الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في الحوار المجتمعي بأسيوط.. شومان: مصر لن تكون بلدا للإرهاب في وجود الأزهر.. والمحافظ: الحوار استراتيجية مهمة لضبط الخطاب الدعوي.. والقمص بطرس: يجب تقديم المصلحة العامة ووأد الفتن

صدى البلد

  • خلال الحوار المجتمعي بمحافظة أسيوط..
  • وكيل الأزهر: مصر جرحت من أبنائها جرحا كبيرا لا يستحق منا أن نقف مكتوفي الأيدي
  • محافظ أسيوط: الحوار المجتمعي يمثل استراتيجية مهمة لضبط الخطاب الدعوي
  • القمص بطرس: يجب تقديم المصلحة العامة ووأد الفتن التي تحاول المساس بوحدته الوطنية
  • محيي الدين عفيفي: المستقبل لن يتحقق إلا بالحوار بين أبناء المجتمع
واصل الأزهر الشريف عقد لقاءات الحوار المجتمعي بمختلف المحافظات المصرية، حيث قام اليوم، الخميس، الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، والدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أسامة عبد الرؤوف، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع أسيوط، والمهندس ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط، بعقد لقاء شامل مع العاملين وطلاب المدارس والمعاهد بالمحافظة، تمت خلاله مناقشة جميع الأفكار والأطروحات التي تساهم في استعادة منظومة الأخلاق داخل المجتمع.

في بداية كلمته، رحب الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، بشباب أبناء محافظة أسيوط وطلاب الجامعة الذين لبوا الدعوة للحوار والاستماع لآرائهم والاستفادة من أفكارهم، مؤكدا أن هذا حوار مصري خالص، دعا إليه رئيس الجمهورية في مؤتمر شرم الشيخ للتباحث مع الشباب والاستفادة من أفكارهم نحو استعادة منظومة الأخلاق وتصويب وضبط الخطاب الدعوي.

وقال: "جئنا للحوار بقلوب مفتوحة للقاء مع جميع أبناء الوطن دون إقصاء لأحد من أجل استعادة مسار الأخلاقي الذي يليق بالمجتمع"، مشيرا إلى أن "مصر جرحت من أبنائها جرحا كبيرا لا يستحق منا أن نقف مكتوفي الأيدي ونترك الأمور على ما هي عليه، فمصر التي بها الأزهر الشريف لا ينبغي أن تكون أخلاقيات بعض المنتسبين إليها ما نراه حاليا، فمنظومة الأخلاق تضررت كثيرا وكذلك المحبة بين الناس والتعرض بين الناس بالأذى الفكري الذي بلغ مداه فلا ينبغي أن يكون هذا هو حال المصريين".

وشدد على أن "مصر لا يمكن أن تكون بحال من الأحوال بلدا للإرهاب كما يحاول البعض الترويج في ظل وجود الأزهر الذي يحمل رسالة الإسلام السمحة ويعلم الأخلاق ويحذر من الكراهية ونبذ الآخر، مؤكدا أن الأزهر لا يبتدع أحكاما ولا يوائم ظروفا سياسية ولا يتواءم معها، فهو يدعو كما تدعو الأديان للمحبة والسلام، فالرسول (صلى الله عليه وسلم) ما فرض دينه بالقوة وكيف يفعل ذك والله تعالي يقول "لا إكراه في الدين"، فبين للناس طريق الحق والباطل والناس يسلكون طريقهم كما يريدون والأزهر يفعل هذا".

كما أكد وكيل الأزهر لم يثبت تاريخا أن "الرسول عليه الصلاة والسلام انتقد عهدا، ومن يقلب في سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، خاصة من يقولون أنهم يتبعونه وهم يقومون بالفظائع بين الناس سيجد قوله صلي الله عليه وسلم ( من قتل معاهدالم يرح رائحة الجنة ) إنه تاج فوق رؤوس المسلمين نباهي به، أم ما نراه من مناظر عبثية يقوم بها البعض أقول لهم الإسلام من أفعالكم براء، فترويع الناس والاعتداء عليهم برفع راية لا إلا الله كذب على الله وسيقف علماء الإسلام لكم بالمرصاد ويثبتوا براءة الإسلام من أفعالكم".

وطالب الشباب بالمصارحة والمكاشفة في الحوار، خاصة في نقد مؤسسة الأزهر، وكيف تقيمون أداء الوزرات المختلفة وماذا عليها أن تفعل حتي نستعيد منظومة الأخلاق لنرفع راية الوطن ونضبط الأداء المنفلت، خاصة في المجال الدعوي الذي تطفل عليه البعض، مشددا على ضرورة مواجهة الفتاوى التي تضيق على المرأة والشباب الكثير الأمور دون فهم للنصوص.

