بتوجيه حملة للقضاء على الكلاب الضالة.

توجهنا الى النقيب محمد بهاء ، معاون المباحث، عن المشكلة التى تواجه سكان الزلزال، فقال " دى مسئولية الحى مع الطب البيطرى ، مؤكداً أنه من المستحيل أن تخرج حملة من القسم لقتل الكلاب الضالة دون تكليف رسمى لها من وزارة الداخلية "عشان أطلع بذخيرة من عندى، لازم يتعرف الطلقات دى هتضرب فين وإمتى.. لأن إحنا بنتحاسب على كل طلقة" .

أما الدكتورة سعاد الخولى رئيس الطب البيطري فقالت " هذه الكلاب من الممكن أن تتزاوج مع الذئاب، والمولود عن تزاوج الكلب بالذئب يكون أشد شراسة، وجهل الناس هو السبب فى هجوم الكلاب عليهم بسبب لعب الأطفال فى الشارع، دون رقيب عليهم حتى من الأسرة .
وأضافت رئيس الطب البيطرى انهم قاموا بحملة ووضعوا السم فى اللحوم ، وألقوها فى المناطق التى تظهر فيها الكلاب ، حتى يتم التخلص من الظاهرة ، ولكن الكلاب تبحث عن الفريسة الحية .
واوضحت ان هذه القضية تتبع الحى اولا ثم الداخلية وبعد ذلك الطب البيطرى .. ان مسئولية الطب البيطرى تنحصر لعلاج الحيوانات وليس قتلهم وان مؤسسة الرفق بالحيوان تجرم قتل اى حيوان على الارض.
واشارت د.سعاد ،الى انه يوجد عدة عقبات تقف امام الطب البيطرى أولها زيادة أعداد الكلاب الضالة بشكل ملحوظ، وعدم وجود أفراد فى شرطة الخيالة لديهم القدرة على استخدام "الخية" التى نمسك بها الكلاب، وعدم تدريب جنود أو مساعدين جدد على استخدام هذه "الخيات"، وهناك جمعيات الرفق بالحيوان التى تقيم علينا الحد الجنائى كمتهمين بقتل الكلاب، وكذلك فإننا ممنوعون من استخدام طلقات "الخرطوش" ضد الكلاب لأن وزارة الداخلية ترى أن ذلك يسبب فزعاً للمواطنين.
وأضافت "الخولى " ، ان السم الذى نستخدمه تسبب فى وفاة طبيبين من المشاركين فى الحملات التى تتعامل مع الكلاب الضالة خلال الشهور السبعة الأخيرة فقط ، وهناك مثلاً 3 جمعيات للرفق بالحيوان دخلت معنا فى بروتوكول للتعامل مع الكلاب الضالة بوقف تكاثرها بإزالة خصيتى كل كلب ذكر ومبيضى كل كلبة أنثى، لكن هذه الآلية بطيئة جداً لأننا بعد إجراء الجراحات لعدد قليل من الكلاب يكون مئات بل آلاف الكلاب على الناحية الأخرى قد توالدوا وتكاثروا.

ويقول اللواء عبدالسميع وهدان ، رئيس حى المقطم تعليقا علي حوادث الكلاب الهجينه التى تأكل الأطفال فى المقطم :" إحنا هنفضى للكلاب خلاص.. ما حدش هيتعض تانى"، مؤكداً أنه يمتلك بندقية صيد، ومن حين إلى آخر يذهب صوب المناطق الجبلية المتاخمة لمساكن المواطنين، لقتل الكلاب الضالة .. ملقياً اللوم على الأهالى الذين يربون الدواجن والماعز والبط، التى تأتى الكلاب من أجلها، إلا أن رئيس الحى يجد أن الأزمة الحقيقية التى تواجهه هى عدم تناول الكلاب التى تهاجم المواطنين للسم وزيادتها فى الفترة الأخيرة بشكل مفزع.