الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد حرق الطيار الأردني.. الأزهر يفتي بقتل أو صلب «الدواعش».. و«البحوث»: لا يُعذِب بالنار إلا ربُ النار

صدى البلد

◄ «داعش» ينفذ حكم الإعدام حرقًا على الطيار الأردني..
- شيخ الأزهر: يحاربون الله ورسوله.. والإسلام حرم قتل النفس البشرية البريئة
- جامعة الأزهر: «إجرام» لا يرضى به دين سماوي
- «البحوث الإسلامية»: مقولة «ابن تيمية» ليست مصدرا للتشريع
- عميد «العلوم الإسلامية»: إرهاب لا يعرفه الدين الحنيف
أثار تنظيم داعش الإرهابي استياء الجميع، إثر بثه صورًا ومقاطع فيديو لحرق الطيار الأردني «معاذ الكساسبة»، الذي فاوضت به الأردن لإطلاق سراح الإرهابية ساجدة الريشاوي، وعلى الرغم من إبداء الحكومة الأردنية موافقة على إطلاق سراحها، أعدم التنظيم الرهينة الأردني، واستشهد داعش بمقولة منسوبة إلى ابن تيمية لتبرير إجرامهم.
بدوره، استنكر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشَّريف بشدَّة العمل الإرهابي الخسيس الذي أقدم عليه تنظيم داعش الإرهابي الشيطاني، من حرق وإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، مؤكدًا أن الإسلام حرم قتل النفس البشرية البريئة، قال تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ» والنبيّ - صلى الله عليه وسلم - لعن هؤلاء حيث قال: «الإنسان بنيان الربِّ ملعون من هدمه».
وحرَّم شيخ الأزهر، التمثيل بالنفس البشرية بالحرق أو بأي شكل من أشكال التعدي عليها حتى في الحرب مع العدو المعتدي، وليس أدل علي ذلك من وصية النبي "صلى الله عليه وسلم" لأمير الجيش: «اغْزُوا وَلا تَغْدُرُوا وَلا تَغْلُوا وَلا تُمَثِّلُوا وَلا تَقْتُلُوا..» فهذا عمل خبيث تتبرأ منه كل الأديان.
وأكد شيخ الأزهر، استياءه الشديد من الإقدام على هذا العمل الإرهابي الخسيس الذي يستوجب العقوبة التي أوردها القرآن الكريم لهؤلاء البغاة المفسدين في الأرض الذين يحاربون الله ورسوله، أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، ويهيب بالمجتمع الدولي التصدي لهذا التنظيم الإرهابي الذي يرتكب هذه الأعمال الوحشية البربرية التي لا ترضي الله ورسوله.
من جانبه، رفض الدكتور عبدالحي عزب، رئيس جامعة الأزهر، تنفيذ تنظيم «داعش» الإرهابي حكم الإعدام حرقًا على الطيار الأردني «معاذ الكساسبة»، مؤكدًا أنه إرهاب لا يعرفه الإسلام، مطالبًا المجتمعات الدولية، بأن تقف أمام هؤلاء الجماعات المتطرفة لتخليص البشرية من شرورهم، مشيرًا إلى أن أنها طوائف خرجت عن الأمة وتدعو إلى القتل والتخريب وهدم المجتمعات باسم الدين.
وأشار رئيس جامعة الأزهر، إلى أن أفعال ومناهج الجماعات المتطرفة بعيدة تمامًا عن مفاهيم الدين الصحيح، منوهًا بأنه لا يوجد دين سماوي يرتضى بهذه الأفعال النكراء من هدم للمجتمعات وإزهاق للأرواح بغير حق.
وفي السياق نفسه، أوضح الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن ما يفعله تنظيم داعش الإرهابي من حرق وذبح للأسرى لم يثبت في القرآن الكريم أو السنة النبوية المشرفة.
