"جمعة": الدواعش والخوارج والقاعدة "مساكين".. يجاهدون تحت راية عمياء

قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن "خوارج العصر، والسلفية، والمتطرفون في القاعدة، وداعش، وغيرهم ممن هم على شاكلتهم، وإن اختلفت أسماؤهم، لايعرفون أى شيء عن صحيح هذا الدين الوسطى".
وأوضح "جمعة"، في بيان له، أن "العالِم الأزهري تتكون في عقليته- مِن خلال وقتٍ طويلٍ وجهدٍ عظيمٍ في المدارسة والقراءة في إطارِ منهجٍ صارمٍ وجوٍّ علميٍّ متناغمٍ- مجموعةٌ مِن القواعد المنهجية، والتي تهدف في مجملها إلى تحقيق غايات محددة تتمثل في:
• تفسير النصوص تفسيرًا صحيحًا.
• إدراك الواقع إدراكًا صحيحًا.
• معرفة المآلات معرفةً دقيقة.
• تحصيل المقاصد الشرعية تحصيلًا تامًّا.
• تحقيق المصالح المرعية تحقيقًا سليمًا.
• الالتزام بالثوابت.
• المحافظة علي الإيمان بالغيب.
وأضاف: "تكون هذه القواعد أساسًا للدين يُفَسِّر العالِمُ الأزهريُّ النصوصَ مِن خلاله، وأنَّ أيَّ فهمٍ يخرج عن هذا الأساس، أو يَكِرُّ عليه بالبطلان، أو يتناقض معه، فهو فهمٌ مرفوضٌ، يُحتم على الباحث أن يعيد بحثه حتى لا يكون ممن آمن ببعض الكتاب، وكفر ببعضه، أو ممن اتخذ إلهه هواه".
وتابع "جمعة" أنه "بناء على ما سبق من شروط يَفهم العالمُ الأزهريُّ أنه عندما أُمرنا بالقتال، أُمرنا أن ندافع عن أنفسنا، وشرط ذلك أن يكون في سبيل الله، وأن يكون القتالُ تجاه مَن يقاتلوننا، ثم مِن غير عدوان، وهو ما يسمى بجهاد الدَّفْع؛ قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: 190]، فهذا مثالٌ حيٌّ لتطبيق هذا الأساس، الذي سنفهم مِن خلاله ما صح من النصوص وليس العكس، وأما المساكين مِن الدواعش والسلفية والخوارج والقاعدة، فيفهمون أن النصوص هي الأساس والأصل، فَصَيَّرُوا الأصلَ فرعًا والفرعَ أصلًا، وهذا خللٌ، وسبَّبَ كل هذه الفتنة".
واستطرد المفتي السابق قائلا: "هذا هو الفرق بين عقليةٍ علميةٍ تأسست على أساسٍ علميٍّ رصينٍ، وبين العقلية المتطرفة التي ظهرت كالنبات الشيطاني على حين غفلةٍ؛ لتعتديَ وتسفكَ الدماءَ وتجاهدَ تحت رايةٍ عَمِيَّةٍ عمياء، فإنها إنما تتبنى رأي أعداء الإسلام في الإسلام، وتمثل تمثيليةً تُظهِرُ بها المسلمينَ بما لا يأمرهم به دينهم، وتقلب الأصولَ فروعًا والفروعَ أصولًا، وتلبس على المسلمين وغيرهم صورة الإسلام؛ قال الله تعالى: ﴿لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 71].
وشدد على أن الأزهر سيظل بعلمه وعلمائه ورجاله منارةً للإسلام، ومقبرةً لهذا الفكر المتطرف الداعشي أو القاعدي أو الخارجي، وقد صدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم في وصفهم فقال: «يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.