الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجوكندار.. «حامل العصا» صاحب أول مدرسة ملكية في العصر المملوكي

صدى البلد

في بداية شارع أم الغلام المتفرع من شارع الأزهر و علي بعد خطوات من المشهد الحسيني‏، يقع مسجد الجوكندار، الذي‏ أنشأ سنة‏1331‏م الأمير سيف الدين آل ملك الجوكندار، إلا أنه رغم ذلك من بين الآثار المنسية رغم قيمتها التاريخية الكبيرة.

يذكر المقريزي في كتابه " المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" عن المسجد التاريخي يقول": بناه الأمير آل ملك الجوكندار سنة 732هـ (1331م) في أيام السلطنة الثالثة للسلطان الناصر محمد. وكان المسجد في أول أمره مدرسة تعرف بالملكية".

ويضيف: "المدرسة تقع بخط المشهد الحسيني بناها الأمير آل ملك الجوكندار تجاه داره ، وجعل فيها درسا للشافعية ، وخزانة كتب ووقف عليها عدة أوقاف للصرف عليها من ريحها. والمسجد قائم حاليا بشارع أم الغلام المتفرع من شارع الأزهر ، قسم الجمالية. ويتبع منطقة آثار شمال القاهرة".

ويتابع: والأمير سيف الدين آل ملك الجوكندار الناصري رومي الأصل، أخذه السلطان الظاهر بيبرس لما دخل بلاد الروم سنة 676هـ(1277م) واشتراه قلاوون قبل أن يعتلى كرسي السلطنة واهداه الى ابنه علي، ترقى في خدمة أسرة قلاوون إلى ان صار من كبار الأمراء وكان من المقربين إلى السلطان الناصر محمد، تولى نائب السلطنة في حلب في أيام السلطان الناصر محمد 1342م، ثم نيابة دمشق في أيام السلطان شعبان بن الناصر 1345م. قبض عليه السلطان شعبان ومات في سجنه بالإسكندرية سنة 747هـ(1346م).

أما عن لفظة الجوكندار فوفقًا لفاروق عسكر في كتابه " دليل مدينة القاهرة،" يقول": هي لقب وظيفي يحمله الأمير المسئول عن حمل عصا البولو للسلطان عند نزوله للعب، والبولو كانت لعبة هامة ومشهورة يلعبها أمراء المماليك وهي عبارة عن فريقين من الفرسان وفي يد كل فارس عصا معقوفة( تشبه عصا الهوكي) يضرب بها الكرة، والأمير سيف الدين كان من أصول رومية وكان في البداية مملوكا للظاهر بيبرس قبل أن يبيعه للأمير قلاوون قبل أن يعتلي كرسي السلطنة".

تدرج سيف الدين في المناصب في عهد السلطان قلاوون ثم في عهد الناصر محمد بن قلاوون وأخيرا في عهد السلطان شعبان فتولي نيابة حلب ثم نيابة دمشق, ولكن لأن دوام الحال من المحال فقد غضب عليه السلطان شعبان فصادر أمواله وأملاكه وحبسه في الإسكندرية حتي مات في سجنه وحيدا فقيرا سنة1346 م.