بعد صدور طبعتها السادسة..مؤلفة "بنات في حكايات":كانت ردا على إهانة المرأة في عهد مرسي والأدب الهادف ضرورة لتغيير المجتمع

- صدور الطبعة السادسة من "بنات في حكايات" وتصنيفها ضمن الأدب الهادف
- "بنات في حكايات" صدرت وكانت الأكثر توزيعا عهد مرسي للرد على إهانة المرأة
- روايتي الجديدة عن مفهوم الحرية وبها تناول تاريخي لفترات مختلفة من تاريخ مصر
- زعامة السيسي تقاس بمدى تحقيقه لآمال وطموحات الشعب وهو يستطيع ذلك
أصدرت الكاتبة الدكتورة رشا سمير الطبعة السادسة من روايتها " بنات في حكايات" التي تم تصنيفها ضمن أعمال الأدب الهادف، حيث تناولت مفهوم الحرية في قصص قصيرة تدور حول المرأة وما حولها في عالم الرجال وقيم الوطنية والسلام والتسامح ،وقالت الكاتبة في حوارها لصدى البلد أن كتابة الرواية استغرقت عام ونصف ، وأنها حققت مبيعات عالية جدا خلال فترة حكم الإخوان، وكانت الرواية متمردة على القيود التي أحيطت بالمرأة. فإلى نص الحوار:
- بعد صدور طبعتها السادسة، هل كنت تتوقعين نجاح رواية بنات فى حكايات؟
بنات فى حكايات سادس عمل أدبي لى وعلى الرغم من ذلك فهى أول رواية طويلة..فالخمس أعمال التى سبقتها كانت مجموعات قصصية.ولكن هذه المرة كانت تجربتى الأولى مع الرواية تجربة ناجحة وصادقة.
كنت أشعر بالخوف وقتما صدرت الرواية وكان ذلك منذ حوالى عامين ونصف.كنت أشعر بالخوف والترقب الشديد لأن الرواية إستغرقت ثلاث سنوات فى كتابتها وصدرت فى وقت عصيب بعد الثورة وأثناء الإنتخابات الرئاسية التى نجح فيها مرشح الأخوان، فكان مناخ صدورها صعب للغاية، كما أن حجم الرواية التى تتراوح صفحاتها فى حوالى 460 صفحة كان يبدو كعائقا أمام توزيعها.ولكن إيمانى بالمجهود الذى بذلته كان كافيا ليجعلنى مؤمنة بنجاحها.
- كيف يعرف الروائي أن الهدف من روايته وصل للقراء؟
والحمد لله كتب الله سبحانه وتعالى للرواية النجاح أكثر بكثير مما توقعت، فقد حققت نجاحا فى المبيعات ووصلنى كم هائل من الرسائل التى تؤكد لى أن المغزى من ورائها وصل للقراء.سواء الشباب منهم أو أولياء أمورهم.وتلك كانت الفئتان اللتان كنت أريد توصيل رسالتى إليهما. وأسعدنى أيضا نجاح الرواية على المستوى الأدبي والنقدى، فقد نالت الرواية نصيب يكفينى من الثناء.فقد تناولها الروائي الكبير جمال الغيطانى بالنقد فى عاموده الأسبوعى وأشاد بها فى مقال عنوانه (بنات فى حكايات).
وكتب عنها د.جابر عصفور الناقد الأدبي المحترم نقدا إيجابيا ضمن مقال تناول فيه مقارنة بين أدب الأكثر مبيعا والأدب المحترم، وكان لى حظ إشادته بالرواية وتصنيفها ضمن الأدب الهادف.كما كتب عنها د.زاهى حواس نقدا بجريدة الشرق الأوسط وقد أسعدتنى كلماته بشدة لأنه ليس أديبا ولا ناقدا ولكنه قرأها وكتب عنها بعين القارئ المثقف وكان هذا شرف يكفينى..
- هل يحتاج مجتمعنا إلى مزيد من روايات الأدب الهادف؟
نعم، فنحن بحاجة إلى أن يصبح كل إبداع فني وأدبي ضمن منظومة العمل الهادف الذي يسعى لتصحيح مفاهيم وسلوكيات خاطئة في المجتمع ، فمواجهة التحرش والعنف ضد المرأة واحتقارا يتطلب أعمالا هادفة ، وغرس قيم الشهامة والمروءة والانتماء يحتاج لأعمال هادف.
- وماذا عن العمل القادم؟
نجاح بنات فى حكايات جعل من مهمتى القادمة مهمة صعبة جدا.لأن النجاح لابد وأن يدفعنى لمزيد من النجاح، كما أن قرائى يتلهفون بشدة للعمل القادم. وروايتى الجديدة إستغرقت أيضا حوالى عامين من الكتابة وعام من الدراسة والقراءة المتأنية.فالرواية بها جزء تاريخى أرهقنى فى البحث. وهى رواية طويلة أو بالأحرى ثلاثية تدور فى فلك رحلة البحث عن المعنى الحقيقي لكلمة الحُرية.
- لماذا اخترت مفهوم الحرية لتدور حوله روايتك الجديدة؟
أمى وهى قارئة عظيمة ومن أسباب نجاحى ووجودى اليوم على الساحة الأدبية، أهدتنى أول رواية لأقرأها وأنا فى مرحلة المراهقة وكانت رواية (أنا حُرة) لإحسان عبد القدوس ومن يومها وأصبح مفهوم الحُرية يشغلنى. فقد فهمت الأجيال القديمة الحُرية كما لم نفهمها نحن، وللحرية ألف وجه ومعنى واحد.ومن هنا جاءت فكرة الرواية التى تحمل رسالة أتمنى أن تصل للقارئ. فالرواية إنشاءالله على وشك الصدور بعد شهر رمضان الكريم.