وأضاف المفكر الإسلامي، أن إعدام الطيار الأردني «معاذ الكساسبة» حرقًا جريمة لم تحدث في تاريخ الإسلام، مؤكدًا أنه لا يجوز معاقبةُ أحدٍ بالنار «لأنه لا يُعذِب بالنارِ إلا ربُ النارِ»، مشيرًا إلى أن الرسول "صلى الله عليه وسلم" لم يحرق أسيرًا قط بل كان أرحم الناس بهم، لافتًا إلى أن الإسلام دين رحمة وأمن وسلام.
ولفت إلى أن الإسلام جعل القصاص في القتل العمد فقط، منوهًا بأن الله -عز وجل رحيم- بعباده ولا يقبل أن يعاقبهم أحد غيره بالنار، لافتًا إلى قصة سيدنا إبراهيم - عليه السلام - مع «النمرود» حينما وضع الخليلَ في النار فقال الله عز وجل: «قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ».
ونوه بأن استشهاد تنظيم داعش الإرهابي بمقولة لابن تيمية أثناء إعدامه الطيار الأردني «معاذ الكساسبة» تفسير ضال، ولا علاقة له بالشريعة الإسلامية، منوهًا بأننا نستند في الأحكام إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، مضيفًا أن مقولة ابن تيمية التي استشهد بها داعش «أما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم على العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع» يقصد بها الجهاد على المشركين وليس المسلمين، مؤكدًا أن ابن تيمية ليس مصدرًا للتشريع الإسلامي فهو فقيه صاحب آراء يُخطئ ويصيب.
وكشف عن أن تنظيم داعش يفعل الإجرام ذلك لإدخال الفزع والرعب في نفوس من يحاربه، ويفسر الآيات والأحاديث والمقولات خطأ لتبرير إجرامه الذي يسيء إلى الدين الحنيف وتعاليم نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم" السمحة.
ولفت إلى أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، عفا عن أهل مكة حين فتحها وقال لهم «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، مشيرا إلى أن النبي لم يؤذِ إنسانا أو جمادا أو مخلوقا من المخلوقات، مؤكدًا أن ما يفعله داعش لا علاقة له بالإسلام.
وفي الإطار نفسه، قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية لغير الناطقين باللغة العربية: إن تنفيذ تنظيم «داعش» الإرهابي، بحكم الإعدام حرقًا على الطيار الأردني «معاذ الكساسبة» إرهاب لا يعرفه الإسلام والرسول الكريم والأنبياء جميعًا.
وتابع: أن داعش إرهابية وما تفعله لا علاقة له بالإسلام، مشيرًا إلى أن النبي "صلى الله عليه وسلم" كان يتعامل مع الأسير بما يليق برحمة الإسلام من إكرامه ورعايته رعايةً أخلاقية سامية، مستشهدًا بقول الله تعالى: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا».
واستطرد: أن المسلمين أسروا في غزوة بدر 70 أسيرًا ولم يكن هناك تشريعٌ يوضح أمر التعامل مع هؤلاء الأسرى، لافتًا إلى أن النبي "صلى الله عليه وسلم" استشار أصحابه وقرر دفع الأسير الغني المال فدية له، والفقير منهم، ويستطيع القراءة والكتابة فكانت فديته تعليم عشرة من غلمان المدينة المنورة.
ولفت إلى أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، عفا عن أهل مكة حين فتها وقال لهم «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، مشيرًا إلى أن عندما كان الرسول وأصحابه في غرناطة ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم، لقضاء حاجته، وكان الصحابة يحضرون الطعام ليأكلوا، ولمحوا طائراً يشبه العصفور، وإلى جانبه فرخان ذهب أحد الصحابة وأخذ فرخي العصفور، وأتى بهما إلى رفاقه، فأقبل الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن بعيد لمح حال العصفور الأم، فأسرع الرسول صلى الله عليه وسلم يستطلع الأمر، وقد أحزنه منظر الطائر الملهوف، ثم قال لصحبه الأخيار: من فجع هذه بولدها؟ ردّوا ولدها إليها».