الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أثري: المصريون القدماء عرفوا "الحلي" منذ عصر ما قبل التاريخ.. وبرعوا في صناعتها

صدى البلد

أكد الباحث الآثري أحمد عامر أن الحلي كانت متواجدة في جميع الحضارات القديمة ، وكان الهدف الأساسي منها هو الزينة والتزين ، وكان يلبسها الرجال والنساء سويا في مصر الفرعونية ، مشيرا الى أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ ، و أقدم صناعة للحلي من المحتمل أنها تعود لحضارة البداري .
وأشار عامر - فى تصريح له اليوم - الى أن إرتداء الحلى فى مصر القديمة كان يدل علىي الثراء ، كما كان لها غرض ديني حيث يعتقد أنها كانت تستخدم كتميمة لحماية جسد المتوفي من الشرور التي ربما تقابله في العالم السفلي ، الى جانب أنها كانت توضع علي الحيوانات لكي تحميها من الحسد ، وكحلية لتمائم الآلهة في المعابد أثناء الطقوس الدينية ، وكان الزي الكامل للاحتفالات عبارة عن شعر مستعار ومجموعة كبيرة من الحلي والعقود والدلايات وحلي الصدور مزدوجة بالسلاسل .
وقال إن المصرى القديم صنع الحلي من مختلف المواد منها الذهب والفضة وكانت الفضة أندر من الذهب ، الذى كان متوافرا في أماكن عديدة بالصحراء الشرقية ، وبلاد النوبة وقد أطلق المصري القديم علي الذهب إسم "نبو" ، واسم "حج" علي الفضة ، وأطلق على الذهب الأبيض اسم "جمعو" ، كما أطلق اسم "حمت" على النحاس .
وأضاف أن الأحجار الكريمة ونصف الكريمة استخدمها المصرى القديم في صناعة وتطعيم الحلي وأهمها العقيق "حماجت" ومنه اليماني ، والأبيض ، والأحمر ، وحجر الجميشت ، والزمرد ، والمرمر المصري ، والمرجان ، والفلسبار ، وحجر الدم ، واللازورد ، والزبرجد ، واللؤلؤ ، والبلور الصخري ، والفيروز ، والكهرمان ، لافتا الى انه بالنسبة للياقوت والماس وعين الهر فلم تكن معروفة لدى المصريين القدماء .
وتابع أنه تبدأ مراحل الصناعة فى مصر القديمة بوزن الذهب والفضة في الورشة قبل تسليمها إلي الصائغ ، وقد أطَلق على ورشة تصنيع الذهب إسم "حوت- نبو" وتعني "مقر الذهب" ، أما في عصر الدولة الحديثة فقد ظهر إسم آخر وهو "إس - إن - كات" وتعني "مقر العمل أو الورشة" ، وكانت أدوات الصاغة عبارة عن موازين لوزن المعدن ، أنابيب غاب ذات أطراف فخارية مثقوبة ، ملاقط للإمساك بالقطع المعدنية ، حجارة مستديرة الشكل لطرق المعدن ، بوتقات لصهر المعدن ، سندات حجرية للطرق فوقها ، قضبان معدنية طويلة لرفع البوتقات ، أزاميل للحك والقطع هذا بالإضافة للقوالب الخاصة بالتشكيل والمثاقب ، وبعد مرحلة الوزن تأتي مرحلة صهر الذهب على النار .
وكشف عامر عن براعة ومهارة الصاغة المصريين وكان من أشهر الأدلة الأثرية بقايا الأساور الأربع التي عثر عليها بتري في أبيدوس وترجع لعصر الأسرة الأولي ، والصفائح والمسامير الذهبية التي كانت تزين التابوت الخشبي التي وجدت داخل أحد سراديب هرم سقارة المدرج ، ومجموعة آثار الملكة "حتب - حرس" من الأسرة الرابعة ، ورأس الصقر الذهبية التي عَثر عليها بمدينة "نخن" من الأسرة السادسة ، مجموعة آثار ملوك وأميرات عصر الدولة الوسطي التي عثر علي أهمها "دي مورجان" في اللاهون ودهشور ، مجموعة آثار الملك "توت عنخ آمون" وحلي مقابر "تانيس" ومقبرة "سابتاح" .
وعزا مهارة وإبداع الصائغين القدماء الى إسلوب وطرق الصناعة التي تنحصر في طريقة البرغلة "التحبيب" حيث أن تلك الطريقة تعتمد على صهر الشرائط الذهبية لتشكيل الحبيبات الذهبية ، ثم صقل الَحلي بالمينا حيث يتم وضع مادة فوق آخري وفيها يتم وضع مادة لامعة علي المعدن ، ثم نصل إلي آخر مرحلة وهي طريقة الغلق أو المينا المحجزة وتعني المواد المعزولة بحواجز صغيرة .
وأوضح أنه يسهل ملاحظة الفرق بين الحلي الجنائزية والدنيوية ، فالأولي ثقيلة الوزن سهلة الكسر غير ملائمة للحياة الدنيا ولا يوجد بها مشابك للغلق ، أما الثانية كانت تصنع من معادن ثقيلة وترصع بالأحجار نصف الكريمة وبها مشابك ذهبية للغلق .