قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مبارك والخطايا العشر آخر أعمال مجدي كامل


رغم إصدار زميلنا الكاتب الصحفي بــ " الأخبار " وعضو اتحاد الكتاب لمؤلفات سياسية عدة ، إلا أن معظمها كان يتعلق بقضايا كبرى تمس حياتنا ككتابه " من يصنع الطغاة " ، و " وراء كل ديكتاتور طفولة بائسة " ، " خالد سعيد أيقونة الثورة المصرية " ، " بلاك ووتر جيوش الظلام " ، و" زعماء صهيون " ، إلا أن كتابه الأخير " مبارك والخطايا العشر " كان نموذجا لتأريخ ثورة يناير من خلال عملية تأصيل متأنية لأسبابها .
يقول مجدي كامل في بداية كتابه : مبارك والخطايا العشر الصادر دار الكتاب العربي 2012 نجحت الثورة .. تم إسقاط الرئيس ، لم يسقط نظامه بالكامل ، ولكن نأمل استكمال عملية إسقاطه ، مع ذلك ، فقد تحقق الهدق الأول ، ثوار 25 يناير استطاعوا في نهاية حملتهم النورانية والتنويرية إزاحة رأس الأفعى ، ولا أقول قطعها ، ولكنهم أبقوا – للأسف – على الجسد ، ممثلا في وزير دفاعه ومجلسه العسكري ، على أمل الوصول إلى الهدف ، دون إراقة دماء ، وقد يتحقق لهم ما أرادوا ، وقد يدفعون الثمن ، لتسليمهم السلطة لنفس النظام ، نظام مبارك ، و عهدهم إليه بالإصلاح ثم يمضي الكاتب فيقول إنه " إذا كان أي نظام سياسي يقوم على أساس الشرعية والفعالية ، فقد كان نظام مبارك يفتقد كلتيهما معا ، فلا هو كان يتمتع بالشـرعية ، ولا كان يتمتع بالفعالية ، وكانت المحصلة مع نهاية حكمه تجسيدا لخطاياه التي استمات من خلالها لتقزيم مصر، وتحويلها إلى جمهورية موز من جمهوريات الموز!
فقد تفجرت الثورة الشعبية التي أزاحت أحد أعتى عتاة الطغيان ذلك الذي عرفه العالم في العصر الحديث ، بسبب خطاياه " مبارك " ، التى دفعت البلاد ثمنها على امتداد ثلاثة عقود ، ولن يكون من الممكن احتواء آثارها المدمرة على المدى القريب ، فقد كان حجم ما انطوت عليه من جرائم ضد الإنسانية بمثابة عدوان غاشم ، قد لا تُمْحَى آثاره إلا بعد مرور سنوات وسنوات " .
ثم ينتقل الكاتب إلى أخطر ما ارتكبه الديكتاتور من خطايا ، فوجدها عشـرة ، وكل منها – كما يقول – " تمثل عنوانا لخطايا تفرعت منها ، أونتجت عنها ، أو انطوت تحتها ، أو كانت مرتبطة بها ارتباطا وثيقا " .
وكمن يفتح باب المناقشة حول كتابه ، يقول مجدي كامل : " قد يزيد علينا البعض في خطايا مبارك ، وقد يختلف معنا العض في بعضها ، وقد يتفق ، وهذ أمر منطقي وطبيعي ، وله احترامه ، فالخلاف هنا صحي ومطلوب ، ونحن جميعا ككُتَّاب وكباحثين – بالتأكيد – نكمل بعضنا بعضا . ولكن هذا هو اجتهادنا ، وقد نخطئ ، وقد نصيب ، ولكننا نتفق في نهاية المطاف على أمر واحد فقط ، ومن واقع ما تم الكشف عنه حتى الآن ، مما ارتكبه مبارك ونظامه في حق المصريين ، على أن خطايا هذا الديكتاتور الفاسد وأسرته ، وحاشيته وبطانته ، ووزرائه وإدارته ، أكبر من أن تُغتفر ، أو تَمر دون محاكمته ، أو القصاص منه باسم ضحاياه في الماضي والحاضر والمستقبل ، الذين سيدفعون فاتورة فساده ونهبه هو أعوانه لثروات مصر.

