الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف أنقذ الله "سارة" زوجة سيدنا إبراهيم الجميلة من فرعون؟

صدى البلد

كانت السيدة سارة زوجة نبى اللَّه إبراهيم عليه السلام ، أول من آمن بأبى الأنبياء حين بعثه اللَّه تعالى لقومه يهديهم إلى الرشد، ثم آمن به لوط أبن أخيه، وكان هؤلاء الثلاثة هم من آمنوا على الأرض فى ذلك الوقت.
خرجت السيدة سارة مهاجرة فى سبيل الله مع زوجها وأبن أخيه لوط - عليهما السلام- إلى فلسطين ، ولما اشتد الجفاف فى فلسطين هاجرت مع زوجها مرة أخرى إلى مصر ، وكان إبراهيم عليه السلام يعلم أن فرعون مصر ما يسمع عن امرأة جميلة إلا استعبدها وضمها إلى جواريه ، وكانت سارة ذات جمال باهر ، لذا عندما قدما إلى مصر وضعها إبراهيم عليه السلام داخل تابوت عند عبوره ديار مصر وسأله عمال المكوس ــ يشبه الجمارك الآن ــ عما في التابوت فأنبأهم أنه شعير.
فأخذوا عليه ضريبة على أنه قمح فقبل ، ثم قالوا لا بل ضريبة بهار فقبل ،فارتابوا فيما يخفيه ، فحيرهم قبوله وخامرهم شك عظيم ، ففتحوا التابوت عنوة فإذا بالنور يفيض من وجه سارة ، وقد وشى بها أحد بطانة السوء الى الملك وأغراه بجمالها وزين له حسنها وحبب اليه الاستحواذ عليها.
ودعا الملك إبراهيم عليه السلام اليه وسأله عما يربطه بسارة من سبب وما يصل بينهما من قرابة ، ففطن إبراهيم عليه السلام إلى مأربه وعرف مقصده وخاف إن أخبره أنها زوجته أن يبيت الشر له ويعمل على الايقاع به لتصبح له من دونه ويستأثر بها من بعده فقال له: هي أختي.
وطلب فرعون من جنوده أن يحضروا هذه المرأة، ولما وصلت إلى قصر فرعون دعت اللَّه ألا يخذلها، وأن يحيطها بعنايته، وأن يحفظها من شره.
فاستجاب اللَّه دعاء عابدته المؤمنة فشَلّ يد الملك عنها حين أراد أن يمدها إليها بسوء ، فقال لها : ادعى ربك أن يطلق يدى ولا أضرك. فدعت سارة ربها، فاستجاب الله دعاءها، فعادت يده كما كانت، ولكنه بعد أن أطلق اللَّه يده أراد أن يمدها إليها مرة ثانية، فَشُلّت، فطلب منها أن تدعو له حتى تُطْلق يده ولا يمسها بسوء، ففعلت، فاستجاب الله دعاءها، لكنه نكث بالعهد فشُلّت مرة ثالثة. فقال لها : ادعى ربك أن يطلق يدي، وعهدٌ لا نكث فيه ألا أمسّك بسوء، فدعت اللَّه فعادت سليمة، فقال لمن أتى بها: اذهب بها فإنك لم تأتِ بإنسان، وأمر لها بجارية، وهى "هاجر" وتركها تهاجر من أرضه بسلام.
ورجع إبراهيم وزوجه إلى فلسطين مرة أخري، ومرت الأيام والسنون ولم تنجب سارة بعد ابنًا لإبراهيم، يكون لهما فرحة وسندًا، فكان يؤرقها أنها عاقر لا تلد، فجاءتها جاريتها هاجر ذات مرة لتقدم الماء لها، فأدامت النظر إليها، فوجدتها صالحة لأن تهبها إبراهيم.
وتزوَّج إبراهيم -عليه السلام- "هاجر"، وبدأ شيء من الغيرة يتحرك فى نفس سارة، بعد أن ظهرت علامات الحمل على هاجر، فلمّا وضعت هاجر طفلها إسماعيل عليه السلم طلبت سارة من إبراهيم أن يبعدهاوابنها.
ولأمر أراده اللَّه أخذ إبراهيم هاجر وابنها الرضيع إلى وادٍ غير ذى زرع من أرض مكة عند بيت الله الحرام، فوضعهما هناك مستودعًا إياهما اللَّه، وداعيا لهما بأن يحفظهما الله ويبارك فيهما.
وذات يوم جاء نفرٌ لزيارة إبراهيم عليه السلام، فأمر بذبح عجل سمين، وقدمه إليهم، لكنه دهش لما وجدهم لا يأكلون، وكان هؤلاء النفر ملائكة جاءوا إلى إبراهيم عليه السلام فى هيئة تجار، ألقوا عليه السلام فرده عليهم ، وبشرته الملائكة بأن زوجته سارة سوف تلد ولدًا اسمه إسحاق،وأن هذا الولد سيكبر ويتزوج، ويولد له ولد يسميه يعقوب.
ولما سمعت سارة كلامهم، لم تستطع أن تصبر على هول المفاجأة، فعبَّرت عن فرحتها، ودهشتها كما تعبر النساء، فصرخت تعجبا مما سمعت، وقالت: "قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِى شَيْخًا إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ. قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ".
وحملت سارة بإسحاق عليه السلام ووضعته، فبارك اللَّه لها ولزوجها فيه.

ومن إسحاق انحدر نسل بنى إسرائيل ، وتوفيت سارة عن عمر يناهز 127 سنة في مدينة الخليل في فلسطين ويقع ضريحها في مسجد إبراهيم.