الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجيش السوري يستعد لدخول آخر منطقة تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب

صدى البلد

مع اقتراب الجيش السوري من آخر جيب للمعارضة في مدينة حلب اليوم الثلاثاء قالت روسيا وإيران وتركيا إنها مستعدة للمساعدة في التوسط من أجل التوصل لاتفاق سلام سوري.

واستخدم الجيش السوري مكبرات الصوت لبث تحذيرات للمقاتلين أنه يستعد لدخول منطقتهم الآخذة في التضاؤل بسرعة خلال اليوم وطالبهم بتسريع خروجهم من المدينة.

وستمثل السيطرة الكاملة على حلب انتصارا كبيرا للرئيس السوري بشار الأسد على المعارضة المسلحة التي تحدته في أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان على مدار أربعة أعوام.

وتبنى وزراء من روسيا وإيران وتركيا وثيقة أطلقوا عليها "إعلان موسكو" تحدد المبادئ التي ينبغي أن تقوم على أساسها أي اتفاقية سلام. وفي المحادثات التي أجريت في العاصمة الروسية عبروا أيضا عن دعمهم لوقف إطلاق نار موسع في سوريا.

وقال الإعلان "إيران وروسيا وتركيا على استعداد لتسهيل صياغة اتفاق يجري التفاوض عليه بالفعل بين الحكومة السورية والمعارضة وأن تصبح الضامن له."

وتبرز هذه الخطوة تنامي قوة علاقات موسكو مع طهران وأنقرة برغم مقتل السفير الروسي لدى تركيا أمس الاثنين وتعكس رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تعزيز نفوذه في الشرق الأوسط وخارجه.

وتدعم روسيا وإيران الأسد في حين تدعم تركيا بعض جماعات المعارضة.

وقال بوتين في الأسبوع الماضي إنه ونظيره التركي رجب طيب إردوغان يعملون على تنظيم سلسلة جديدة من مفاوضات السلام السورية دون مشاركة الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة.

ويعتزم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا عقد محادثات سلام في جنيف يوم الثامن من فبراير .

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن المفاوضات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف وصلت إلى طريق مسدود بسبب شروط المعارضة السورية في المنفى.

وقالت تركيا إن عملية إجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة شمل إجلاء 37 ألفا و500 شخص منذ نهاية الأسبوع الماضي. ويتوقع وزراء من روسيا وتركيا أن يكتمل الإجلاء خلال يومين.

لكن من الصعب معرفة إذا كان هذا الهدف واقعيا أم لا نظرا للمشكلات التي عرقلت الإجلاء حتى الآن والتنوع الواسع لتقييمات أعداد المغادرين وأعداد من سيبقون.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن عدد من تم إجلاؤهم منذ بدء العملية يوم الخميس بلغ 25 ألف شخص فقط.

وقال مسؤول بالمعارضة في تركيا لرويترز إنه حتى على الرغم من مغادرة الألوف أمس الاثنين لم يغادر سوى نحو نصف عدد المدنيين الراغبين في الخروج فقط.

وقالت المعارضة إن المقاتلين سيغادرون بعد مغادرة جميع المدنيين الراغبين في الخروج. ويسمح اتفاق وقف إطلاق النار والإجلاء للمقاتلين بحمل الأسلحة الشخصية فقط.

ووفقا للتقديرات يبلغ عدد الأشخاص الذين ينتظرون الإجلاء ما بين الآلاف وعشرات الآلاف.

وقالت الأمم المتحدة إن سوريا سمحت للمنظمة الدولية بإرسال 20 آخرين من موظفيها إلى شرق حلب للإشراف على عملية الإجلاء.

وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن 750 شخصا تم إجلاؤهم من قريتي الفوعا وكفريا الشيعيتين اللتين تصر القوات الحكومية على إدراجهما في اتفاق إجلاء سكان حلب.

وعمليات الإجلاء جزء من ترتيب لوقف إطلاق النار ينهي القتال في حلب التي كانت أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان.

وأوضاع من يتم إجلاؤهم قاسية حيث ينتظر النازحون لقوافل الحافلات في درجات حرارة تصل لحد التجمد. وقال أحد عمال الإغاثة إن بعض النازحين قالوا إن أطفالا ماتوا خلال الانتظار الطويل في البرد.

في الأجزاء التي تسيطر عليها الحكومة من حلب كان الوضع مختلفا تماما.

توافد حشد كبير من الناس على قاعة رياضية في المدينة وأخذوا يلوحون بالأعلام السورية ويرقصون على إيقاع موسيقى وطنية وعُلقت صورة كبيرة للأسد على أحد الجدران في احتفال بمناسبة هزيمة مقاتلي المعارضة في المدينة بثه التلفزيون الرسمي على الهواء.

وانسحاب المعارضة من حلب بعد سلسلة من التقدم السريع للجيش والمقاتلين الشيعة المتحالفين معه ومن بينهم جماعة حزب الله اللبنانية منذ نهاية نوفمبر يحقق للأسد أكبر انتصار عسكري في الحرب التي بدأت قبل نحو ستة أعوام.

لكن بالرغم من السيطرة على حلب وتحقيق تقدم على المقاتلين بالقرب من دمشق ما زال القتال بعيدا عن نهايته حيث ما تزال مناطق واسعة تحت سيطرة المعارضة في الريف شمال غرب البلاد وفي أقصى الجنوب.

كما يسيطر تنظيم داعش الإرهابي المتشدد أيضا على مساحات من الأراضي في الصحراء وفي حوض نهر الفرات بشرق سوريا.

ويتلقى الأسد الدعم من قوة جوية روسية ومقاتلين شيعة بينهم جماعة حزب الله وحركة النجباء العراقية. أما المعارضة التي يغلب عليها السنة فتشمل جماعات تدعمها تركيا والولايات المتحدة ودول خليجية.

وعلى مدار أربعة أعوام انقسمت حلب إلى قطاع شرقي تسيطر عليه المعارضة وأحياء غربية تسيطر عليها الحكومة. وخلال الصيف الماضي حاصر الجيش وحلفاؤه القطاع الخاضع للمعارضة قبل استخدام القصف المكثف والهجمات البرية لاستعادته في الشهور الماضية.