الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موقع روسي: موسكو تخطط لضرب مواقع أمريكية في سوريا.. الهدف الرئيسي للضربة قاعدة التنف الأمريكية.. والكرملين أطلع الغرب مسبقا بأنه سيأخذ مهمة تصفية الإرهابيين على عاتقه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

  • كيف بدأ التنافس بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا؟
  • الروس كانو بمثابة الفرصة الوحيدة لنجاة بشار الأسد
  • وخبير روسي يوضح سبب انتشار مزاعم استعداد روسيا لضرب الأمريكيين

في مقال بعنوان "روسيا ستضرب الأمريكيين في سوريا"، قال موقع سفوبودنايا بريسا" الروسي، إن الولايات المتحدة وروسيا متواجدتان في سوريا منذ 3 أعوام تقريبًا، حيث دخل الأمريكيون إلى الجمهورية العربية قبل سنة من دخول روسيا، ومع ذلك، فإن الأمريكيون لم يقوموا بأي شيء يذكر قبل تواجد روسيا في سوريا، فتنظيم داعش الإرهابي كان مستمرًا في ارتكاب التجاوزات وحملات انتصاراته، كما لم يكن يعاني الإرهابيون في مناطق أخرى أيضًا، فغارات نادرة فقط "للمتدخلين" - الأمريكيين أو التحالف الدولي - كان لها أثر، ولكنها لم تتسبب في خسائر حقيقية، فكانت القوات الحكومية هي الطرف الوحيد الذي شعر بذلك التدخل.

ويقول المقال إن الأمريكيين كانوا يدعمون بهمة بعض جماعات المعارضة التي كانت تهدف للإطاحة بالسلطة الشرعية، فلم يتم دعمهم بالمدربين فقط، بل شمل الدعم أسلحة وغارات عسكرية، وذلك عجل بدوره من اقتراب عزل الرئيس السوري، بشار الأسد، فالأخير كان يتلقى الهزمات على جميع الجبهات، من ناحية تغلب عليه متعصبو زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، ومن الشمال يقوم الأكراد الذين ازداد عددهم بشكل حاد بالضغط، اما الجماعات المعارضة الأخرى فوضعت ثقتها في قواتها الخاصة حتى أنهم تمكنوا من ضرب بعض المناطق في دمشق.

وكان الإيرانيون من ناحيتهم يحاولون الدفاع عن صديقهم- بشار الأسد- ولكنهم لم يستطيعوا تحقيق أي شيء، فالرئيس السوري كان قريبا إما من القتل أو من الهروب المغزي، وبالمناسبة فإنه عشية احتلال العاصمة الذي كان ينوي الإرهابيون تحقيقه، كانت هناك شائعات تقول إن الأسد قد اختار مكانًا بالفعل للهجرة إليه مجبرًا، ولكنه نجح في التغلب عليهم جميعًا عندما دعا روسيا، ويمكن القول إنها كانت الفرصة الأخيرة بالنسبة له، ولحسن الحظ، فإن مصالح المصالح الروسية التي أثيرت بعد ضم شبه جزيرة القرم - التي كانت تابعة لأوكرانيا- تزامنت إلى حد ما مع مصالحه.

ويضيف المقال: "وصول عسكريينا غيَّر الوضع في سوريا بشكل جذري وشمل التغيير استراتيجية الولايات المتحدة أيضًا، فكانوا قلقين من أن الروس سيتفوقون عليهم، وسرعان ما كونت تحالفًا مع الجزء الأكثر فعالية من المعارضة السورية - الأكراد- وبذلك بدأت المنافسة مع روسيا. نعم يمكن القول إن الولايات المتحدة كانت تتنافس مع روسيا على من سيحرر بشكل أسرع المحافظة التالية من تنظيم داعش والتنظيمات المرتبطة به، بالطبع لم يكن ذلك على سبيل المرح، بل كان حماية ودعم للمصالح الخاصة، ونتيجة لذلك، سرعان ما سقطت الخلافة المزعومة، وعلى أنقاضها تم تشكيل دولتين، الأولى - هي روسيا الأسد نفسها التي تمتلك القليل من الدولة التي كانت موجودة قبل عام 2011. والثانية - هي سوريا الاتحادية الكردية. ومنذ ذلك الحين كرست كل من واشنطن وموسكو كليهما بالكامل تقريبًا لمواجهة بعضهما البعض".

