قناة السويس معجزة جديدة

لقد أثبتت التجارب التى خاضتها الشعوب المتحضرة أن العمل والإصرار يصنعان المستحيل ويقهران كل التحديات. ولقد استطاعت مصر الحضارة القديمة قدم مهد البشرية، أن تثبت للعالم كله انها عصية علي المخربين والمفسدين وأصحاب الأجندات الخارجية الذين لا يريدون الخير للشعب المصري وإنما كل غايتهم هدم الدولة بكافة أركانها وحرق مقدراتها، ولكن الله سلم.
اليوم كان يوما مشهودا في حياة المصريين في الداخل والخارج، بل يوما مشهودا لكافة دول العالم لأن الحدث عظيم، وبالتأكيد سيغير شكل التاريخ للأفضل، فاليوم بدأ الشعب المصري ملحمة جديدة من إبدعاته التاريخية التي لن تنقطع منذ بدء الخليقة وحتى اليوم وهي البدء في شق قناة السويس الجديدة لتكون قناة موازية لقناة السويس الحالية والتي شقها أجدادنا بأيديهم وارتوت أرضها بدمائهم، لتكون علامة مضيئة في تاريخ الأمة المصرية، ليبدأ بها الشعب المصري مرحلة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان من ضمن علامات اختياره انه رجل المهام الصعبة.
ﻻ شك أن العالم كله سيقف لبعض الوقت أمام قدرة وإبداع المصريين يوم 5 أغسطس 2014، ومدي قدراتهم علي تحويل الانكسارات التي لحقت بهم بسبب فساد الفاسدين قبل ثورة 25 يناير وخيانة الخائنين قبل ثورة 30 يونيو إلي نصر مبين يفخر به كل مصري.
لأنه في الوقت الذي تعج فيه المنطقة بالصراعات وتنهار فيه الدول والدمار والقتل والخراب يخيم علي المنطقة، ذهب الشعب المصري ليخوض أقوي حروبه ومعاركه، ولكنها ليست حربا برائحة الدم بل حرب مقدسة برائحة البناء والتطلع إلي مستقبل مشرق بناء لأبنائه. وللمنطقة وللعالم اجمع لما سوف يحققه العالم بعد الانتهاء من شق القناة من سرعة في نقل البضائع وازدهار التجارة الملاحية العالمية.
رسالتي إلي كافة الدول -الصديقة والمتحالفة والصامتة والمعادية- انظروا إلي مصر نظرة أخري غير تلك التي في ذاكرتكم علي انها دولة نامية من دول العالم الثالث ولكن انظروا إليها علي أنها دولة صانعة الحضارات والمعجزات مثل نظرتكم إلي باقي الأمم الأوربية والآسيوية وكل الأمم صاحبة الإرادة، لان الشعب المصري اثبت -وبحق- اليوم انه صاحب إرادة حقيقية.
إن الدولة المصرية أصبحت دولة آمنة بكل ما تعني الكلمة والفضل لله وتماسك الشعب مع مؤسساته الوطنية، ويستطيع كل من يريد أن يثبت تعاونه معها ورغبته في مساعدتها أن يجلب استثماراته إليها ويبني مشروعاته فيها، فكما كانت الدولة المصرية من قبل سببا في تحقيق مكاسب لا حصر لها للكثير من الشركات العالمية فهي كذلك الآن، وخير شاهد علي ذلك البدء في حفر قناة السويس الجديدة، والإعلان عن مشروعات التنمية لقناة السويس.
إن الحرب علي الإرهاب سواء كان هذا الإرهاب من أفراد او جماعات او دول لن يكون بالاجتماعات والمؤتمرات المنعقدة في المنتجعات العالمية، بقدر القضاء علي منابعه وأولها الفقر والجهل. ونحن الآن في مصر بدأنا مرحلة جديدة من البناء وخلق المزيد من فرص العمل لشبابنا وننتظر من المجتمع الدولي المحب للسلام والكاره للعنف والإرهاب ان يقدم يده لنا لتحقيق ما نتطلع إليه.. حمي الله مصر وشعبها.