ويتابع كامل فصول كتابه فيتناول خطايا مبارك بدءا من خطيئته الأولى وأكبر خطاياه – من وجهة نظره – وهى " إقامته دولة بوليسية قمعية ، كان الأمن فيها للنظام ، وليس للدولة ، التي حولها إلى مملكة للرعب ، أو جمهورية للخوف ، كان التعذيب فيها جريمة منظمة ومنهجَ حياةٍ بالنسبة للرئيس السابق ونظامه .
أما الخطيئة الثانية فتتركز حول " تحويل مبارك مصر لدولة تسبح فوق بحيرة فساد ، وكيف كان فساد عهده تجسيدا لمقولة : السمكة تفسد من رأسها ، فقد كان هو وأسرته ووزراؤه وحاشيته وأصدقاؤه فاسدين ، كما نرى الآن من خلال البلاغات عن الثروات المنهوبة ، والتحقيقات والإحالة للمحاكمات " أس " الفساد ، وحماته ورعاته ، وأكبر المستفيدين منه
الخطيئة الثالثة : هى " تكريس الاستبداد السياسي ، وقهر الداخل بتفصيله دستورا " ع الكيف " والشيطان في التفاصيل ، وتزوير إرادة الناخبين ، تحت حماية أجهزته الأمنية ، وبلطجية نظامه ، وحزبه ، وإرهاب الخارج باستخدام " فزاعة " الإخوان المسلمين ، وتدبير عمليات إرهابية ، ثم تلفيق الاتهامات لجماعات إسلامية ، خاصة في موسم انتخابات مجلس الشعب ( البرلمان ) وكذلك انتخابات الرئاسة ، ناهيك عن كارثة التوريث ، التي أراد منها مبارك أن يكون البديل الوحيد لنفسه ، والحاكم الأبدي لشعبه .
.
ثم ينتقل مجدي كامل إلى الخطيئة الرابعة وهى " الولاء لأمريكا والطاعة لإسرائيل ، حيث الارتماء في أحضان أمريكا ، والرقص على أنغام إسرائيل ، ورهن القرار الوطني المصري بإرادة الخارج ، على حساب قضايانا الوطنية والقومية ، بزعم حماية السلام ، وكيف فضحته وثائق ويكيليكس ، حيث وثقت تبعيته وأكدت طاعته .
وتأتي الخطيئة الخامسة في هذا الكتاب وهى " إقامة مبارك دولة ولاءات وليست كفاءات ، فالمنصب في عهده لمن يثبت ولاءه ، والويل لمن تثبت نزاهته ، ولا مكان في عهده لكفاءة مع شعبية " .
أما الخطيئة السادسة فهى " الاستهانة بأحكام القضاء ، والاصطدام بالقضاة الشـرفاء ، في دعوة للبلطجة والعنف ، وفي انتهاك لأسمى القيم الإنسانية " العدل " .
الخطيئة السابعة هى التوريث وهنا يقول مجدي كامل : " حيث عمد مبارك إلى إعداد ابنه جمال ليرث الجمهورية ، وكأنه هو البديل الوحيد لنفسه ، والخيار الأبدي لشعبه " !
ثم نأتي في الكتاب إلى الخطيئة الثامنة وهى " إشعال الفتنة بين المسلمين والأقباط ، في إجرامٍ ما بعده إجرام ، يضرب استقرار البلاد في مقتل ، ويفجر بحور الدم بين شركاء الوطن " .
والخطيئة التاسعة هى كما يقول الكاتب " تدمير صحة المصريين ، ميزانيات منهوبة ، وأمراض لا تنتهي ، ومياه شرب ملوثة ، وإطلاق أيدي مافيا الطب الحرام ، وغض الطرف عن أدوية " بير السلم " المغشوشة والقاتلة ، و اختراع العلاج على نفقة الدولة ، الذي شهد محنة المريض المصري ورشوة النظام المانح " !! ثم ينهي مجدي كامل كتابه بالخطيئة العاشرة وهى " التفريط في حقوق مصر في مياه النيل شريان الحياة في خطر ، بالتخاذل والإهمال ، وتفرغ مبارك ونظامه للنهب ، وغض الطرف عن تغلغل إسرائيل في دول حوض النيل ، في حصار لمصر ، اكتفى نظام مبارك من التحذير منه ، دون أدنى تحرك لمواجهته ، واكتفى بإقامة دورة كروية ودية فاشلة لمنتخبات دول الحوض " !!