وقال المهندس ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط، إن الحوار المجتمعي يمثل استراتيجية مهمة لوضع هدف فعال يهدف إلى ضبط الخطاب الدعوي للحفاظ على الهوية المصرية والحضارية، مشيرا إلى أن محافظة أسيوط نال عدد أبنائها الشهادة في التفجيرات الأخيرة بالعريش، وطلب من الحضور الوقوف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء.

وأكد على دور القوات المسلحة في الحفاظ على حدود مصر وحمايتها من براثن الإرهاب، كما أكد أن الإرهاب لا يفرق بين مسلم ومسيحي، فالجهل والضلال والأفكار الخبيثة هي ما تدفعه لهذه الأفعال، ومن هنا تأتي أهمية الحوار المجتمعي لحماية الشاب من براثن هؤلاء الإرهابيين.

وأضاف أن هناك مؤسسات لديها دور مهم للغاية في استعادة منظومة الأخلاق وهي الأسرة والمسجد والكنيسة والإعلام جميعها مسئولة عن دعم الولاء والانتماء والأخلاق الحميدة، مؤكدا على دور الأزهر في توجيه الحوار الجاد والهادف تجاه الشباب وحمايتهم.

وقال الدكتور أسامة عبد الرؤوف، نائب رئيس جامعة الأزهر فرع أسيوط، إن الحوار المجتمعي الذي أطلقه الأزهر الشريف برعاية الإمام الأكبر يأتي في وقت مهم تحتاجه مصر التي تعيش أزمة حقيقية بسبب ظهور أفكار العنف التي تستهدف أرواح الأبرياء.

وأضاف "عبد الرؤوف" أن أصحاب هذه الأفكار ينسبونها للأديان وهي منها براء، فالأديان كلها تجمع ولا تفرق والمشترك بينهم يهدف لصالح الإنسانية والعيش المشترك، فالحوار هو سبيل التعايش السلمي بين أنباء الوطن.

وأكد على دور الأزهر الشريف والكنيسة المصرية في دعم ثقافة الحوار مع جميع الأطراف والأفكار والثقافات لمد جسور التعايش والانفتاح على الثقافات والأديان.

وقال القمص بطرس بطرس، مساعد مقرر لجنة الخطاب الديني ببيت العائلة: "إننا نريد رد الجميل لهذا الوطن الذي قدم لنا الكثير، فقد تربينا فيه وعشنا تحت سمائه وتنفسنا من هوائه، فمصر وطن يعيش فينا ويمثل لنا الأمن والأمان".

وأضاف أن "مصر لها أمانة في أعناقنا، فقد زراها الأنبياء وعاشوا فيها ولهم فيها مكانة كبيرة، وهو ما يؤكد عناية الله بمصر ومكانتها عنده، فمصر بلد الأزهر الشريف وبلد الشهداء مصر المستقبل التي بنت السد العالي وحفرت قناة السويس، علينا أن ننظر لمن حولنا من البلاد لندرك قيمة مصر ونحافظ عليها، ونؤدي حقها علينا من العمل والولاء والطاعة والإخلاص لهذه الأرض، فمن حب الوطن أن ندافع عنه ونحفظ قوانينه ولا نغتصب شيئا ليس من حقنا، يجب أن نحترم الكبير والصغير نتعامل مع الشركاء في الوطن بالمحبة ولا نميز بينهم لنعيش بالمحبة جميعا".

 وشدد على ضرورة تقديم المصلحة العامة للوطن ووأد الفتن التي تحاول المساس بوحدته الوطنية فمصر ستظل "وطنا يعيش فينا" كما قال البابا شنودة.

وقال الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: "إننا هنا لنحتفي بشبابنا ونستمع لآرائهم في الحوار المجتمع بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر الذي يرعى الحوار داخليا وخارجيا، لأنه على إيمان كامل أن الشباب أمل ومستقبل كل أمة، والمستقبل لن يتحقق إلا بالحوار بين أبناء المجتمع".

وأضاف "عفيفي" أن الحوار يهدف للمشاركة بين جميع الأطراف ليقف كل على مسئولياته ووجوب الإنصات وتقدير قيمة الشباب ومكانتهم، مشددا على ضرورة عدم التقليل من آرائهم مع الاستفادة من فكر الكبار، خاصة أننا نعيش في زمن لا يعترف إلا بالأقوياء، قائلا إن "الأزهر لديه مسئولية وطينة كبيرة ويؤمن بأهمية الحوار الاجتماعي العملي بعيدا عن الغرف المغلقة التي لا تفيد المجتمع بشيء".

وشدد على أن الأزهر يعمل في صمت ويعمل ميدانيا على أرض الواقع، ولن يلتفت لمن يحاولون إيقاف مسيرته، فالأزهر لديه قناعة كاملة بدور الشباب وسيواصل الالتحام بهم ميدانيا، ولن نتعامل مع رؤى معلبة، فكل محافظة لها احتياجات وكذلك الشباب، مؤكدا حاجة الشباب للتدريب والدفع بهم في جميع المواقع.