"هـوامــش حـرة" توبة فضل شاكر

فضل شاكر صوت جميل حساس أطرب له كثيرا وهو مطرب حقيقي يحمل الكثير من سمات زمن الفن الجميل.. لم يدخل فضل شاكر دوامة الرقص والفتيات العاريات ووصل إلي الملايين بأداء سليم وصوت مقنع,
واستطاع ان يأخذ مكانه بلا دعاية أو ضجيج في مقدمة الأصوات الشابة في السنوات الأخيرة..لابد ان اعترف بأن الكثير من الأصوات الجديدة لا يمكن ان نحسبها علي فن الغناء خاصة أصحاب ومروجي الكليبات العارية والرقص بلا مناسبة والأصوات التي خاصمها الجمال والاحساس, وفي الوقت الذي احتل فيه فضل شاكر موقعا متقدما في وجدان الناس ظهر في أكثر من حديث صحفي واكثر من لقاء تليفزيوني أخيرا يعلن توبته عن الفن واعتزال الغناء وبأنه لم يعد مطربا ولكنه عاد مسلما, وكأن هناك عداء بين الإسلام والغناء,.. وكان أمرا غريبا ان يجئ هذا الكلام علي لسان فضل شاكر.. فليس هناك عداء بين الإسلام والغناء الجميل وقصائد أم كلثوم الدينية من أروع ما غنت.. كما ان فضل شاكر لم يقحم نفسه في سوق الفن الردئ الذي إجتاح الأغنية العربية عريا و إسفافا في السنوات الماضية إنه يغني كلاما جميلا بصوت حساس وأداء ملتزم ولم يشاهده أحد يرقص في كليب أو يفرض بضاعة فاسدة في احتفالية.. قالت الصحافة انه لجأ إلي أحد المساجد وقرر ان يهجر الغناء ويعلن توبته..ومن حق شاكر ان يهجر الغناء ويعتزل, لكن ليس من حقه أن يعلن توبته وكأن الغناء كل الغناء رجس من عمل الشيطان خاصة ان غناء شاكر في تقديري كان فنا جميلا لا ينبغي ان يتوب عنه صاحبه.
إذا كان التيار الإسلامي قد اكتسح كل شئ بعد ثورات الربيع العربي في السياسة فلأن الواقع السياسي كان ملوثا وسيئا وقبيحا.. وإذا كان في الفن مايستحق التوبة عنه فإن فيه أيضا ما ينبغي ان نحافظ عليه.. وفضل شاكر من النوع الأخير وأنصحه الا يعتزل ويبقي في الساحة يقاوم الإسفاف والانحطاط, لأن العملة الجيدة هي التي تطرد العملة الرديئة وهو فنان حقيقي.
نقلا عن الاهرام