الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قراءة فى مستقبل السياحة الصينية فى مصر


لطالما كانت هناك أفكار ورؤى خارج الصندوق بشأن استعادة مصر لمكانتها السياحية المفقودة خلال الأربع سنوات الأخيرة، وتطلبت مواجهة أزمة انحسار الحركة السياحية الوافدة البحث عن أسواق سياحية واعدة بجانب الأسواق التقليدية، وهو ما دعا القطاع السياحى الحكومى والخاص المصرى إلى توجيه نظرهم إلى الصين كأحد أهم الأسواق السياحية الواعدة.
خاصة آذ علمنا أن الصين تصدر أكثر 100 مليون سائح سنوياً يتحرك النصيب الأكبر منها إلى هونج كونج وتايوان وكوريا الجنوبية ومكاو واليابان، ومازال نصيبنا منها محدود خاصة مع طول ساعات الطيران، والمتأمل فى إحصائيات السياحة الوافدة من الصين يجد أن الأرقام وصلت فى عام الذروة 2010 (106 ألف سائح)، بينما سجلت إحصائيات عام 2013 (55 ألف سائح صينى )، وفى العام الماضى (2014) وصل عدد السائحين الصينيين (61 الف سائح ).

ولا نستطيع أن ننكر أن الطيران له دور محورى فى مستقبل العلاقات السياحية بين الصين ومصر حيث إن الطيران المتاح حالياً طيران منتظم بين بكين / القاهرة، وجوانجو/ القاهرة، ولكن المباحثات المصرية الصينية وجهود وزارتى السياحة والطيران استطاعت تدشين خطوط طيران عارض ولأول مرة بين الصين ومصر، حيث يشهد 16 فبراير القادم بدء تسيير طيران مباشر بين شنغهاى وأسوان، وفى 18 من ذات الشهر تنطلق رحلات الطيران من مدينة شندو بينما تنطلق رحلات الطيران المباشر من شيتشين إلى أسوان فى 21 من فبراير الجارى، هذا بالإضافة إلى رحلات الطيران المنتظم بين بكين / القاهرة (3 رحلات أسبوعيا)، وجوانجو / القاهرة ( 5 رحلات أسبوعيا)، بما يشكل نقلة نوعية بكل المقاييس فى علاقة مصر بالصين حيث تعد المرة الأولى التى يتم فيها تسيير طيران عارض إلى مصر أكثر من 5 ساعات .
وبتشغيل خطوط الطيران الجديدة من المتوقع أن يصل عدد السائحين القادمين من الصين فى عام 2015 قرابة 200 ألف سائح صينى مع استمرارية تشغيل خطوط الطيران واستقرار الأوضاع الأمنية وإجراء الاستحقاق الديمقراطى الثالث، وبمزيد من تدشين خطوط طيران جديدة بين البلدين يكون من المتوقع أن تصل السياحة الوافدة من الصين إلى 500 ألف سائح عام 2018.
والاهتمام بالسائح الصينى لا يأتى من فراغ، حيث يُعد السائح الصينى الأكثر إنفاقاً فى المقصد السياحى (حوالى 100 دولار /ليلة ) كما أنه الأطول إقامة، هذا فضلاً عن ارتباط السياحة الثقافية ارتباطا وثيقاً بمنتج السياحة الثقافية الذى عانى كثيراً من الانحسار فى الأربع سنوات الأخيرة.
وتتضمن البرامج السياحية التى سيتم إطلاقها للسائحين الصينيين القادمين عبر خطوط الطيران الجديدة التى تم تدشينها تتضمن رحلات نيلية من أسوان إلى الأقصر ثم برا إلى الغردقة ثم جوا إلى القاهرة والعودة من القاهرة إلى الصين، وهو ما يفتح آفاق جديدة لمنتج السياحة الثقافية والسياحة الشاطئية فى وقت واحد.
وبدورها تقوم وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة بالعديد من المعارض السياحية بمشاركة القطاع الخاص وكذلك إطلاق حملات علاقات عامة ودعاية مشتركة لجذب مزيد من السائحين الصينيين إلى مصر ذات الشمس المشرقة والآثار الخالدة وصحاريها الساحرة.
ومنذ عدة أيام بدأت الصين فى الإعداد لعيدها الأكبر "عيد الربيع الصينى " الذى تقام فعالياته ليس فى الصين فقط ولكن فى أكثر من 100 دولة و300 مدينة حول العالم، وفى مصر تشارك وزارة السياحة المصرية والسفارة الصينية بالقاهرة فى تنظيم مهرجان واحتفالية كبرى بمناسبة هذا الحدث يكون لها دور فى القاء مزيد من الضوء على المقصد السياحى المصرى بمشاركة السائحين الصينيين فى مصر.
نعم.. إنماء الحركة السياحية يتطلب العمل فى كافة المحاور والبحث عن آليات ترويج للمقاصد السياحية الواعدة مع التنسيق التام مع قطاع الطيران باعتبار أنه لا سياحة دون طيران، وكذلك العمل على فتح أفاق جديدة لمنتجات سياحية واعدة كالسياحة الصحراوية والسياحة الرياضية وسياحة المهرجانات .