إدريس: غرس قيمة الصدق فى نفوس الأبناء "واجب" على الأبوين.. و"إلهام شاهين": وصف أبنائنا بـ"الكاذبين" يؤدي بهم إلى الكذب

- أستاذ الشريعة: الصدق من عوامل نهضة الأمم.. وغرس قيمته فى نفوس الأبناء "واجب" على الأبوين
- إلهام شاهين: القدوة الحسنة تساعد أبناءنا على الصدق.. ووصفهم بـ«الكاذب» يؤدي بهم إلى الكذب
الصدق من أهم الخصال التى دعا إليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعمل على ترسيخها فى نفوس أصحابه وأمرنا بأن نربي عليها أبناءَنا، لأن صلاح الأمم يبدأ من انتشار الصدق فيما بينهم من تعاملات ولن تنهض الأمم إلا بالصدق، وحتى نستطيع تربية أبنائِنا على الصدق، أكد علماء الأزهر لـ«صدى البلد»، أنه لابد على الأبوين أن يتلزما بالصدق مع أبنائهما ومع غيرهم حتى يكونا لهما خير قدوة على ذلك.
وأكد الدكتور عبدالفتاح إدريس، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه حتى يستطيع الأبوان تربية أبنائهما على الصدق لابد عليهم أن يكونا صادقين مع أبنائهم ومع غيرهم، مشيرً إلى أنه يجب على الأبوين أن يغرسا قيمة الصدق فى نفوس أبنائهم باعتبار أن الصدق يدخل صاحبه الجنة.
واستشهد أستاذ الشريعة، بقول رسول الله «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا».
وأضاف إدريس، أن الكذب ضد الصدق وهو من صفات المنافقين ويجب على الأبوين أن يعلما أولادهما النفور عنه حتى لايتصفوا بهذه الصفة الذميمة، مشيرًا إلى أن الكذب يفضى بصاحبه إلى النار، مستشهدًا بقول رسول الله: «وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا».
وأوضح أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن نكبات الأمم تنشأ من خلال التخلق بالكذب والتعامل به، مؤكداً أن من عوامل نهضة بعض الأمم هى التحلى بالصدق فى أسلوبها ومعاملاتها.، مشيرًا إلى أنه ينبغى على الأسر أن تغرس قيمة الصدق فى نفوس أبنائهم حتى يكونوا صادقين مع أنفسهم والآخرين وحتى يرضوا ربهم ويفوزوا بما أعده الله تعالى للصادقين.
وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن تربية أبنائنا على الصدق توجب على الأبوين أن يكونا قدوة حسنة لهم فى هذه الخصلة الحسنة بأن يكونا صادقين معهم فى أقوالهما وأفعالهما حتى يكونا نموذجًا لأولادهما، يؤكدان لهم أهمية الصدق فى الحياة، مشيرةً إلى أنه يجب على الأبوين أن يعلما أولادهما أن يراقبوا الله فى جميع تصرفاتهم ولا يهتموا برضا أحد من البشر سوى رضا الله تعالى عليهم.
وأضافت شاهين أن الأبوين يستطيعان غرس فضيلة الصدق فى نفوس أبنائهما عن طريق إعطاء النماذج لهم من سيرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - والأنبياء ومن مواقف الصحابة - رضوان الله عليهم - ومن قصص أولياء الله الصالحين.
ونوهت أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، بأنه لابد على الأبوين أن يستخدما الثواب والعقاب مع الأبناء فى مسألة الصدق والكذب فإن كانوا صادقين قدما لهم مكافأة على صدقهم ويعملان على تشجيعهم على الاستمرار على الصدق، وإن كذبوا عقابوهم عن طريق الحرمان من المصروف أو "الفسحة" أو غير ذلك من أنواع العقاب، محذرةً الآباء والأمهات على ضرورة عدم وصف أبنائهم بأنهم كاذبون حتى لا يعتادوا على الكذب.