وهكذا قام الأمريكيون بقصف مواقع حليفنا - الجيش السوري - أكثر من مرة، حتى أنهم قاموا بإسقاط طائرة، اما الأكراد فكانوا يهربون دومًا من قصف القوات الجوية الروسية، وفي لحظة ما وصل الأمر إلى صدام بين مواطنين روس وعسكريين أمريكيين، ففي أثناء قيام المرتزقين الروس بتنفيذ مهمة في الساحل الشرقي للفرات في دير الزور بالتعاون مع السوريين دخلوا في معارك مع القوات الأمريكية. وانتهت بفشل المهمة ولقي 200 روسي حتفهم، ومنذ ذلك الحين تسلل لدى البعض فكرة أن الكرملين يجب أن يرد على هذه الجرأة غير المسبوقة من جانب الأمريكيين.

وتابع المقال: "وربما حان الوقت لكي يشعر الجميع بالرضا، فمؤخرًا تم الكشف عن معلومات تفيد بأن روسيا تخطط لضرب مواقع أمريكية في سوريا، وقام البنتاجون بنشرها على وسائل الإعلام، وتجادل موسكو ذلك بأن هناك جماعات إرهابية موجودة تحت حماية الأمريكيين، ويجب تدمير هؤلاء الإرهابيين، ومع مراعاة أن الولايات المتحدة لن تتعامل معهم بمفردها، فإن روسيا ستأخذ المهمة على عاتقها، وكان من المثير جدًا أن جيشنا أبلغ الشركاء الغربيين بتلك الخطط"، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسي لروسيا ستكون قاعدة التنف الأمريكية، والتي برأي كاتب المقال لن تصمد أمام الهجوم الروسي.

وبالطبع فإن ذلك لن يرضي الجميع، لأن أي نشاط عسكري ضد حلفائهم الموجودين على الأراضي التي تقع تحت سيطرتهم يهدد بمخاطر كبيرة ليس فقط على هؤلاء الحلفاء، ولكن على المواطنين الأمريكيين، فالعسكريون المتمركزون في قاعدة التنف الأمريكية متأكدون من أن أي اعتداء بالقرب من القاعدة سيجبرهم على الرد فورًا بدون حتى موافقة من القيادة.

ويعلق الخبير العسكري الروسي، اليكسي ليونكوف، على ذلك قائلًا إن ضرب منطقة تحت سيطرة الأمريكيين خاصة بالقرب من قاعدة التنف شيء ممكن، ولكن لا يمكن التأكد من ذلك حتى.

وأضاف: "ضرب الأمريكيين هراء كامل. لم يقم أي شخص بإلغاء قناة الاتصال بين جيشنا وقوات التحالف. إن قناة سي.إن.إن - وهي أول قناة أعلنت عن ضربة محتملة للمناطق الخاضعة لسيطرة الأمريكيين- تريد فقط جذب الانتباه بعيدًا عن محافظة إدلب السورية. يبدو أن الاستفزاز الذي كان يتم تحضيره من جانب الغرب لتنفيذ بهجوم كيميائي في إدلب فشل بالكامل بعدما تحدث ممثلونا عن تفاصيل ذلك الاستفزاز في مجلس الأمن. بالإضافة إلى كل ذلك هناك الكثير من العوامل التي بسببها سيبدو فبركة هذا الاستفزاز سخيفًا، ولذلك يجب جذب انتباه الرأي العام بطريقة ما عن طريق القول إن روسيا على سبيل المثال تحارب الإرهابيين في إدلب والأمريكيين في حمص، حيث توجد قاعدة التنف الأمريكية".