قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لجنة دولية: الصراع فى سوريا بلغ نقطة "اللاعودة".. ويهدد المنطقة بأسرها

0|أ ش أ

أكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المكلفة من قبل مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بالتحقيق فى انتهاكات حقوق الانسان فى سوريا ان الصراع فى سوريا قد بلغ نقطة اللاعودة وبما اصبح يهدد المنطقة بأسرها خاصة فى ظل سعى اطراف النزاع المستمر نحو وهم النصر العسكرى وتصاعد العنف الى مستوى غير مسبوق اضافة الى عدم خوف مرتكبى الجرائم فى سوريا من المساءلة او مجرد التفكير فى ذلك واضافت اللجنة فى اخر تحديث لها والذى يغطى الفترة من منتصف شهر مارس الماضى وحتى منتصف يونيو الجارى والذى قدمته اليوم الى مجلس حقوق الانسان فى دورته السادسة والعشرين المنعقدة فى جنيف انه وعلى مدى ثلاث سنوات من الصراع فى البلد العربى فان ملايين السوريين يعانون معاناة هائلة سواء بفقدان الاقارب فى الهجمات او العنف فى مراكز الاحتجاز الى الاختفاء موتا وجوعا وشددت اللجنة على ان سلوك كلا من القوات الحكومية السورية او جماعات المعارضة المسلحة قد أدى الى بلوغ عدد السوريين ممن هم بحاجة الى المساعدات الغذائية العاجلة الى اكثر من 9.3 مليون سورى اضالفة الى اكثر من اربعة ملايين وربع المليون نازح ومايزيد عن 2.8 مليون لاجئ فى البلدان المجاورة معظمهم من النساء والاطفال .
وأكدت اللجنة الدولية انه على مدى مسار الصراع السورى فإن البنية التحتية فى ارجاء الدولة تم استهدافها على الرغم من انها تمثل اساسا لحياة المدنيين كما ان المدارس قد تحولت الى ركام اما بواسطة الجماعات المعارضة المسلحة او جرى احتلالها من قبل القوات الحكومية فى حين استمر تعرض المستشفيات للهجوم ودمرت احياء سكنية باكملها فى الوقت الذى استخدمت قيود محسوبة على تدفق الغذاء والماء والكهرباء وذلك لزيادة المعاناة على المدنيين ولفتت اللجنة فى تقريرها المقدم اليوم الثلاثاء الى مجلس حقوق الانسان الى انه ومع احتدام الحرب فان القوات الحكومية السورية استطاعت تحقيق بعض المكاسب البطيئة لكن تلك المكاسب هامة على المستوى الاستراتيجى كما حدث فى محافظات دمشق وحلب وحيث جمعت القوات الحكومية فى استراتيجياتها على الجمع بين التكتيكات الوحشية وبين فرض الحصار لفترات طويلة الامد اضافة الى استمرار حصولها على الدعم من قبل الحلفاء الخارجيين سواء فيما يتعلق بالمعدات او القوات .
وشددت على ان عدم احترام حياة الانسان اصبح الصفة التى تميز سلوك الاطراف المتحاربة حتى ان قرار المدنيين السوريين بالذهاب الى المسجد للصلاة او الى السوق لشراء الغذاء او ارسال الابناء الى المدارس اصبح قرار حياة او موت وقالت اللجنة انه وعلى الرغم من الانتقادات الدولية المستمرة الا ان الحكومة السورية استمرت فى استخدام عمليات القصف بالبراميل المتفجرة والاعتماد عليها بشكل كبير ولفتت اللجنة الى ان القوات الحكومية تعمدت شن الهجمات على المناطق المأهولة بالمدنيين بما فيها تلك التى تزداد فيها كثافة النازحين والمشردين داخل البلاد وبما يبرهن على وجود استراتيجية لارهاب المدنيين من خلال جعل الاقامة فى المناطق التى تسيطر عليها المعارضة امرا لايطاق وبينما لفتت اللجنة الى وجود زيادة فى الفترة التى يغطيها التقرير فى الهجمات على المدارس مما ادى الى قتل وتشويه المزيد من الاطفال فقد اكدت على ان الخطر لم يعد يأت فقط من الهجمات وانما ايضا من من نقاط التفتيش التى تقام على الطرق والتى تحولت الى بؤر للعنف والقتل خارج القضاء والاعتداء الجنسى والاختفاء القسرى والاعتقالات التعسفية وبخاصة عن تلك التى تسيطر عليها القوات الحكومية بينما ارتفعت وحسب اللجنة وتيرة التقارير بشأن الوفاة فى مراكز الاحتجاز وحيث تلقت اللجنة الاف الصور لجثث الاشخاص الذين يزعم انهم قتلوا وهم فى عهدة الحكومة .
