قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"راحيل".. حطمت أصنام أبيها وتزوجت من سيدنا يعقوب.. ورزقها الله "أجمل مولود"


تعتبر السيدة "راحيل" واحدة من نساء الأنبياء اللاتي سجل التاريخ مواقفها المشهودة في دعم الرسالات السماوية، فقد كانت خير امرأة في كل موقف، ومثال الزوجة الوفية، ومثال الأم العطوف، ومثال المرأة العابدة الشاكرة والصابرة.
عندما بلغ نبي الله يعقوب عليه السلام سن الزواج، أشار عليه أبواه أن يتوجه إلى خاله "لابان" فى أرض "حران" بالعراق ليخطب إحدى ابنتيه، فقد آمنتا بدين إبراهيم عليه السلام، ولما قدم على خاله في أرض حران، وجد له ابنتين وهما: "ليان" وهى الكبرى، و"راحيل" وهى الصغرى.
وكانت "راحيل" قد أوتيت حظا من الذكاء، وكانت تفوق أختها فى الحسن فتقدم يعقوب عليه السلام إلى خاله وخطب منه ابنته "راحيل" وسأله خاله: هل من مال أزوجك عليه ابنتى "راحيل"؟!. فقال يعقوب: لا يا خالى، إننى غريب هنا ولكنى مستعد بما تطلب منى. وتابع قائلا: يا خالى إن شئت أن تأخذنى أجيرًا حتى تستوفى صداق ابنتك "راحيل" فأنا على استعداد لذلك، وعندئذٍ قال له خاله وقد ظهرت عليه إمارات الرضا: قبلت، وأن صداق "راحيل" أن تأجرنى 7 سنين، فقال يعقوب: قبلت، فزوجنى "راحيل" وهى شرطى، ولك أن أخدمك 7 سنين، وأجاب لابان يعقوب على شرطه، عندئذٍ قال يعقوب: ذلك بينى وبينك.
وأخذ يعقوب يرعى لخاله سبعة أعوام، فلما وفى لخاله شرطه الذى اتفقا عليه، صنع خاله طعامًا من أجل الزفاف وجمع الناس عليه، وأقبل ليل ذلك اليوم، ودخل يعقوب خيمته، فوجد أن خاله قد زوجه ابنته الكبرى "ليان"، بينما كان الشرط بينهما أن يزوجه صغراهما "راحيل"، وجاء يعقوب لخاله "لابان" غاضبًا فقال له: لقد غدرت بى، ولقد غدرتنى وخدعتنى واستحللت فعلى سبع سنين، وليست على غير امرأتى، وإنما خطبت إليك "راحيل"، ولم أخطب "ليان"، فقال خاله: رويدك يا ابن أختى، فأنا لم أخدعك، إنه ليس من عادتنا فى هذه البلاد أن نزوج الصغرى قبل الكبرى، وهل تريد أن تدخل على خالك العار والسبة بهذه الفعلة؟ قال يعقوب: معاذ الله… فقال خاله: إن أحببت "راحيل" أن تكون زوجة لك فاعمل لى 7 أعوام أخرى.
وانقضت سبع سنين، ولد ليعقوب خلالها بضعة أولاد من زوجه "ليان"، وجاء اليوم الذى ينتظره يعقوب وزفت إليه "راحيل" وكان سائغًا وجائزًا فى ملتهم زواج الأختين على ما يبدو، ثم نسخ ذلك فيما بعد فى شريعة التوراة، ولبعض المفسرين رأى وهو أنه لما توفيت "ليان"، تزوج يعقوب "راحيل".
ووهب "لابان" لكل واحدة من ابنتيه جاريه، فوهب إلى ابنته الكبرى "ليان" جارية اسمها "زلفى"، ووهب للصغرى "راحيل" جارية اسمها "بلهى"، ولم تنجب "راحيل" فى بداية زواجها من يعقوب، وتأخر عليها الولد، ورأت أن اختها "ليان" قد أنجبت أربعة أولاد، وكادت الغيرة تلعب بها عندما نذرت أن تهب لزوجها يعقوب جاريتها "بلهى"، ووهبت "ليان" له جاريتها "زلفى" منافسة لاختها "راحيل"، وولدت كل واحدة من الجاريتين ليعقوب.
ولما رأت "راحيل" أن أختها "ليا" والجاريتين "زلفى" و"بلهى" قد ولدت لزوجها يعقوب ولم تلد هى، توجهت إلى الله بجوارحها وقلبها، ودعته أن يهب لها غلاما زكيا من يعقوب، واستجاب الله عز وجل دعاء "راحيل" وأجاب نداءها، ورحم ضعفها، وأكرمها، فحملت من نبى الله يعقوب، ثم ولد له غلاما عظيما شريفا حسنا جميلا مخلصا سمته يوسف، وكان يوسف عليه السلام أشبه الناس بجدته لأبيه سارة زوج إبراهيم عليه السلام، ولذا فقد كان أحب أبناء يعقوب إلى قلبه، وكان ليعقوب عليه السلام – اثنا عشر ولدًا من أربع أزواج.
وظلت "راحيل" مع زوجها يعقوب قرابة عشرين سنة وهم مقيمون فى أرض العراق، وكانت "راحيل" تؤمن بالله عز وجل وتعبده مع زوجها يعقوب، وكانت فكرة الأصنام منتشرة فى بلاد أبيها، وودت لو استطاعت تحطيم جميع تلك الأصنام التى أضلت كثيرًا من الناس، وجرتهم الى طريق الغواية، وأبعدتهم عن طريق الرشاد.
وأوحى الله عز وجل الى يعقوب أن يرجع الى بلاد أبيه وقومه فى بلاد المقدس ويترك أرض حران فى العراق. وهمس يعقوب الى أهله وأولاده بما أوصاه ربه، فامتثل جميعهم لأمره، وأجابوه مبادرين الى طاعته، وفى مقدمتهم "راحيل"، عندئذٍ حمل يعقوب أهله وماله وانطلق نحو بلاد أبيه، بينما أخذت "راحيل" أصنام أبيها إلى مكان بعيد لتلقى بهم فى أحد الأنهار، ولم يشعر أحد بما صنعت "راحيل"، وجاء يعقوب إلى أبيه إسحاق - عليهما السلام – فأقام عنده فى قرية "حيرون" فى أرض كنعان، وهناك حملت "راحيل" فولدت غلاما هو بنيامين وهو شقيق يوسف عليه السلام.
وكانت راحيل عوناً لنبي الله يعقوب عليه السلام عند فقد يوسف عليه السلام، فكافأها الله على صبرها بأن صارت أمًا لنبي وأمًا لملك مصر عاشت فى كنفه راضية حتى توفاها الله ويقال إنها توفيت بمصر، ولكن أغلب الظن أنها قد عادت إلى بيت المقدس لتموت وتدفن هناك.