"بوز البطة" دليل "العقل التخين"والإحباط .. المجتمع الذكوري أنقذ الرجال من لعنة "بطوط".. و القراءة أفضل طريق للعلاج

صورة بوز البطة:
مرتبطة بظهور شخصية بطوط الكرتونيه في الثلاثينيات
لقطة سقطت من "لغة الجسد"
اصحابها يحملون رغبة مكبوتة لإثارة الجنس الآخر
تلجأ إليها بعض الفنانات لتعويض "النقص"
يلجأ إليه كثيرو الحركة والكلام
القراءة وتريض العقل يحمي العقل من الإصابة بـ"بوز البطة"
المجتمع الذكوري أنقذ الرجال من "بوز البطة"
بطوط "Donald Duck" .. الشخصية الكرتونية التي هوست فتيات الالفية الثانية فبتن يقلدن منقاره الغاضب ويحرصن على الظهور به في اللقطات التذكارية، وبالتالي ظهرت "بوز البطة".. الصورة الأشهر والأكثر انتشارا على الإطلاق للفتيات ونجمات الفن على مواقع التواصل الإجتماعي، إلا أن هذا الهوس كان له أصل يتصل بظهور الشخصية الكرتونية الشهيرة ، وتشهد على ذلك صورة التقطت عام 1942 لفتاتين اجنبيتين، تنظران للكاميرا، ووجهيهما يأخذان وضعية الـ duck face أو كما يقال "بوز البطة".
انتشار الظاهرة بين الفتيات تحديدا يولد رغبة كبيرة لدينا للوقوف على أسباب استعارة وجه شخصية بطوط الكرتونية الشهيرة لالتقاط اللحظات التذكارية في هذا الوضع.
"البوز" ولغة الجسد ..
في هذا الإطار قالت الدكتورة رغداء السعيد، خبيرة لغة الجسد وعلوم التنمية البشرية، إن صورة "بوز البطة" الشهيرة التي أصبح الشباب يلتقطنها بطريقة ملحوظة جدا سقطت من لغة الجسد، فلا مدلول واضح لها إلا أنها وثيقة الصلة بالكاميرا، كأحدث "موضة" للتصوير.
وأوضحت إن الحصول على لقطات لـ"بوز البطة" تعود للأربعينيات يشير إلى أنها من "الموروثات" التي تحولت مع الزمن إلى موضة بلغت أقصاها الآن.
وأضافت لـ"صدى البلد": هذه الموضة للفت النظر، وتشبه تماما "غمز العين والضحكة" أمام الكاميرا، إلا أنها قاصرة على الفتيات، وهذا يعني إن الشاب عندما يلتقط لنفسه صور "بوز البطة" فهو لا يريد إلا السخرية من الفتاة فقط.
البوز و"العقل التخين" ..
واتفقت الدكتورة غادة جمعة ، خبيرة البروتوكول وفن لإتيكيت، مع فكرة لجوء الشباب لهذه الحركة من اجل لفت النظر، وقالت: وصول المسألة إلى حد الهوس الشبابي بالتقاط نفس الصورة يعكس فقدان هذ الفئة للهدف في الحياة، فعادة ما يكون الهوس يرمز لعدم الأهلية وعدم امتلاك الإنسان لملامح آدمية مكتملة أو واضحة.
وأضافت في تصريح لـ"صدى البلد" إن الاستعارة عموما، فضلا عن استعارة العادات الغريبة، محاولة يلجأ إليها الإنسان الفارغ فكريا للفت النظر إليه، وأكدت إن كل فنانة تلجأ لهذه اللقطة عادة ما تكون فنانة مشهورة بالفعل إلا إنها لا تقدم فنا حقيقيا ولا تمتلك من الإبداع ما يجعلها متميزة، فتلجأ لا إراديا لمثل هذه التقاليع.
وأكدت إن اللجوء لـ"بوز البطة" لا يميز بين المستوى الاجتماعي او المادي للإنسان، و الفكر فقط هو اللذي يحكم المسألة، وغالبا ما يكون الإنسان الذي يلجأ لها محبطا معنويا وفاقدا للهدف.
ونصحت المصريين جميعا بـ"التريض فكريا" وأن يحرصوا على أن يغذوا عقولهم ولو بمعلومة واحدة يوميا، وقالت: لابد ان تحمل ايدينا كتابا بشكل مستمر للوصول إلى عقل رشيق ووسيم وممتلئ بالأفكار التي تبرز ملامح الشخصية فلا يضطر الإنسان أن يلجأ إلى تقاليع تظهره بشكل يثير التعجب والاستفزاز، لفروغه من معنى واضح، مؤكدة إن العقل الذي لا يقرأ هو عقل "تخين" ولا يهتم إلا بالاستعارة والنقل عن الآخرين.
ومن الناحية السيكولوجية البحتة، يقول الدكتور أحمد فخري، إن نمطين من الشخصيات تلجأ لتقليد الشخصيات الكرتونية خاصة فيما يخص صورة "بوز البطة"، النمط الاول يميل للنكوص الى مرحلة الطفولة وسواء في الإشارات والإيماءات أو نوعية الملابس، والعودة للطفولة هدفها الأول استعطاف الآخرين، كأحد أشكال الهروب من الواقع، وهو دليل على عدم النضج الإنفعالي والفكري، ولفت إلى أن كثيرا من الفتيات اللاتي يلجأن لهذه اللقطة محبات للفت النظر خاصة الجنس الآخر للأسباب السابق ذكرها.
وتابع "فخري" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" : هذه الشخصيات عادة ما تواجه صعوبة كبيرة في مواجهة المشاكل ويصعب عليها إيجاد الحلول، وهي أقل من تحمل المسئولية وطفولية لا يمكن الاعتماد عليها.
وأشار إلى نمط آخر قد يولع بالتقاط "بوز البطة"، وهم البشر المهووسون بالبحث عن غير المألوف، وشغوفون بالبحث عن الغرائب ، وهم اصحاب شخصية انبساطية، كثيرو الحركة والكلام، يهوون الموضة ويخضعون للعدوى الجماعية.
وأكد انحسار هذه اللقطة الكرتونية بشكل كبير في أوساط الرجال نظرا للقيم التي يفرضها المجتمع الذكوري عليهم، من تحمل مسئولية وجدية في التعامل مع المواقف.
شخصية كرتونية ..
بطوط "Donald Duck" .. الشخصية الكرتونية التي هوست فتيات الالفية الثانية فبتن يقلدن منقاره الغاضب ويحرصن على الظهور به في اللقطات التذكارية، هو شخصية كرتونية أمريكية من شركة والت ديزني ، بطة بيضاء، ترتدي زى البحارة.
ظهر بطوط أول مرة في عام 1934، والآن هو أحد الشخصيات الكرتونية الأشهر في العالم، وعُرف بسوء الحظ وسرعة الغضب.
وبحسب ديزني، فإن عيد الميلاد الرسمي لبطوط هو 9 يونيو 1934 واسمه الشامل دونالد فانتلروي داك، حافظ على اسمه الأصلي دونالد داك في الترجمة العربية، لكن عرب اسمه بعد ذلك ليصبح بطوط في جميع المجلات والأفلام المعربة.
صوت بطوط من أكثر الأصوات المميزة الفريدة من نوعها من كل الرسوم المتحركة من أداء الممثل كلارنس ناش لمدة خمسين سنة حتى وفاته عام 1985 ليكمل توني أنسلمو تلميذه المسير في الدبلجات العربية.