عائشة راتب .. وزيرة الفقراء التى عارضت السادات فى ثورة الجياع .. وكانت أول سفيرة وقاضية مصرية

عاشت سنوات عمرها وشبابها في كفاح ونضال من أجل المراة المصرية وتدعيم سبل النهوض بها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وصحيا ، الدكتورة عائشة راتب أول سيدة مصرية تعين فى منصب سفيرة لتتقلد بعدها وزارة الشئون الإجتماعية منذ عام 1971 وحتى 1977 بعد الدكتورة حكمت أبو زيد .
عائشة رابت باحثة حقوقية ، وناشطة سياسية مصرية ، لم تكن معاركها بحثا عن الشهرة وحبا للأضواء بل كان دفاعا عما تؤمن به .
ولدت عائشة راتب فى 22فبراير عام 1928 و حصلت علي التوجيهية من مدرسة الأميرة فوزية بحي شيرا عام 1945 ، وقد ظهرت عليها علامات البوغ والتفوق منذ الصغر ، التحقت بكلية الحقوق بحامعة فؤاد (القاهرة الأن ) كانت من القليلات اللآتي صممن علي الإلتحاق بهذه الكلية التي كانت توصف بانها كلية الوزراء بعد أن تخرج منها رجال أثروا التاريخ المصرى .
تخرجت من الجامعة عام 1946 وكانت الخامسة علي الدفعة لتكون أول معيدة بالكلية ، حصلت علي أول دكتوراة من جامعة القاهرة ، ثم علي الدكتوراة الثانية فى القانون الدولى من باريس .
وفي عام 1953 تقدمت بطلب لمجلس الدولة وكان الأول من نوعه ، تطلب فيه تعيينها قاضية في مجلس الدولة ، وتم رفض الطلب وإبعادها وذلك بقرار من رئيس الوزراء حسين باشا سري .
لم تستسلم وقررت التحدي ، فقدمت طعن على قرار إبعادها امام مجلس الدولة وأضطر د عبد الله السنهورى رئيس مجلس الدولة وقتها أن يعقد امتحانا ليجد به مبررا للرفض .
لتكون المفاجأة بنجاح الدكتورة عائشة الوحيدة من ضمن 15 تقدما لهذا الامتحان لتعين أول قاضية فى القضاء المصرى .
كما كانت أول امرأة مصرية تعين كسفيرة لمصر عام 1979 لمصر وظلت فى هذا المنصب لمدة عامين بالدنمارك ، بعدها تم تعيينها سفيرة فى المانيا الاتحادية عام 1984 .
سجلت موقفها الرافض وهي وزيرة للشئون الاجتماعية لرفع الاسعار ما سمي ب (ثورة الجياع ) عام 1977 والتي اطلق عليها الرئيس الراحل السادات انتفاضة الحرامية ما جعلها تقدم استقالتها وتترك الوزارة ليصدر الرئيس الراحل أنور السادات قرارا بتعيينها سفيرة مصرية .
حصلت علي جائزة الدولة التقديرية عام 1995 والتي قدرت وقتها بخمسة آلاف جنيه .. وبعد عامين فقط ارتفعت قيمة الجائزة المادية الي مائتي ألف جنيه ، ما جعلها تتظلم للرئيس الأسبق مبارك الذي لم ينصفها حتى رحت عن الدنيا .
وفي هذا مايو من العام الماضي رحلت الدكتورة عائشة راتب في هدوء اثر أزمة قلبية مفاجئة عن عمر ناهز الـ 85 عاما ، لتفقد مصر رمزا من رموز النضال النسائي في اثراء الحركة النسائية المصرية والعربية .