الناس دول.. حكايات أحمد عطا الله المغزولة باللحم والدم
بعد الصلاة على النبى ..
كلنا متشابهون ..
نبحث عن الاستقرار، نسعر إلى النجاح
تقلقنا نفس الأشياء تقريبا
ما يختلف فقط ..هو القصة التى يرتديها كل واحد منا،
الحكاية ..التى ترسم تفصيل حياته،
الحدوتة التى تعطيه هوية لتميزه عن غيره.
هكذا يلج الشاعر والمعد التليفزيونى والصحفى أحمد عطالله إلى حضن حكاياته التى لا تنتهى فى كتاب لا يصلح إلا ان يحمل الاسم الذى اختاره له "الناس دول.. حكايات من لحم ودم" والصادر عن دار عين للنشر والتوزيع، لا يشغلك وأنت تقرأ حكايات عطا الله إلا جملة واحدة تتردد مع كل حكاية تقرأها أو بمعنى أفضل تعيش مع أبطالها: "يا بختك يا أحمد بالناس دول"، والناس دول ليسوا من أهله ولا من عشيرته، ربما قابلهم عطا الله على قارعة طريق او فى اتوبيس نقل عام، او حتى وهم يتسولون فى حوارى وسط البلد المزدحمة، سافر إليهم وسافروا معه، الغريب ان المؤلف يشعرك دوما بأن الفرصة أمامك لتستشعر نفس سعادته واهتمامه بهولاء ولكنها العين الثاقبة التى تختلف من شخص لآخر.. إنهم نفس البشر الذين تقابلهم كل يوم، لكنه هو فقط الذى استطاع ان ينسج من حكاياتهم صورة حية تعايشها وانت بين سطور كتابه.. وتصرخ فى نفسك.. إنهم حقا من لحم ودم.
الشاعر والكاتب الصحفى الذى أعد اكثر من 90 حلقة تليفزيونية ببرنامج "الناس وأنا" الاجتماعي للفنان حسين فهمي، وعبر حواراته الصحفية وموضوعاته المنشورة بصحيفة "عين"، ومجلة "الإذاعة والتليفزيون"، عاش مع بشر كثيرين حلّوا ضيوفاً على الحلقات أو الصفحات، بما لهم من مآسٍ وقصص إنسانية حقيقية تفوق في غرابتها الخيال؛ لتتأرجح بين الكوميديا السوداء، والتراجيديا المبكية؛ غير أن ما ظهر في البرامج أو على صفحات الجرائد كان محكوماً بمدة الحلقة أو مساحة الصفحة، وبالتالي لم يعرف الجمهور تفاصيل أخرى كثيرة تم اختصارها؛ لكن مع "الناس دوُل" صار بإمكانك أن تعرف كل حدوتة بكامل تفاصيلها "من طأطأ لسلام عليكو".
وكما جاء في غلاف الكتاب الخلفي: "في "الناس دوُل" تختفي العبارة الشهيرة "صدق أو لا تصدق"؛ فكل ما ورد في الكتاب من واقع في الحياة جسدته مقابلات حقيقية.. "الناس دوُل" كتاب يكشف عن واقع يفوق الفانتازيا.. واقع تتصارع فيه المشاعر والأفكار والأحلام والخيبات.. سوف تدرك - عزيزي القارئ - أن الخيال راحت عليه في سبعة فصول من حلم ودم، يضعها الكاتب قطعة بجوار قطعة؛ ليشكّل من مسافة بعيدة مربع لعبة "ميكانو".. عندما تدخل إليه تكتشف الجانب الغائب من المجتمع المصري، وتطلّ على واقع يهزم الخيال بالضربة القاضية.. هنا ناس غلابة، ورجل يمارس حياته الطبيعية؛ بينما تسكن قلبه رصاصة حقيقية منذ حرب يونيو 1967، وحكايات خفية عن مسجد "حنا" في إحدى قرى القليوبية، وعادات وتقاليد سكان حلايب وشلاتين، وصوت الجماهير الفقيرة: ياسين التهامي، وخُط الصعيد، والبلياتشو (عم مشمش)، ومعهم آخر شهادات أدلى بها الكاتب الصحافي الأستاذ محمود عوض، والفنان الراحل محمد رشدي، وإبراهيم بغدادي، رجل المخابرات الغامض المتّهم بقتل الملك فاروق".