- تكتبين مقالا سياسيا، بعيد عن موضوعات رواياتك، فكيف تجدين الكتابة بالسياسة؟
فى الحقيقة بدأت الكتابة للصحافة بعامود أسبوعى فى جريدة نهضة مصر، وكان مقالا إجتماعيا أحيانا يتطرق للسياسة ومرورا بجريدة صوت الأمة حتى وصلت اليوم إلى جريدة الفجر حيث أصبح المقال سياسيا بلا منازع، والسبب الأكيد وراء ذلك هو الوضع فى مصر فى الثلاث سنوات الأخيرة والتى هى عُمر عملى بالجريدة، فالوضع فرض على الصغير قبل الكبير الحديث فى السياسة والإنشغال بها. فالصحافة هى الطريق الأسرع إلى الوصول إلى الناس ولكن الرواية هى الطريق الأكيد للبقاء فى ذاكرة التاريخ. كما أن الكتابة بالسياسة مُرهقة للغاية، لأنها تفرض علي المتابعة والقراءة الكثيرة والبقاء متنمرة لإقتناص الحدث، حتى لو حاولت التملص والهروب من ضغوط السياسة فهى تُطاردنى، لكنها فى الحقيقة أيضا فتحت لى أفاق جديدا ودفعتنى للإطلاع الدائم والقراءة فى كتب السياسة التى لم أكن أهواها من قبل.
- كيف ترين الوضع فى مصر الآن، بعد أن كنت من أكثر المهاجمين لمحمد مرسي وجماعته فى فترة إنزوى فيها الكثيرين..حدثينى عن تلك الفترة؟
تلك الفترة كانت من أصعب الفترات فى تاريخ مصر، عشناها جميعا على أطراف أصابعنا مترقبين ولكن متذمرين. وأحمد الله أن موقفى كان منذ اليوم الأول وحتى آخر يوم لجماعة الأخوان موقفا واحدا لم يتغير، فقد قرأت الكثير فى تاريخ تلك الجماعة وكنت على يقين من أن غروب شمسهم سوف تكون النهاية الحتمية لهم. كما كانت مقالاتى عالية الوتيرة، فيها الكثير من الهجوم، حتى أن بعض الأصدقاء فى جهات سيادية حذرونى وقتها من حدة المقالات وطالبونى بتوخى الحذر، لكن ولأننى تعودت ألا أُملى قلمى ولكنه فقط يُملينى.فلم أتراجع ولم أخاف، لأننى أعشق تراب مصر بحق دون مزايدات ولا أطماع شخصية وكنت على يقين من أن مصر ستتجاوز المرحلة.إيمانى بمصر خلق بداخلى قوة هائلة دفعتنى لمواصلة الحرب عليهم دون خوف.
- هل أنت متفائلة بتولي الرئيس السيسي الحكم خلال هذه الفترة؟
نعم، متفائلة بالمرحلة جدا وأرى أن الرئيس السيسي رجلا محنك هادئ قوى وذكى جدا، نال الزعامة الشعبية عن إستحقاق وكل يوم يكسب نقاط حب وإحترام عند المصريين، وانا متفائلة به، وأثق فى قوته وهمته.
- هل مفهوم الزعامة سيحقق تطلعات وآمال الشعب؟
المفكر السورى (ساطع الحُصرى) كتب عن مفهوم الزعامة تعريفا رائعا هو: " الزعيم الحقيقي هو من إتسعت همته لأمال أمته ".
والسيسي هو ذلك الرئيس ذو الهمة التى تتسع للجميع والقلب الذى تسكنه مصر، وإيمانه بالوطن سوف يكون دافعا للجميع لمواصلة الطريق معه.
- هل ترين فرصة للمصالحة مع الأخوان أو عودتهم للمشهد؟
على الإطلاق، فالإخوان المسلمون لو جاز لى أن أقول (المسلمون) قطعوا أواصر التعاطف لدينا تجاههم. وجعلوا فرصة التصالح معهم معدومة. وعلى الرغم من الثمن الفادح الذى دفعناه ودفعته مصر إلا أن إعتلائهم عرش مصر كان من مصلحة الجميع لأن رحيلهم عن المشهد هذه المرة سوف يكون للأبد، فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
- هل تتوقعين عودتهم في البرلمان مثلا؟
عودتهم أصبحت مستحيلة، وهم للأسف فى حالة من التخبط لا تسمح لهم حتى بالرؤية الصائبة لتحكيم عقولهم.
- كلمة أخيرة..تقولينها لمن؟
إنها كلمة للشباب المصرى، كلمة أقولها لجيل بناتى والأجيال القادمة، لا تفقدوا الأمل فى وطنكم أبدا، فمصر هى الحُضن والوطن والأمل. نحن راحلون وأنتم آتون، والغد لكم، فتمسكوا بأحلامكم ولا تدعوا اليأس يدب فى أوصالكم أبدا، إعملوا من أجل رفعة وطنكم ولا تسألون ماذا أعطاكم لأن مصر أعطتكم الكثير، أعطتكم الوجود والمآوى والحُلم وهذا يكفى.. وإعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وازرعوا الحُب لتحصدوا الغد.