وقدمت اللجنة في تقريرها اليوم الى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة فى دورته العادية المنعقدة حاليا فى جنيف توصيات طالبت فيها بالاستمرار فى حث الاطراف على التوصل الى حل سياسى تفاوضى ، وقالت ان الانفتاح الاخير بين قوى اقليمية مؤثرة فى الازمة السورية ربما يوفر اساسا للحوار فى المستقبل وفتح الطريق امام الحل السياسى الذى لم يمكن التوصل اليه حتى الان وشددت اللجنة الدولية على انه كلما استمر الصراع فى سوريا فان خطر معاناة المدنيين سوف يزداد ولفتت اللجنة الى ان قصص المعاناة الفردية التى جمعتها من الشهادات خلال تحقيقاتها هى قصص لايمكن تصورها وقد اكدت اللجنة انها كشفت عن انتهاكات واسعة النطاق للقانون الدولى لحقوق الانسان والقانون الانسانى وقالت اللجنة انه على الرغم من جهود المبعوث الدولى المستقيل الاخضر الابراهيمى فان الدول المؤثرة قد تخلت عن عن محاولات التوصل الى تسوية سياسية تفاوضية فى الوقت الذى لاتزال بعض الدول تسلم شحنات الاسلحة والمدفعية والطائرات الى الحكومة السورية او تساهم كذلك فى تقديم مساعدات لوجستية او استراتيجية بينما تقدم دولا اخرى الدعم الى جماعات المعارضة المسلحة سواء كان ذلك بدعمها بالاسلحة او الدعم المالى وحذرت اللجنة من ان ايا من هذة الدول التى تدعم اطراف الصراع فى سوريا يمكن ان تدعى جهلها بان الاسلحة التى تنقل الى الاطراف المتحاربة فى سوريا يتم استخدامها فى جرائم حرب وفى انتهاكات لحقوق الانسان .
اللجنة فى تقريرها حذرت من ان اندلاع حرب اقليمية فى الشرق الاوسط اصبحت اقرب من اى وقت مضى وشددت على ان الاحداث الجارية فى العراق المجاور لسوريا سيكون لها تداعيات عنيفة على على سوريا وقالت اللجنة الدولية ان اخطر التهديدات الحالية هى صعود التهديد الطائفى كنتيجة مباشرة لهيمنة الجماعات المتطرفة مثل الدولة الاسلامية فى العراق والشام واكدت اللجنة انه مع تزايد اعداد مقاتلى الجماعة فانها لاتستهدف فقط المجتمعات السنية الواقعة تحت سيطرتها وانما الاقليات ايضا بمن فيهم الشيعة والعلويين والارمن والدروز والمسيحيين والاكراد .
وجددت اللجنة تأكيدها على ما شددت عليه على مدى سنوات عملها الثلاث وهو ضرورة الالتزام بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات فى سوريا مستقبلا وقالت اللجنة فى تقريرها اليوم ان مسؤولية تحقيق هذا الالتزام يقع على عاتق المجتمع الدولى وبخاصة الدول المؤثرة وبعد ان تم الاعتراض على مشروع قرار لمجلس الامن مؤخرا باحالة سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية وبما يمكن الجناة من الفرار من المحاسبة .