الشيطان .."شاطر"

مازالت أصداء إعلان ترشيح خيرت الشاطر، نائب مرشد ما تعرف بـ"جماعة الإخوان المسلمين" التي ترتع في البلاد طولاً وعرضاً مزهوة بـ10 ملايين صوت حصدتها في الانتخابات التشريعية الأخيرة، مازالت تترد معلنة إصابة الجماعة وقيادتها بالسعار السياسي والعمى الاستراتيجي.
وقد أعلنت الجماعة على لسان ملهما الأكبر هو وأتباعه في مكتب الإرشاد - دار ندوتهم- أن هذه الخطوة جاءت لمصلحة مصر وإنقاذها ولا أعرف من أي خطر ينقذون مصر ولم تستح الجماعة المتصدعة "المنحلة" سابقاً من أن تخلع برقع الحياء ويعلن حزبها الوهمي ترشيح الشاطر كأي حزب في العالم بل تؤكد الجماعة أن هذا الحزب ما هو إلا خيال مآتة وضرورة إجرائية وشعبة من شعب تلك العصابة السياسية وضربت بعرض الحائط الدعوات التي تطالب تلك الجمعية الخيرية التي أسسها حسن البنا بالابتعاد عن السياسة والعودة للمسار الذي وضعها عليه مؤسسها، لكن لا حياة لمن تنادي ومعها كل الحق فلا ضابط لعملها ولا رابط.
الأمر الآخر أن الجماعة المتصدعة أعلنت في مؤتمر ترشيح الشاطر أنها أخذت القرار بعد دراسة مطولة ودقيقة، ويبدو أن الزهايمر والشيخوخة وجينات الاستلواح السياسي صورت لهم أن المصريين - موكلوهم – سينسون رحلتهم لاستعطاف كل من طارق البشري والمستشار الغرياني لحفظ ماء وجههم، أمام مريديهم الذين بدأوا يستشعرون أن تلك المبادئ التي زرعت فيهم ما هى إلا قيد كبلوا به سنوات وسنوات تحت سيف السمع والطاعة ولإفشال التوبة النصوح لعبد المنعم أبو الفتوح الذي إن نجحت تجربته خارج إطار الجماعة فسيفسد ذلك على قادة الجماعة عبيدهم كما أفسد محمد بن عبدالله عبيد قريش على ساداتها.
كما يبدو مريباً الحديث عن صدام ما بين المجلس العسكري والإخوان وهذا لا يتفق مع منح العسكري الشاطر عفواً عاماً قبل شهر من إعلان ترشيحه ولن يفسر ذلك إلا بأمرين، الأول استمرار تطبيق بنود معاهدة الاستسلام التي وقعها العسكر يوم 28 يناير يوم أن كسر الإخوان شوكة الدولة وأرغموا رئيسها على التنحي أو يكون طعماً مسموماً ألقاه العسكر لتلتقطه الجماعة وتعلن وفاتها سياسياً متجاهلين كل النصائح بالتراجع عن ترشيح خيرت إلا أن الشيطان شاطر.
إن الطوق يشتد على عنق الجماعة المتصدعة الآيلة للسقوط ولن تتحمل حكما ببطلان قانون انتخابات مجلسي الشعب والشورى وآخر ببطلان تأسيسية دستور الإخوان وهزيمة مرتقبة في الرئاسة، كل هذا لابد أن يدفع الإخوان للجهاد المسلح من أجل مصر أيضاً كما سيبررون وقتها كالذي تمارسه ميلشياتها في سوريا بمباركة الاتراك والقطريين والسعوديين كل من وجهة مختلفة.
فهل يرد العسكر الصاع صاعين للجماعة قريباً بعد أن أدرك المصريون من يتاجر بطيبتهم ومعدنهم الغالي ويحاول استخدامهم لتحقيق أهدافه ليستبدلوا هتفاهم الشهير يسقط يسقط حكم العسكر بـ "تسقط تسقط دولة المرشد".